الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 07:26 م

كتب: رشا عدلي

الزمان منتصف الليل، المكان إحدى الدول الأوروبية، رنات الهاتف المتلاحقة تشق سكون الليل وتفزع الشقيقين، ليستقيظ أحدهما ويمسك بالهاتف والقلق يملأ قلبه خوفا من أن يكون مكروه أصاب والديه، على الطرف الآخر يسمع الابن صوت صراخ والدته وهى تهذى بكلمات غير مفهومة، حاول محمود تهدئة روعها وبدأ يلتقط أنفاسه وطلب منها أن تتحدث بهدوء حتى يفهم ما تقول.

بعد أن تماسكت أخبرته بأن جارهم قام بالتعدى عليها وعلى والده مرات كثيرة وافتعل مشاجرات عديدة أمام الجيران وتلفظ بالسوء كثيرا وأرجعت ذلك إلى تغيبه وأخيه وأن جارهم لم يجد من يتصدى له لذلك استفحل فى مضايقتهما ثم أمرته فى نهاية الحديث أن يحضر بصحبة أخيه ليضعا حدا بهذا الجار المتسلط.

على الفور وبدون تفكير حضر الشقيقان إلى أرض الوطن على أول طائرة ومنذ أن وطئت قدمهما ذهبا إلى جارهم فلم يجداه وفى الطريق قابلا سيد جارا لهما وله خصومة مع الجار الآخر فاتفق الثلاثة على الانتقام منه، وإذا به يمر أمامهم فى نفس اللحظة، يتشاجر الجميع ويقف سيد ليمنع المارة من التدخل تنفيذا لأمر الشقيقين اللذين انهالا عليه ضربا وأخرج أحدهما من جيبه سلاحا وطعنه عدة طعنات فى القلب وتركوه غارقا فى دمائه وفروا هاربين بعد إثارة الذعر بين الأهالى.

وفى أقل من ساعة تم القبض عليهم بعدما أبلغ بعض الأشخاص عن الواقعة وأدلوا بمعلومات عن الجناة وأحيلوا إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق وقدمت الشقيقين لمحكمة جنايات المنصورة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ولكن المحكمة برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد الخولى وتامر مرسى كان لها رأى أخر فقد عدلت من وصف التهمة إلى قتل عمد فقط وقالت إن سبق الإصرار والترصد يشترط لتوافره أن يكون هناك تدبر وروية وإعداد خطة للتخلص من المجنى عليه ولكن المتهمان كانا قد عادا لأرض الوطن فى حالة عصبية حسبما شهد الشهود وارتكبا الواقعة بعد سويعات من وصولهما ومن ثم فقد استبعدت المحكمة سبق الإصرار والترصد واعتبرت الجريمة قتل عمد دون توافر الظروف المشددة وبالتالى حكمت على المتهمين بأقصى العقوبة المقررة للقتل العمد وهى المؤبد كما قضت بمعاقبة المتهم الثالث بالحبس المشدد عشر سنوات.

اقرأ أيضاً | كاميرات المراقبة تكشف لغز مصرع 5 أفراد في «بيارة الموت» بالمنوفية