د. أسامة السعيد
د. أسامة السعيد


د.أسامة السعيد يكتب: 2022.. عام التواريخ المنسية!!

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 - 06:09 م

أسوأ تعامل مع التاريخ هو أن نعتبره مثل حكايات «قبل النوم» أو مجرد سطر فى باب «حدث فى مثل هذا اليوم»، فصفحات التاريخ دروس مفتوحة ومجانية لمن أراد أن يتدبر، كى يفهم واقعه ويصنع مستقبله.

ومن حسن الطالع أن يكون عامنا الحالى 2022 شاهدا على ذكريات تاريخية وأحداث مصيرية فى تاريخنا المصرى والعربى، بل وفى تاريخ العالم، ربما تمثل استعادتها فرصة للتفكير المتعمق وتعلم الدروس.

على المستوى المصرى تمر هذا العام ذكرى أحداث بالغة الأهمية، منها على سبيل المثال، لا الحصر: 140 عاما على الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882، كما تمر أيضا مائة عام على تصريح 28 فبراير 1922، والذى منح مصر استقلالا ولو شكليا عن بريطانيا.

وفى 2022 أيضا نحتفل بأحداث فارقة فى تاريخنا المصرى والعربى، منها مرور 75 عاما على صدور قرار تقسيم فلسطين فى نوفمبر 1947، والذى اندلعت على إثره أولى حروب العرب وإسرائيل عام 1948، وقد أضاع ذلك القرار المجحف الحق التاريخى للشعب الفلسطينى، ومنح من «لا يملك لمن لا يستحق» دولة، لاتزال تستخدم القمع والإرهاب لقهر شعبنا العربى.

وفى هذا العام نحتفل كذلك بالذكرى السبعين لقيام ثورة 23 يوليو 1952، بكل ما تحمله من ذكريات حافلة بلحظات الانتصار، وأيضا لحظات الانكسار، ومنها مرور 55 عاما على نكسة 1967.

ولا يخلو الأمر من بعض الأحداث المبهجة، لعل فى مقدمتها مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد فى 27 سبتمبر 1822، الذى فتح المجال أمام كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة، وكذلك مائة عام على أعظم أحداث القرن العشرين الأثرية، وهو اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.

هذه الأحداث الكبيرة بحلوها ومرها، لا ينبغى أن تمر مرور الكرام، وللأسف مر معظمها دون انتباه من وسائل الإعلام أو إحياء من جانب كثير من المؤسسات المعنية، لكن لاتزال هناك فرصة لاستعادة الوعى، والتذكير بما حملته تلك الأحداث من تأثير ممتد إلى اليوم، فكما يقول الرئيس الأمريكى هارى ترومان: «لا جديد فى هذا العالم إلا ما تجهله من التاريخ»!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة