مذبحة عبادة كريدونيا
مذبحة عبادة كريدونيا


حكايات| مذبحة عبادة كريدونيا.. كاهنة أحرقت أرواح تابعيها  

هناء حمدي

الإثنين، 08 أغسطس 2022 - 07:15 م

مع فتح صفحات القتلة في كتب التاريخ دائما ما تجد أن لكل قاتل أنهى حياة الآلاف من الضحايا شواهد من الطفولة تؤكد على أن هذه الشخصية ما هي إلا قاضي يحكم على الجميع بالاعدام لتحقيق رغبة اسجنته داخل أسوارها التي تصدمنا مع مجرد قراءة السطور الأولى لها لتكون النهاية متوقعة حادثة ينتج عنها آلاف الضحايا واسم يضاف إلى قتلة التاريخ الحديث كريدونيا ميريندي.

 

وعلى الرغم من أن التاريخ ملئ بقصص السفاحين إلا أنه في هذه الواقعة اختلفت المعايير لتكون الأغرب ليس لكون السفاح امرأة فحسب ولكنها أيضا لم تقوم باصطياد ضحاياها فهم من توجهوا إليها وامنوا بها حتى أنهت حياتهم في مذابح جماعية ليكشف أمرها مع بداية الألفية.. تلك هي "راهبة الموت" " كريدونيا ميريندي".

 

التي لم تكن يوما راهبة ولكنها اتخذت من الأمر ستارة للحصول على المال والتفنن في عمليات القتل التي بدأتها مبكرا بقتل رجل أحبته في بداية شبابها وبسبب رفضه الارتباط بها أشعلت النيران في منزله ولم يكن ذلك كافيا ولكنها استكملت مسيرتها في القتل بقتل شقيقتها الثلاثة مستخدمة السم حتى تستحوذ على ميراثهم. 

 

من تقديم الخمور لكاهنة عليا

 

بعد تلك الطفولة المشوهة انتقلت " كريدونيا" إلى بلدة أخرى للبحث عن حياة جديدة بعيدا عن القتل حيث أمتلكت "كريدونيا" حانة تقدم فيها الخمور والدعارة حتى أنها مارستها لفترة وبعدها قررت أن تلجأ للتدين في محاولة منها لمحاربة شياطينها الذين يتتبعوها في كل مكان لتكون واحدة من أعضاء الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في أوغندا وكاهنة فيها.


ولكنها لم تستمر طويلة في حالة سكون فطبيعتها الغير سوية تجبرها دائما على التمرد فقامت بتأسيس حركة انفصالية أطلقت عليها اسم " حركة تطبيق الوصايا العشر" وعينت نفسها الكاهنة العليا بحسب موقع الجارديان.

 

ولتزيد كريدونيا من حبكتها للقصة أدعت أنها ترى رؤى نتيجة تواصلها مع قوى عليا تؤكد أن العالم على وشك الانتهاء لتكون نهاية العالم بحلول عام 2000 مؤكدة أن النجاة ستكون لاتباع عقيدتها فقط لتبدأ الفكرة في الانتشار ويتزايد أعداد التابعين لها في أوغندا حتى وصل في عام 1989 إلى الآلاف.

 


ولأن الكاهن الاعلى من الطبيعي ألا يظهر بشكل مستمر للتابعين عينت كريدونيا اثنين ككهنة مساعدين لها تكون مهمتهم الأساسية هي التواصل مع متبعي عقيدتها وأفكارها لتتخذها فرصة للاختفاء عن الأنظار استعدادا لمهمتها القادمة التي تخطط لها قبل مشارف عام 2000 عام النهاية كما ادعت.

 

نهاية التابعين

 

فقام الكهنة المعينين من قبلها بإقناع التابعين أنه لم يعد هناك فائدة من الممتلكات والمال وأن أوامر كريدونيا هو ببيع جميع ممتلكاتهم وذبح الماشية والتبرع بالأموال والطعام لرؤساء الحركة الذي يضمنون لهم الجنة ودون تفكير نفذ اتباعها الأوامر ليأتي عام 2000 واستيقظ الناس فلم يجدوا أي شيء مما ادعته ولم ينتهي العالم فطالبها أصحاب الأموال المسلوبة بإرجاع أموالهم ولشدة تمسكهم بحقهم وكشفهم لزيف ادعاءاتها قررت التخلص منهم ليكون عام 2000 هو عام النهاية ولكن نهايتها وليست نهاية العالم.

 

وبأبشع الطرق استيقظت مقاطعة كانونجو بأوغندا على خبر العثور على 800 جثة محروقة من ضمنهم أطفال أسفل كنيسة "كانانجو" التي اتخذتها كريدونيا مقرا لها ليظن في البداية أنها واقعة انتحار جماعي ولكن بعد اجراء الشرطة تحقيقاتها كشفت عن ملابسات الواقعة فهي جريمة قتل جماعية خلفها راهبة الموت " كريدونيا ميريندي" ومساعدها الكاهن " جوزيف كيبويتير" وتيقنت قوات الأمن بناء على روايات الشهود الناجين أن كريدونيا هي العقل المدبر والمسئولة عن قتل ضحايا المذبحة بما فيهم الأطفال.

 

 

كما أوضحت تقارير الطب الشرعي أن بعض تلك الجثث لم تمت أثناء الحرق ولكنها قتلت مسبقا بالسم قبل شهور من الحرق وهو الأمر الذي أثبت ممارسة كريدونيا للقتل من قبل المذبحة كما كشفت تقارير الطب الشرعي عن تعرض عدد آخر من الجثث للضرب والخنق ممن حاولوا الهروب قبل ان يتم غلق الأبواب والنوافذ عليهم بإحكام ولكن لم يستطع أحدهم النجاة.


 
ولكن لم تكن هذه المفاجأة الكبرى فالاكبر من حرق 800 شخص هو اكتشاف الشرطة بعد أسابيع من الحريق على 4 مقابر جماعية أخرى في أكثر من مزرعة ريفية تابعة للطائفة ممن اكتشفوا أمرها مسبقا ليصل في النهاية عدد ضحاياها إلى 3 آلاف قتيل ولم تستطع الشرطة العثور عليها أو على مساعدها والذي علمت الشرطة فيما بعد أنه مريض نفسي مصاب بالذهان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة