نهاية امبراطور التزوير بشبرا الخيمة |
نهاية امبراطور التزوير بشبرا الخيمة |


10 سنوات سجنًا للمتهم الهارب لمخالفته آداب المهنة

نهاية امبراطور التزوير| المحامي الشهير خطط للانتقام من زميله وشقيقيه بإيصالات أمانة مزورة

أخبار الحوادث

الأحد، 07 أغسطس 2022 - 05:31 م

كتبت: آلاء البري

هي مافيا من نوع خاص، يعرفها كل محامي في مصر، لكن من يرتكبها هم ضعاف النفوس من المحامين، ولا زلنا نؤكد أن أصحاب الروب الأسود يعرفون جيدًا أنهم أصحاب مهنة أمانة وضمير ولن يضيرهم أبدًا وهم يمثلون القضاء الواقف أن قلة منهم يخالفون ضمائرهم، كما في القضية التي بين أيدينا هذه، وانتهت فصولها المرعبة على المجني عليهم أمام المحكمة بحكم كان هو عنوان الحقيقة، وهروب المحامي المزور الذي ظن أنه يتلاعب بالقانون، فطاله.

من المتفق عليه بشكل عام أن القانون هو الملجأ الوحيد الذي يهرع إليه المظلوم ليحتمي به ويحصل من خلاله على كل حقوقه والوسيلة الوحيدة للدفاع عنها، ولكن البعض ممن سولت لهم أنفسهم حاول تغيير هذا المفهوم ليتخذ من القانون وسيلة لتحقيق أهدافه ورغباته غير المشروعة غير مهتم لعاقبة الأمور، معتقدا أنه لن يقع تحت طائلة القانون وأن يد القانون لن تطوله، لكن مهما وصلت آلاعيب بعض المحامين باستخدام الحيل وثغرات القانون بتلفيق التهم للأبرياء بهدف إما ابتزازهم أو الانتقام منهم حتمًا لن تطول هذه الحيل وسوف تنكشف.

البداية كانت من مكتب المحامي (س. س) عندما ذهب إليه أحد الأشخاص ممن يحملون عداوة للمجني عليه والذي يعمل محاميًا ايضًا(علي. ا) وأراد أن ينتقم منه بتشويه سمعته هو وشقيقاه وتدمير صورتهم في عيون الآخرين فهو يعلم جيدا أنه لن ينال مراده في الانتقام من المجني عليه (علي. ا) إلا بتلك الطريقة، فأصبح شغله الشاغل هي تدبير المكائد،أي فرصة لتنفيذ مراده حتى إذا ما سمع بأمر المحامي (س. س) وعلم من فساد خلقه و سلوكه الخاطئ حتى اطمئن قلبه الذي فيه غرض، فهو أخيرا وجد أحد معدومي الضمير الذين يستغلون مهنتهم السامية في تحقيق مصالحهم الشخصية غير عابئين بماذا سيحدث بهؤلاء الذين سوف يتجرعون الأذىما يكفي لتدمير حياتهم الناجحة؛ فما كاد يسمع عن آلاعيب هذا المحامي حتى أسرع يطرق بابه؛ ليبدأ كلاهما بالتخطيط للإيقاع بالمجني عليهم ليبدأ الشيطان يتلاعب بذهن المحامي الآثم الذي اعتاد على  التقوت من المال الحرام ومن الخداع والظلم ليبدأ بممارسة آلاعيبه؛ فاقترح على موكله المجهول أن يزور إيصالات أمانة بأسماء المجني عليهم (علي. ا) و (خالد. ا) و(محمد. ا ) ومن ثم يرفع دعوى قضائية عليهم ليتفقا فيما بينهما وتمما الأمر، فالمحامي الآثم اتخذ من مهنته السامية أداة لتنفيذ مخططاته الدنيئة متناسيًا أن أساس مهنته الشريفة هي رد المظالم والدفاع عن الحقوق ومساعدة الطرف الأضعف في حماية حقوقه من الضياع وعدم تغليب المصالح الشخصية، وأن مهنته وجدت للدفاع عن الآخرين لا للتلاعب بمصائرهم، لتسول له نفسه بعدما تلاعب الشيطان بذهنه إلى تنفيذ خطته الآثمة في الانتقام لموكله من المجني عليهم  الذين لم يسببوا له أذى حتى أنهم لم يكونوا يعلمون باسمه ولم  يضروه في شيء.

الجريمة
فاستغل هذا المحامي معدوم الضمير أن هناك عدة أشخاص قاموا بتوكيله كمحام لهم في بعض القضايا والمعاملات ظنا منهم أنه شخص نزيه وأنه من المؤكد لن يضر بهم أو بمصالحهم، ليبدأ في تنفيذ خطته الشيطانية، حيث استغل تلك التوكيلات وقام بتزوير إيصالات أمانة ضد المجني عليهم (علي. ا) و (خالد. ا) و (محمد .ا) ورفع دعوى قضائية ضد الأشقاء الثلاثة متهمًا إياهم بتبديد مبالغ مالية قد وهبهم إياها موكليه (إحسان. م ) و (رؤيات. ف) و (أحمد.ع) وعلى ذلك رفع الدعوى باعتباره وكيلا عن موكليه، فبدأ بتنفيذ خطته الدنيئة والآثمة دون أن يتراجع عن قراره ولو لوهلة ويدرك أن ما يرتكبه هي جريمة مكتملة الأركان، فكان هدفه الاساسي هو تنفيذ انتقام موكله حتى لو كان ذلك على حساب أخلاقيات مهنته السامية وروح القانون السمحة وسمعته الشخصية كمحامي مؤتمن على أسرار موكليه، ليتطابق عليه قول الكاتب والفيلسوف المشهور فردريك نيتشة «الاخلاق هي الحساسية المرضية للمنحط، مع النية الخفية في الانتقام»، فلم يكن المجني عليهم يعلمون ما الذي سيحصل لهم ذلك فهم دائمًا ما يعزفون عن المشاكل ويغلقون الأبواب في وجه ايه خصومات مع جيرانهم، فلم يعلموا أن بابًا من المتاعب سيفتح من اللا شيء في وجوههم، ليتفاجأوا بصدور أحكام غيابية ضدهم لصالح (إحسان. م) و (رؤيات. ف) و (أحمد. ع)  بالسجن بتهمة تبديد الأمانة التي لا يعلمون عنها شيئًا، وما إن تأكدوا من الأمر حتى جن جنونهم فهم لا يعرفون أيا من الأسماء التي قد رفعت ضدهم القضايا أو حصولهم على اية مبالغ مالية من أحد، ليحاولوا يائسين الوصول لهؤلاء الأشخاص حتى يعلموا حقيقة الأمر ويتوصلون معهم الى اتفاق ودي لإنهاء الأزمة.
ترى ما الذي حدث بعد ذلك؟!

كشف المستور
فلم يخطر على ذهن المتهم (س. س) أن يصل المجني عليهم إلى المدعين في الدعوى، وأن يسووا الأمر بينهم بشكل ودي وذلك بتنازل المدعو في حقهم  (إحسان. م ) و (رؤيات. ف) و (أحمد. ع) عن حقهم المدني في الدعوى المقامة ضد المجني عليهم (علي. ا) و (خالد. ا) و (محمد .ا) ، وما أن انتهوا من تسوية الأمور وانتهاء القضية حتى شرعوا في رفع قضية على المحامي (س. س) الذي ظن نفسه أنه صار امبراطور التزوير؛ ليتهموه فيها بتزوير إيصالات أمانة ضد المجني عليهم واستغلال التوكيلات التي أسندها اليه موكليه في مصالح شخصية تخالف القانون، ليحدث ما لم يتوقعه المتهم حيث طلبت النيابة العامة حضور موكلي المحامي (س. س) الذين رفع الدعوى القضائية بصفته وكيلا عنهم، لتنفجر المفاجأة الكبرى حيث أن الموكله الأولى (إحسان. م) تعيش خارج مصر منذ عام 2017 ولم تعد إلى مصر منذ ذلك الحين وأنها لا تعلم شيئا عن المجني عليهم أو قضية إيصالات الأمانة حيث أنها قد وكلت المتهم ( س. س) منذ وقت طويل كمحامي لها عندما أرادت أن تنهي بعض المعاملات المالية الخاصة بأحد العقارات السكنية ومنذ ذلك الحين لم تستعن بالمتهم (س. س) في شيء، وليدلي أيضا كل من (رؤيات. ف ) و (أحمد. ع) بشهادتهما، حيث أقرا بعدم معرفتهما للمجني عليهم أو رفعهما اية دعوة قضائية ضدهم حيث أنهما قد وكلا ذلك المحامي لقضايا ومعاملات اخرى، ليتم بذلك إثبات واقعة تزوير إيصالات الأمانة، ليصدر الحكم  على المتهم (س. س) بالسجن عشر سنوات غيابيًا حيث لم يحضر المتهم جلسة القضية، لتنقلب أعماله عليه وينال جزاء فعلته الشنيعة و تهاونه بالقانون وإضراره بمصلحة وحقوق موكليه، ليصبح بين ليلة وضحاها من محامي شهير بالمنطقة التي يسكنها بشبرا الخيمة إلى شخص مطارد من الشرطة لتنفيذ حكم بالسجن عشر سنوات وضياع مستقبله المهني، ومهما طال هروبه سوف يُلقى القبض عليه ليرى بأم عينيه نتيجة فعلته حين يجد نفسه خلف الأسوار، ومستقبل غامض ينتظره حين يخرج من السجن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة