لبيب حبشى أبرز رواد علم الآثار في الدقهلية
لبيب حبشى أبرز رواد علم الآثار في الدقهلية


سليم حسن ولبيب حبشي.. أبرز رواد علم الآثار في الدقهلية

محمد طاهر

الإثنين، 08 أغسطس 2022 - 05:51 م

تُعد محافظة الدقهلية من المحافظات المصرية الهامة، فهي تحتوي على ثلاثة عواصم من عواصم أقاليم مصر السفلي، وهي أيضًا موطن العديد من الشخصيات المصرية الهامة، فهي موطن اثنان من أشهر رواد علم الآثار وهما سليم حسن، ولبيب حبشي.


الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني، مفتشة آثار الدقهلية تكشف عن شخصية اثنين من أبرز علماء الآثار..

سليم حسن

في عام ١٨٨٦م وفي قرية ميت ناجي بميت غمر وُلد سليم حسن، والذي توفى أبيه وهو في عمر صغير، وتولت أمه رعايته وتعليمه، وكان متفوقًا في التاريخ مما جعله يدرس الآثار، وتتلمذ على يد أحمد كمال باشا. 

حاول سليم حسن الإلتحاق بوظيفة أمين مساعد بالمتحف المصري إلا أن المتحف المصري كان في ذلك الوقت حكرًا على الأجانب، فعمل كمدرس للتاريخ في المدارس الأميرية، ثم عُين بعد ذلك بالمتحف المصري وتتلمذ على يد جولينشيف، وحصل على دبلوم في الآثار من فرنسا، وحصل على دبلوم اللغة المصرية، ودبلوم في الديانة المصرية القديمة من جامعة السوربون، ثم عاد إلى القاهرة وعُين آمين مساعد بالمتحف المصري، ثم قام بتدريس علم الآثار بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) ثم عين أستاذًا مساعدًا بها. ثم سافر سليم حسن إلى النمسا وحصل على الدكتوراه في علم الآثار من جامعة فيينا. 

قام سليم حسن بأعمال التنقيب بالهرم وسقارة وأسفرت عن اكتشاف مائتي مقبرة أهمها مقبرة الملكة (خنت كاوس) من الأسرة الخامسة، ومقابر أولاد الملك خفرع، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.

عين سليم حسن وكيل عام لمصلحة الآثار المصرية ليكون بذلك أول مصري يتولى هذا المنصب. وله العديد من المؤلفات بالعربية والإنجليزية والفرنسية، ومن أشهر مؤلفاته العربية "موسوعة مصر القديمة". وتوفي سليم حسن عام ١٩٦١م.

لبيب حبشي 

في عام ١٩٠٤م، وفي إحدى قرى محافظة الدقهلية، وتحديدًا قرية سلامون بمدينة المنصورة وُلد شخصية هامة ورائدة في علم المصريات، ألا وهو د. لبيب حبشي.

يعد لبيب حبشي رمز من رموز علم المصريات، والذي أضاف لعلم الآثار بصفة عامة، وللآثاريين بصفة خاصة، من خلال مؤلفاته العديدة في علم المصريات، فقد حصل لبيب حبشي على ليسانس الآثار من جامعة القاهرة عام ١٩٢٨م، وفي عام ١٩٣٠م عمل بهيئة الآثار المصرية لمدة ثلاثين عام حتى وصل لدرجة كبير مفتشيها ووكيلًا لهيئتها. وقام بالعديد من الحفائر في مصر والسودان، وركز إهتمامه بأعمال الحفائر في الأقصر في الفترة من ١٩٤٣م _ ١٩٥٦م واكتشف في جزيرة الفنتين بأسوان معبد المحارب القديم حقا_إيب الذي حمى حدود مصر الجنوبية، كما  اكتشف لوحة كامس الشهيرة الذي حارب الهكسوس، بالإضافة إلى أنه رافق العديد من الرؤساء خلال زيارتهم للنوبة مثل سلطان اليمن، والرئيس الاندونيسي، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أما في عام ١٩٦٠م أصبح مستشارًا للبعثة الأثرية في النوبة التابعة لمعهد الاثار الشرقية. وفي عام ١٩٦٦م حصل على الدكتوراه الفخرية من نيويورك. بالإضافة لحصوله على العديد من الأوسمة من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. 

 

ولحبشى مؤلفات عديدة وأكثر من ١٨٠ مقال وكتاب، من أشهرهم كتاب عن آثار مدينة تل بسطة بالزقازيق والذي حاز به على جائزة الدولة التقديرية، بالإضافة لكتابين باللغة الإنجليزية أحدهما بعنوان "المسلات المصرية"، والذي ترجمه المجلس الأعلى للآثار بعنوان "مسلات مصر: ناطحات السحاب في الزمن الماضي". أما الكتاب الثاني فخصص للنوبة بعنوان "١٦ دراسة عن النوبة".

 

وفي عام ١٩٨٤م فقدت مصر هذا العالم الكبير، ودفن في دير المحارب بالأقصر حسب وصيته. وتقديرًا لجهود هذا العالم قامت عالمة المصريات الأمريكية جيل كامل بتقديم كتاب يتضمن السيرة الذاتية لذلك العالم الكبير بعنوان لبيب حبشي، حياة وميراث عالم مصريات. وتحدثت في هذا الكتاب عن مدى التاثير العلمى الذي تركه ذلك الأثاري المصري القدير في معاصريه من علماء المصريات سواء المصريين أو الأجانب الذين عاصروه. وتكريمًا لهذا العالم الجليل أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة الأقصر "شارع الدكتور لبيب حبشي". 

 

ومازالا العالمين يعيشان بيننا من خلال مؤلفاتهم التي تركوها لنا، والتي أضافت لعلم الآثار بصفه عامة، وللآثاريين بصفه خاصة. إنها حقا شخصيات لا تنسى تلك الشخصيات العظيمة، والتي تعد مصدرًا فخرًا لنا.

على أضواء الثانوية العامة.. «خبير آثار» يرصد نظام التعليم في مصر القديمة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة