صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: العلمين بين الضجة والصدمة!!

صالح الصالحي

الإثنين، 08 أغسطس 2022 - 07:57 م

الحب رزق عزيز قد لا يقابلك فى حياتك غير مرة واحدة.. يأتى إليك  زائراً عابراً ويرحل دون أن تلتفت إليه، ويترك لك الندم لأنك من فرط فيه.

شهدت الأيام الماضية ضجة وجدلاً واسعاً حول عرض وحدات سكنية تتجاوز أسعارها ١٠٠ مليون جنيه فى منطقة العلمين الجديدة.. ولأن قيمة التجاوز تتراوح مابين ١٥ و٢٠ مليون جنيه فنسينا هذا التجاوز لأنه يعتبر «فكة».. المهم أصيبت جموع الناس بالصدمة من الأسعار.. والصدمة الأكبر بوجود قادرين على شراء هذه الوحدات!!.. ولا أعلم لماذا الصدمة وقبلها الضجة!!.. هل تفاجأنا بوجود أغنياء يطلق عليهم الغنى الفاحش وسط سيطرة حالة الفقر على الغالبية العظمى؟!

فى الواقع أن كلا النوعين وما بينهما متواجدان فى المجتمع.. فنحن أعدادنا بالملايين.. وليست لدينا دراسات كاشفة أو قد تكون موجودة بالفعل لكنها غير معلنة عن دخول العديد من المصريين.. وفى حال ظهور هذه الفئة فى عرض مثل هذه الأسعار المفروض لا يسبب لنا المفاجأة.. ويحتم علينا قول الحق والذى يجب أن نواجه به أنفسنا جميعا برؤية كاشفة عن أحوال العقارات فى مصر وقاطنيها التى تجد فيها أن الغالبية العظمى أصبحوا يمتلكون عقارات أسعارها تقترب من المليون فى أماكن نعتبرها شعبية غير راقية، فسعر المليون أصبح عاديا ومتداولاً بين العديدين.. أضف إلى ذلك أن وحدات سكنية ذات مساحات صغيرة فى مجتمعات جديدة نطلق عليها صحراوية أو ظهيرا صحراويا لمدن، والمفروض أنها مطروحة للشباب وحديثى الزواج تجدها تتجاوز المليون سواء كان سعرها فوريا أو على عدة أقساط.

حتى أصحاب الدخول الجيدة الموجودون وسطنا من أصحاب الوظائف المرموقة يستطيعون أن يحصلوا على وحدات سكنية عن طريق البنوك بضمان دخولهم بأسعار تفوق المليون ومضاعفاته. ناهيك عن أن الذين حصلوا على أراض زهيدة السعر ووحدات فى مجتمعات عمرانية منذ عقد أو عقدين من الزمن أصبحوا الآن يمتلكون ثروات بقيمة هذه العقارات.. لكن هو حالنا دائما نمتلك طرف الحديث ولا نلقى بظلال الحقيقة كاملة.. بل يحلو لكل واحد منا أن يختار الجزء الذى يضخم منه ويهمل باقى أركان الحقيقة.

والغريب فعلا أن الكثيرين من الذين يتندرون ويبدون دهشتهم ويشاركون فى هذه الضجة يسكنون الفيلات والشقق الضخمة التى تجاوزت أسعارها ملايين عديدة اليوم بضربة حظ أو حسب الاستفادة من زيادة أسعار الأراضى نظرا للطبيعة الاقتصادية التى تتسم بها أراضينا من حيث الندرة فى مواجهة الزيادة المطردة للسكان، مع الاستفادة من مشروعات الطرق والكبارى والمواصلات التى تقوم بها الحكومة والتى تعظم من قيمة هذه العقارات.

هذا الأمر يجعلنى أتروى فى إعلان مفاجأتى من الإقبال المتزايد بالنظر لطرف المعادلة وهى وجود أشخاص قادرين على الشراء فالجميع يعلم أن هناك أصحاب دخول مرتفعة بالملايين فى مهن عديدة امتلكوا ليست الفيلات فقط بل الطائرات الخاصة قبلها!.

فى تصورى أن الضجة نفسها وحالات التضخيم التى صاحبتها هى تلك التى تزيد من حالات الاحتقان المجتمعى وليس تكشف التسعير وحائزى هذه الوحدات!. فمجتمع بالملايين من المحتمل وجود كافة مستويات الدخول به.. لكننا دائما ما نتفرغ للمقارنة بين أنفسنا وغيرنا، وهنا ينبغى أن يتحمل كل صاحب كلمة الأمانة والمسئولية فى تقديم الحقائق للرأى العام حفظا على السلام الاجتماعى فى وقت يجب ألا نغفل فيه جهود مشروعات حياة كريمة للنهوض بمساكن وخدمات وبنية أساسية لجميع المصريين.

الحب الكبير
كل منا يهفو إلى حكايات الحب والعشق، ويحلم منذ نعومة أظفاره أن يصبح بطلاً فى قصة من قصص الحب العنيفة الأسطورية حسب مرحلته العمرية التى يمر بها إلى أن تهدأ خلجات ومشاعر وأحاسيس الحب داخله وتصل لمرحلة الحب الذى يحيا معه فى سلام وأمان وتبادل يعينه على استقبال حياته سعيداً، وهذه أكبر وأهم أولوياته كلما تقدم فى العمر شرط ألا يتنازل عن الحب حتى ولو تظاهر بأنه غير مبال، لكنها الأمنية الكامنة والدفينة التى لا يتخلى عنها كل صحيح النفس والهوى مهما كانت ترجمة وشفرة هذا المعنى التى تختلف من شخص إلى آخر حسب مفهومه، فالجميع يجد سعادته ونشوته فى علاقات الحب المتبادلة السوية وحتى المرضية.

ورغم ذلك قد يكون الحب عائقا فى حياة العديد منا.. فقد تؤثر عليه رحلة البحث عنه لدرجة أن يشعر بالتعاسة إذا لم يصل إليه أو حتى إذا أخطأ الهدف، فهو مرتجاه الغالب.

وكلما سمت مشاعرنا كانت معانى الحب الراقية التى يتبعها شعور الشخص بالسعادة تحركه وتدفعه بكثير من التصرفات التى تخلق حياة سعيدة له.

الحب رزق عزيز قد لا يقابلك فى حياتك غير مرة واحدة، نادراً ما يعاود الظهور مرات أخرى قد ينتبه لوجوده الشخص، وقد يأتى إليه زائراً عابراً ويرحل دون أن يلتفت إليه ولكنه يترك الأثر الذى يجعله يندم لأنه فرط فيه.. وليس غريباً فنحن جميعاً لا نشعر بقيمة الأشياء إلا حينما ترحل عنا أو نؤذيها ونغضبها فترحل بلا عودة.

لكن إذا ما نلنا حظنا من الأشياء الجميلة دائماً نبغى الاكثر والأكبر والأوفر منها.. فإذا ما بحثنا عن الحب تجدنا نطمع فى الحب الكبير.. ولكننا فى نفس الوقت من الأنانية نتوسمه فى الطرف الآخر وليس فى أنفسنا أولاً، فرغباتنا فى الأخذ دائماً أكبر من قدرتنا على العطاء، نريد أن نأخذ دائما حتى قبل أن نعطى.. وإذا ما كانت يدنا تسبقنا للعطاء نريد تعويض ما منحناه اضعافاً مضاعفة.. فعلى الرغم من سعادة العطاء، إلا أن الانسان دائماً يريد أن يكون منتصراً يحقق فوزاً حتى فى معارك الحب والعاطفة لا يريد أن يغلب أبداً.

تمر حالات الحب علينا جميعاً حتى على الشخص الجامد.. يحب بطريقته فى أشكال من التملك والأنانية وحب الذات.. يريد الصدى من الطرف الآخر، الذى يشعره بأنه موجود ومرغوب ومحبوب، يمارس عليه ما نراه عيوباً نفسية وهى بالفعل كذلك، لكن لا أحد يريد أن يحيا وحده حتى ولو تظاهر بعكس ذلك.. ربما يُدفع للوحدة لأنه لم يجد شريكاً يقبل طريقته وأسلوبه.

لكن السعادة فى إشباع عاطفة الحب داخلنا تغير من تعاطينا مع الحياة كلها مهما حاول الشخص أن يوجه طاقته للعمل او حتى لغرائز أخرى مثل الأبوة والأمومة.. والتى أرى فى جزء كبير منها صدى لتبادل المشاعر الطيبة.. وإلا لماذا نشكو من الجحود بين الآباء والأبناء؟!

كلنا باحثون عن الحب والكلمة الطيبة التى تمس نفوسنا وتشعرنا بالامتنان، وأننا على الطريق الصحيح، وأن ما نقدمه من تضحيات يجد صداه ويبقى له أثر طيب فى النفوس يمتد حتى لذكراه.. فالذكرى الطيبة التى يحيا عليها الإنسان لا تقل عن الحاضر المعاش.
فنقدم الحب ونطلبه يعود إلينا لنحيا ذكراه فى النفوس حتى ولو استمر أطرافه فى حياة واحدة.. لأن ذكراه هى الأثر الذى يبقى ويعيش ونعيش من أجله.. أحبوا حتى تحيوا سعداء.. الحب يحيا وينمو ويصغر ويموت بنا نحن.

لا ترفع سقف طموحاتك
دائماً ما نحلم سواء بالمستحيل أو حتى بأمور قابلة للتحقق فى مشوار حياتنا.. ففى بداية رحلتنا كنا دائماً نحلم بأن نكون أبطالا خارقين نحقق المعجزات التى نراها فى أفلام الكرتون.. هذا جزء من الحلم الذى يستحوذ علينا جميعاً، أو بمعنى آخر هو بداية الحلم الذى يعنى أنك شخص تحلم بالمستقبل، ولكنك مازلت لم تمتلك أدواتك وخططك التى تحقق هذا الحلم.. بمرور الوقت تقترب أكثر وأكثر من الواقع وكلما اصطدمنا أكثر به اكتشفنا قدراتنا وآمنا بالمستحيل الذى لا يمكن أن يتحقق، وأيقنّا أن هناك حظا وتوفيقا قد لا يحالفنا ويدفعنا أن نرفض احلاماً عديدة تموت داخلنا لكنها تراودنا، مثل حلم الطفولة بالبطل الخارق الذى يهدى إلينا حلمنا، لكننا نتنازل طوال مشوارنا عن أحلام عديدة، إما لضعف لدينا، لأننا لسنا على طريق تحقيقه، وقد نراه فى أبنائنا ونود أن يتحقق بهم، فى وقت ونعتبرهم وقودا أفضل منا له.

لكن الواقع أن البعض منا قد يرى فى نفسه ما لا يراه هواة الأحلام، وقد يكون كذلك، لكنه غير موجود علي قائمة مستحقى الحلم.. لكنه لا يمنع نفسه من أن يحلم ويرفع سقف طموحاته وهو يرى أن من حوله ليسوا أفضل منه، وأنه قد يكون فعلاً مستحقاً ومستوفيا الشروط وهناك بعض ممن يرى فيه هذه الأحقية، وإذا ما جمعنا نظرته لنفسه والآخرين له تجده يبدأ فى رفع سقف طموحاته فى انتظار أن تأتى إليه الفرصة، لكنها حينما تأتى قد تذهب لقريب منه أقل منه فى جميع المهارات، وبالطبع يصاب بصدمة وقد يتجاوزها أو لا يتجاوزها أبداً!! لأنه باختصار رفع سقف طموحاته دون أن يأخذ فى اعتباره أن مهاراته ليست العامل الوحيد.. لذلك لا ترفع سقف طموحاتك فى أى أمر من الأمور حتى لا تصاب بهزة وصدمة، وكل شىء وارد!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة