جنازة الضحية
جنازة الضحية


أسرار جريمة التخلص من موظف على يد عديله بقنا

قتله وحرقه ووضع جثته في برميل وألقاه في النيل.. تفاصيل بشعة

أخبار الحوادث

الأحد، 07 أغسطس 2022 - 05:31 م

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

جريمة بشعة، كانت في بدايتها غامضة، فالجثة مشوهة المعالم، موضوعة داخل برميل مغلق بإحكام،وملقاة في نهر النيل، بها آثار حرق، كانت صعبة على الأهل التعرف عليها ، إلا أن أسنان المجني عليه، كشفت هوية الجثة، ومن ثم بدأت الأجهزة الأمنية تحرياتها، لكشف ملابساتها، والتي تمكنت في غضون 24 ساعة، من كشف غموضها وضبط المتهم.

هنا في قرية «الكراتية» بمركز قوص، جنوبي محافظة قنا لا حديث لأهلها إلا عن هذه الجريمة البشعة، وكأنها كانت على موعد مع جريمة بشعة، وخيم الحزن على أرجاء القرية، بعد أن سمعوا بخبر تغيب ثم وفاة موظف السكة الحديد، الذي كان بارا بالجميع، مشاهد كانت قاسية على الجميع، بداية من البحث والخوف على مصير الموظف، مرورًا بالعثور على جثته بطريقة بشعة ومرعبة، ثم إجراءات استلام جثمانه، وحتى دفنه، وكشف ملابسات الجريمة، التي هزت الرأي العام في الشارع القنائي، وكان بطلها «400 ألف جنيه».

إقرأ أيضًا

مصرع طالب تحت عجلات قاطرة قصب في قنا

غياب مفاجئ

لم يكن الموظف الطيب، يعلم أن من مد له يد العون والمساعدة، من الممكن أن يخون ذلك، يوما ما، خاصة لأنه «عديله» كان بمثابة الأخ له، كما إن حجم التعاملات بينهما وصل قرابة 400 ألف جنيه، ولم يعلم أن نهايته  ستكون بهذه الطريقة البشعة والمحزنة للجميع، جثة مشوهة ومقطوعة الأيدي وبها طعنات متفرقة بأنحاء الجسد، كانت كفيلة أن تلقى بظلال أحزانها ورعبها على الجميع، لكن رجال الأمن سرعان ما كشفوا لغزها؛ فلم يعتد زملاء عبد الباسط أحمد أبو المجد، صاحب الـ52 عاما، والموظف بالسكة الحديد، على عدم حضوره إلى مقر عمله كعادته يوميا، حاولوا مرارًا وتكرارًا، أن يتصلوا به ولكن دون جدوى، فهاتفه مغلق، وأهله لا يعرفون أين ذهب، مما اثار الخوف في قلوبهم.

بدأ الشك يقتل في قلوب أفراد أسرته، خشية أن يكون قد لحق به ضرر، هرولوا هنا وهناك، بحثًا عنه، طرقوا كل الأبواب، نشروا صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كمناشدة للبحث عنه، بحثوا في المستشفيات ومراكز الشرطة، وفي الشوارع والطرقات، ولكن لم يصلوا إلى شيء، مما أثار شكوكهم وزاد من خوفهم وقلقهم عليه.

الخوف والقلق سيطر على الجميع وقتها، خاصة لأن المتغيب ليس له مشاكل مع أحد، ولكنهم وجدوا أن كل الأبواب التي طرقوها مغلقة، ولم يجنوا ثمار تعبهم طيلة البحث عنه، إلا المشقة والتعب والخوف الذي خيم على قلوب الجميع.

وبالرغم من كل المحاولات،  لم تتوصل جهود الأهل والأقارب إلى شيء، حتى أبلغوا الشرطة، بعد أن مضى 24 ساعة على تغيبه، خاصة بعد خروجه من منزله، برفقة اثنين حضرا إلى منزله، واصطحباه إلى خارج المنزل، بحجة أنه سيذهب إلى البنك معهما، لإحضار أموال، كنوع من التعاملات بينهم، ثم خرج ولم يعد إليهم بعدها.

التقت أخبار الحوادث مع أسرة المجني عليه، وأوضح عمه؛ أن نجل شقيقه، لا توجد خلافات بينه وأحد من افراد عائلته أو جيرانه، فلقد كان طيب القلب، يعطف على الجميع، يحب الجميع ويحبونه، كان يعرف الله جيدا، يقيم الصلوات، ويخشى الله، ويتقيه حق تقاته، لم يكن أحد يتخيل أن يلقى مصيره بهذه الطريقة البشعة، التي هزت قلوب الجميع، سواء من يعرفونه أو حتى من سمع عن الجريمة وملامحها، لقد كانت الجريمة قاسية لأبعد الحدود، ومشاهدها مؤلمة للجميع.

ويوضح عم المجني عليه؛ أن نجل شقيقه كان متزوجا من اثنين، وكانت هناك تعاملات مادية، بينه وعديله «زوج شقيقة زوجته الثانية»، وكانت هناك خلافات بينهما، وهي التي قادت الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات الجريمة.

ويشير إلى أنه قبل اكتشاف الواقعة، حضر اثنان إلى المنزل في العاشرة صباحا، واصطحبا المجني إليه،  إلى البنك على حد قولهما، ثم اختفى بعدها، ولم نعرف عنه شيئا، حاولنا مرارا وتكرارا البحث عنه ولكن دون جدوى.

مشهد مرعب وبلاغ

ويتابع قائلا: زاد الشك حول مصير ابننا المتغيب، خاصة بعد غلق هاتفه المحمول، ولم نستطع الوصول إليه،  ثم أخبرنا زملاؤه، بأنه لم يحضر إلى عمله، مما زادت الشكوك داخلنا، فليس له مكان يذهب اليه إلا عمله وبيته، بحثنا عنه في كل مكان ولم نصل لأي خيط يدلنا عليه.

ويستطرد قائلًا: كانت المفاجأة عندما كان بعض الأطفال يلهون، ووجدوا برميلا مغلقا بطريق غريبة، بجوار محطة مياه الحمر والجعافرة، حاولوا فتحه، كنوع من اللهو، ثم ظهر بداخله جثة مشوهة المعالم محروقة بها طعنات في الرقبة، ومقطعة الأيدي والأقدام منظر الجثة كان بالنسبة للصغار مرعبًا؛ فأبلغ الأهالي الشرطة التي حضرت على الفور إلى مقر البلاغ.

ويضيف باكيا: «عشان الفلوس يعملوا فيه كده.. احنا مش عايزين فلوس.. ابن اخويا عندنا أغلى من كنوز الدنيا.. ربنا ما يوريكم اللي شوفناه واللي هيخلينا نعيش في حزن العمر كله».

ويتابع العم بدموع انتصرت عليه: لم نكن نتخيل أن الجثة لابننا المتغيب،  وبالرغم من ذلك، ذهبنا لمعاينة الجثة، فربما يكون ابننا، كنا أثناء ذهابنا لمعاينة الجثة، نكذب أنفسنا أحيانا، وتارة يسيطر علينا احساس الشك بأنه هو، وعندما ذهبنا كانت المفاجأة قاسية، لم نستطع في البداية أن نتعرف على الجثة، بسبب بشاعة المنظر، غير كونها مشوهة، ولكن أسنان المجني عليه، التي كانت مميزة كونها بلاتيني، هي من كشفت هوية الجثة.

وبعيون تفيض من الدمع حزنا على ما حدث، بكى الحاضرون، الذين لم يصدقوا ما حدث للمجني عليه،  حاول البعض أن يتماسك، لإنهاء إجراءات الدفن، بينما انهار البعض في البكاء، وخيم الحزن على الجميع، وسط صراخ النساء وبكاء الأطفال حتى الرجال، حزنا على ما حدث.

وشيع المئات من أبناء القرية، جثمان المجنى عليه، في مشهد مؤثر، ظهر على الجميع فيه ملامح الحزن والحسرة على ما حدث، وهم يحملون النعش الذي يوجد به جثة المجني عليه، حتى دفنها قي مقابر العائلة، وبدأت الأجهزة الأمنية بقنا، المتمثلة في وحدة مباحث قوص، توسيع دائرة الاشتباه، وتجنيد مصادر سرية، لكشف ملابسات الجريمة الغامضة، حتى توصلت لمرتكبها.

وكشفت التحريات؛ أن المتهم في هذه الجريمة، عبدالحميد.م.ي 45 عامًا،»صاحب مصنع زيوت» عديل المجني عليه «زوج شقيقة زوجته الثانية، قتله طعنا بالسكين، ووضع جثته داخل برميل، وسكب عليه بنزين وأحرق الجثة ثم أغلق البرميل وألقاه بالنيل بقوص والمياه جرفت البرميل حتى عُثر عليه بقرية الحمرة والجعافرة.

وأوضحت التحريات؛ أن هناك تعاملات مادية بين المتهم والمجني عليه، ولعدم استطاعة المتهم سداد الدين للمجني عليه والذي كان يقدر بقرابة 400 ألف جنيه، اقترضه منه منذ فترة طويلة ولم يتم سداده، فخوفًا من التهديد بتقديم إيصالات الأمانة للمحكمة تخلص منه، بهذه الطريقة.

تم ضبط المتهم ومثل جريمته، واعترف بارتكابه الواقعة، وقررت جهات التحقيق حبسه على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد ندب الطب الشرعي، كما طالبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة