أرشيفية
أرشيفية


تقرير يكتبه عبد النبي النديم: قراءة فى قرار «أوبك بلس » .. والصفعة العربية لواشنطن

عبد النبي النديم

الأربعاء، 03 أغسطس 2022 - 06:29 م

«أوبك+» هو تحالف عالمي تم الاتفاق عليه من قبل 23 دولة مصدرة للنفط، منها 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، وتم التوصل لهذا الاتفاق في نوفمبر 2016 بهدف خفض إنتاج البترول لتحسين أسعار النفط في الأسواق، ويعد إنتاج تحالف البلدان المصدرة للبترول وحلفائها بقيادة روسيا، الذين يشكلون تحالف «أوبك+»، مؤثر في الإنتاج العالمي للنفط، وبناء على قرارات هذا التحالف يتم تحديد الإنتاج برفعه أو خفضه للتحكم فى السعر العالمي للبرميل.
وبعد القرار الذي اتخذه التحالف اليوم الأربعاء بزيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل فقط يوميا، شهدت الأسواق العالمية حالة من الارتباك التي لم يشهدها العالم منذ عقود، خاصة في ظل التصعيد الحاد بين واشنطن وبكين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وإستمرار الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك معاناة العالم من جائحة كورونا، التى وضعت العالم على كرة من اللهب، تعاني منها كافة دول العالم، خاصة أوروبا وأمريكا.
أولا .. ماذا يعنى قرار تحالف «أوبك+» على الإنتاج العالمي من النفط؟
فقد جاء بالبيان الصادر عن منظمة «أوبك +» اليوم الأربعاء بشأن تحديد حجم إنتاج النفط خلال شهر سبتمبر، بزيادة الإنتاج بمقدار 100 الف برميل يوميا، ليضع العالم في حيرة خاصة الولايات المتحدة الامريكية التى كانت تعول عليه الكثير فى خفض اسعار الطاقة, وقد حدد الخبراء عدة نقاط تضمنها القرار، أولها: أن قرار «أوبك+» بزيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا، وسيتم توزيعها على جميع دول «أوبك+»، وثانيا تشديد «أوبك+» على أهمية استخدام فائض قدرات التكرير بحذر شديد لمواجهة النقص الشديد في الإمدادات، نظرا لمحدوديتها.
كما أوضح البيان لـ«أوبك+» أن النقص المزمن بالاستثمار في قطاع النفط قد قلل من فائض قدرات التكرير على طول سلسلة القيمة (المنبع - منتصف الطريق - المصب).
أعربت «أوبك+» عن قلقها على وجه الخصوص تجاه الاستثمار غير الكافي في قطاع التنقيب والإنتاج، موضحة أنه سيؤثر على توافر الإمدادات الكافية من النفط بالوقت المناسب لتلبية الطلب المتزايد إلى ما بعد عام 2023 من قبل الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في منظمة أوبك وبعض الدول الأعضاء فيها.
كما حدد جدول الإنتاج 26 ألف برميل يوميا من المملكة العربية السعودية و 7 آلاف من الكويت و 9 آلاف من الإمارات باعتبار الدول الثلاث هي الوحيدة القادرة على ضخ المزيد من الخام بأسواق النفط.
وحول بيان تحالف ذهب الخبراء الدوليين فى مجال الطاقة إلى أراء مختلفة حول المقصود من هذا القرار، وذهب السواد الأعظم إلى أن هذا القرار من تحالف «أوبك +» الذى تقوده روسيا والسعودية، بأنه إهانة للرئيس الأمريكي جو بايدن بعد رحلته إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي لإقناع دول التحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج لمساعدة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، ولكن يبدو أن مصافحة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودى والرئيس الأمريكي جو بايدن بقبضة اليد فى مطار جدة السعودي، كانت تنبئ بمثل هذا القرار، والذى يعد بمثابة صفعة عربية مشتركة للرئيس الأمريكي، فالزيادة فى الانتاج لا تثمن ولا تغنى من جوع، والتي تعادل 86 ثانية من الطلب والإستهلاك العالمي من النفط، فلم تفلح رحلة بايدن إلى الشرق المحيط العربي، على الرغم من موافقة واشنطن على بيع صواريخ دفاعية للرياض والإمارات العربية المتحدة، للعمل على دفع التحالف إلى زيادة إنتاج النفط.
ومن ناحية أخرى فإن العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا التى تعد السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، مما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد في معظم دول العالم.
ولم يمر على صدور قرار «أوبك+» ساعة واحدة حتى خرجت البيانات عن مخزون النفط الأمريكي بمفاجأة صادمة من العيار الثقيل، بانخفاض احتياطي النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ عام 1985 خلال الأسبوع الماضي، بعد السحب من مخزون الطوارئ الأميركي، وانخفضت مخزونات النفط الإستراتيجية في الولايات المتحدة بمقدار 4.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وكانت واشنطن تأمل أن تبذل المملكة العربية السعودية مزيدًا من الضغوط على دول التحالف، وذلك بعد زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، ولكن يبدو أن غيامة المشهد السياسي والتوترات بين الأمير محمد بن سلمان وأمريكا والغرب كان لها الغلبة، حتى جاء القرار الصدمة للبيت الأبيض، على الرغم من إفراج واشنطن عن صفقة صواريخ باتريوت الأمريكية التي تضم 300 صاروخ لصالح المملكة العربية السعودية.
ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية سعت واشنطن للتودد إلى المملكة لإقناعها بالتأثير على المنظمة لرفع الانتاج حيث وافقت وزارة الدفاع الأمريكية أمس على منح الممكلة العربية السعودية صفقة ضخمة لـ300 صاروخ باتريوت.
وقد أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، أن مخزونات النفط الأمريكية سلبية لأول مرة منذ 3 أسابيع، حيث أظهرت البيانات الصادرة اليوم الأربعاء عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية سلبية بيانات مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سجل مؤشر مخزونات النفط الأمريكية ارتفاعا بنحو 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء الماضي، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى انخفاض المخزونات بحوالي 1.5 مليون برميل، وذلك بعدما كان قد سجل انخفاضا بنحو 4.5 مليون برميل أيضا بالأسبوع الأسبق.
ودائما ما تراقب الأسواق بيانات مخزونات النفط الأمريكية لأنها تؤثر دائما على أسعار النفط الخام بالأسواق، وتنعكس أسعار المنتجات البترولية على معدلات التضخم. كما تؤثر على الصناعات التي تعتمد على النفط. وعندما تكون وتيرة النمو الاقتصادي قوية يتزايد معدل الطلب على النفط وبالتالي تتراجع مخزونات النفط الأمريكية، في حين أن تراجع معدل النمو يؤدي إلى ضعف الطلب وارتفاع مخزونات النفط بما يؤثر سلبا على أسعار النفط في العالم.

اقرأ أيضا | آمال «بايدن» تصطدم بقرار «أوبك بلس» لزيادة إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميًا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة