عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى


المخفى بين الفيس والأرضى

عبدالحميد عيسى

الثلاثاء، 09 أغسطس 2022 - 06:52 م

يحمل الخبر السار أحيانا والحزين أحيانا أخرى عبارات مثل «انتظرونا فى المحطة اليوم» أو «اطمئنوا نحن بخير» هكذا كان التلغراف وسيلة التواصل الوحيدة بين قاطنى القاهرة وذويهم فى المحافظات النائية.

كانت عدة كيلومترات مربعة يتحكم فيها التليفون الأسود اليدوى ذو السماعة الضخمة الذى يحمل يد المفرمة، وما أن تدور وتحس بثقلها حتى تطلب «مدة أو مدتين» من السنترال الذى يستهلك الفترة كلها فى مقاطعتك وتحذيرك بأن المدة على وشك الانتهاء إلى أن يتم قطع الاتصال دون فائدة.

فترة طويلة قضيناها مع التليفون الأرضى الذى بدأ يتطور حتى ظهر بأشكال مختلفة وأصبحت كل أمانينا من فنى التركيب أن يمتد السلك حتى يصل إلى المطبخ أو الحمام قبل أن يظهر التليفون اللاسلكى الذى ارتبط بالسلك الأم فحدد مساحة تجواله، فجأة زأر التليفون وتحررمن السلاسل السلكية وقضى على البرقيات الورقية وحول «المنفلة» إلى الآثار وشكل مجموعة نجحت فى السيطرة على الأخبار، ومنعت المقابلات الشخصية واللقاءات الحميمية إلا من خلال ساحته الفيسبوكية، فهل يعود الشباب إلى الصواب ويستغل دوران «المنفلة» الحديثة لاستخراج ما بداخلهم من طاقة مفيدة تدفع مصر الى الامام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة