وردة الحسينى
وردة الحسينى


أرى

المصلحة بالمثل

أخبار اليوم

الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 08:10 م

فى المجتمع الدولى مبادئ تتبعها الدول فى تعاملاتها مع بعضها البعض،كالمعاملة بالمثل،حيث تتعامل الدولة بمثل ما تتعامل به دولة اخرى معها،أما المصلحة بالمثل، فتعنى حق كل دولة فى تحديد مصالحها،وفى نفس الوقت لا يحق لدولة ان تعترف بمصالحها وتنكر مصالح الآخرين.

فالدول لا تتفق بالضرورة مع سياسة ورؤى الدول الأخرى فى تعريف مصالحها،ولذلك فالأهم عدم تعارض تلك المصالح مع مبادئ واهداف القانون الدولى.
وأبسط مثال على هذا الوضع الإيمان الأمريكى التام بأن مصالحها مع اسرائيل وفى مقابل ذلك تتغافل عن انتهاك اسرائيل الدائم لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي، اما فى سياساتها مع الآخرين فتسعى واحيانا تضغط لانتهاج نفس مواقفها حتى وان لم يكن للاخرين مصلحة مباشرة فى هذا!

ولمسنا ذلك مع روسيا، حينما فرض الغرب بقيادة أمريكا عقوبات ضدها جراء الحرب فى اوكرانيا، والإلحاح على الدول الاخرى على اتخاذ ذات الموقف،ووصل الأمر لانتقاد التقاط الصور مع المسئولين الروس! فماذا عن مرتكبى فضيحة سجن أبوغريب ومذبحة قانا على سبيل المثال لا الحصر!

لاشك ان لكل دولة الحق فى اتخاذ ماتراه يناسب مصالحها وفق القانون الدولي، فقد اكد سامح شكرى وزير الخارجية بعد لقائه مع سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا بالقاهرة مؤخرا ان مصر تستند فى علاقاتها الدولية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى ومراعاة القانون الدولى والمصلحة المشتركة،وتحقيق المصلحة المصرية. 

أخيرا..المصلحة بالمثل لا تعنى للدول المحترمة اغفال قواعد ومبادئ القانون الدولي،كما فعلت مصر بالنسبة للقرار الصادر عن الامم المتحدة بشأن الحرب فى أوكرانيا.. ولكن ستظل المعايير المزدوجة آفة علاقات الدول الكبرى مع الدول الاخري، بجانب تسييس اجهزة الامم المتحدة لتدين هنا وتصمت هناك فى أراضينا العربية المحتلة! ولذلك فالمصلحة بالمثل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة