الخميس، 04 أغسطس 2022 - 08:18 م

الاقتصاد الأزرق مصطلح اقتصادى جديد على الأسواق المصرية وبدأ يظهر فى الصورة بشكل كبير مع التوسع فى قناة السويس وإنشاء القناة الجديدة..

يعتمد هذا النوع من الاقتصاد على التوسع فى صناعات السفن وإنشاء المزارع السمكية وتداول الحاويات وكذلك أنشطة التعدين واستكشاف النفط فى مياه البحار والمحيطات بما يوفر العديد من فرص العمل ويعود بالنفع على النشاط الاقتصادى للدولة المصرية.

مؤخرًا بدأت مصر تتوسع فى هذا النوع من الاقتصاد حتى تواكب الاقتصاديات الحديثة المرتبطة بمياه البحار والمحيطات.

الاقتصاد الأزرق ومفاهيمه وفوائده تدور كلمات هذا التحقيق:  

بداية يقول د. سيد خضر الخبير الاقتصادى إن الدولة المصرية تسعى إلى توسيع القاعدة الاستثمارية فى جميع القطاعات الاقتصادية خاصة ان الاقتصاد المصرى يتميز بالتنوع فى جميع القطاعات وهذا يعد ميزة تنافسية للاقتصادات الكبرى فبالتالى فكرة التنوع الاقتصادى للخروج من تلك الفجوات والصراعات والتوترات التى يشهدها العالم فى الوقت الحالى ومدى التأثير على الاستثمارات  وخلق مخاوف مستقبليه، ومن أجل الحفاظ على حقوق الاجيال القادمة فى الاستثمارات.

ويضيف د. خضر: يأتى الاتجاه الى الاقتصاد الازرق  كنوع من الاقتصاديات الخاصة بالاستثمارات فى المياه من خلال حماية البحار والمحيطات وان تلك الاستثمارات لها دور حيوى فى الحفاظ على الموارد المائية وكذلك الثروة السمكية، من خلال الاتجاه الى توسيع  القاعدة الاستثمارية فى الاقتصاد الأزرق، الذى تعتمد فيه الدول المصرية بشكل كلى على استثمارها فى البحار فى جميع مجالات الثروة السمكية، الاستكشافات فى مجال النفط سواء الغاز أو البترول، الصناعات اللوجستية خاصة فى منطقه قناة السويس الاقتصادية، كذلك صناعة السفن حتى تكون مصر ذات كيان اقتصادى فى الاقتصاد الازرق مثل الصين والنرويج حتى تحفاظ على البحار والمحيطات بشكل مستدام للحفاظ عليها من أجل الأجيال الحالية والقادمة، والاستخدام الجيد لتلك  للموارد، حتى تساهم تلك الاستثمارات فى تحقيق التوازن فى مؤشرات الاقتصاد الكلى، من خلال توفير فرص عمل، والقضاء على الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، خاصة  فى ظل اجتياح العالم للعديد من الأزمات  وخاصه أزمة التغيرات والتقلبات المناخية التى ستؤثر على الامن الغذائى العالمى، ايضا استخدام المستدام للموارد المائية والحفاظ عليها من التلوث لمواجهة تلك التحديات.

ويوضح الخبير الاقتصادى أن الدولة المصرية تسعى الى الترويج والتسويق الجيد لجذب مزيد من الاستثمارات الضخمة بالمنطقه الاقتصادية بقناة السويس فى ظل ما تقدمه من بيئة ومناخ مناسب للاستثمارات فى تلك المنطقة الجاذبة للاستثمارات والتى تعتبر شريان الاقتصاد المصرى والعالمى خلال الفترة القادمة وبوابة افريقيا لعبور كافة المنتجات سواء المصرية أو العالمية.

مساحات من المياه 

وأكد د. وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع أن الاقتصاد الازرق هو عبارة عن الأنشطة الاقتصادية فى المياه على مستوى العالم خاصة انه يحتوى على مساحات شاسعة فى المياه بأنواعها سواء البحار او المحيطات او البحيرات او الانهار وبالتالى تشكل الأنشطة المتعلقة بالمياه إضافة كبيرة للبشرية من خلال مشروعات اقتصادية فى مجالات عديدة كتوليد طاقة كهربائية والسياحة البحرية وصيد الاسماك وايضا استخراج المعادن والبترول والغاز وغيرها من الأنشطة.

واضاف أن مستقبل العالم فى استغلال الثروات الموجودة فى المياه بأنواعها بشرط أن يحافظ على مطالبات الاستدامة ولا يجور على حقوق الاجيال القادمة فى الحياة مشيرا إلى أن الاقتصاد الازرق يدعم الاستثمار واستغلال البحار وكل ما يرتبط بالمياه وقاع البحار والمحيطات خاصة أن مساحة المياه فى العالم اكبر من مساحة اليابسة.

واستطرد قائلا: مصر فى إطار استراتيجيتها لتنمية المستدامة ٢٠٣٠ لديها الكثير من مشروعات الاقتصاد الازرق سواء فى مجال الاستخراجات او تطوير البحيرات ومجرى النيل وكذلك الاستزراع السمكى وما تم فى قناه السويس بالتالى إن مصر لديه توجه قوى نحو مشروعات الاقتصاد الاخضر لتكون بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات تدعمها المؤسسات الدولية تكون منخفضة التكلفة مما يدعم التوجه نحو الاقتصاد الازرق الذى يصب فى تحقيق اهداف التنمية المستدامة.

القيمة المضافة

وأضاف د.رشاد عبده الخبير الاقتصادى أن استثمار قناة السويس بشكل إيجابى خاصة بعد إنشاء القناة الجديدة يعد من اكبر المكاسب العالمية لجذب الاستثمارات الصناعية والزراعية والسياحية والتجارية هذا إلى جانب مد مياه النيل العذبة إلى سيناء مما يؤهل لزراعة ٣٠٠ الف فدان كمرحلة اولى وايضا إنشاء ميناء بورسعيد والذى قالت عنه الملاحة العالمية إنه من اهم الموانئ على مستوى العالم.

واوضح عبده: أن قناة السويس قيمة مضافة وكنز لمصر حيث من المخطط زيادة الإيرادات ٢٥٩ فى المئة ومقدر العام القادم ان تصل الإيرادات إلى ١٣ مليار دولار والمستهدف الوصول إلى منطقه استثمارية عالمية تضخ سنويا لمصر ما بين ٦٠ إلى ٨٠ مليار دولار بالإضافة إلى أن الاستثمار فى منطقة قناة السويس توفر للمستثمر عمليات الإنتاج والنقل والتصدير من مكان واحد مما يقلل التكلفة وبالتالى فإن القناة السويس هى النموذج الأمثل للاقتصاد الازرق.

10 مكاسب

وقال أبوبكر الديب مستشار المركز العربى للدراسات والباحث فى الاقتصاد السياسى والعلاقات الدولية: إن مصر يمكنها تحقيق 10 مكاسب للاقتصاد الأزرق منها خفض معدلات الفقر والبطالة والتضخم وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، والإدارة الجيدة للموارد المائية والاعتماد على البحار والمحيطات فى التنمية المستدامة، والاستخدام المستدام للموارد المائية كالمحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والحفاظ عليها، لزياة النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل، وحفظ البيئة والقيم الثقافية والتنوع البيولوجى.

وذكر مستشار المركز العربى للدراسات أن الاقتصاد الأزرق ببساطة يدور حول فكرة أن تستخدم الحكومات والمصانع كل المصادر والموارد المتاحة لها عن طريق الاستفادة من الموارد والمصادر والبدائل المتاحة والمختلفة عن طريق استخدام حلول مبتكرة لا تضر بالبيئة من خلال إحداث توازن بين التنمية الاقتصادية واستغلال الموارد البيئية المتاحة، لتحقيق الفائدة لها وللمجتمع، وحفظ حق الأجيال الحالية والمستقبلية فى الانتفاع بالثروات الطبيعية المتاحة.

وأوضح أبوبكر الديب أن التوجه للاقتصاد الأزرق يمكن من انتاج الطاقة الكهربائية من المياه وممارسة أنشطة التعدين فى أعماق البحار والمحيطات، وتعدد انشطة السياحة البحرية وصيد الأسماك واستخراج المواد الخام من البحار، وتنمية «الشحن الأخضر» الذى يراعى عدم الإضرار بالبيئة البحرية، وإدارة الموانئ الذكية، والزراعة السمكية ومصايد الأسماك.

وأكد أن الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة وإعادة تدوير المواد يؤمن الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية عبر الإدارة الشاملة والمستدامة.

إقرأ أيضاً|السفينة البنمية «إيفرجيفين» تصل الإسماعيلية قادمة من بورسعيد