الملكة السابقة فريدة فى حوارها مع سمير صبرى - منصور حسن وزير الإعلام الأسبق
الملكة السابقة فريدة فى حوارها مع سمير صبرى - منصور حسن وزير الإعلام الأسبق


كنوز| أسرار رفض «الرقيب» لقاء إذاعة سمير صبري مع الملكة فريدة

عاطف النمر

الأربعاء، 10 أغسطس 2022 - 05:51 م

 

تميز الفنان سمير صبرى- رحمه الله - عندما عمل فى الإعلام التليفزيونى بالحضور الطاغى، والذكاء الفطرى، والحس الصحفى اللماح الذى اتاح له تحقيق أكثر من انفراد فى برنامج الشهير «النادى الدولى» الذى حقق به جماهيرية كبيرة، وضمن تلك الانفرادات الخبطة الإعلامية بالحوار الذى أجراه مع ملكة مصر السابقة «فريدة» عندما قرأ ذات صباح خبرا بالصحف القومية حول استقبال الرئيس محمد أنور السادات للملكة السابقة عندما ذهبت لتقدم له خالص الشكر والامتنان على تكرمه بإعادة الجنسية لها ومنحها جواز سفر مصريا.

وعلى الفور ذهب سمير صبرى، إلى الملكة السابقة التى كانت تقيم فى شقة بالدور الأول على مقربة من مسكنه بالزمالك، طرق باب الشقة وفتحت له سيدة على درجة كبيرة من الشبه مع الفنانة الكبيرة زينب صدقى، فقال لها بلباقته المعهودة: «أنا اسمى سمير صبرى من التليفزيون المصرى وأريد موعدا مع جلالة الملكة فريدة لكى أجرى معها حديثا للتليفزيون»، ابتسمت من فتحت له الباب وهى تقول: «أنا فريدة .. تفضل بالدخول». 

هذه الحكاية الطريفة الغريبة رواها سمير صبرى فى فصل بعنوان «الملكة والحوار الممنوع» ضمن فصول كتابه «حكايات العمر كله» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية فى 304 صفحات، ويقول سمير إنه دخل إلى الصالون، وجاءت الملكة السابقة لتسأله بعد ان رحبت به: « احنا حنقول ايه فى الحوار ؟»، فقال لها سمير «جلالتك تقولى اللى تحبى تقوليه»، فقالت «وأنا تحت أمرك.. تحب ان نبدأ امتى؟». 

ويقول سمير صبرى فى كتابه إنه صور الحوار فى اليوم التالى مع الملكة السابقة، ويؤكد أن كل شيء تم بسرعة ودون عوائق لأن الدكتور عبد القادر حاتم طوال وجوده بوزارة الإعلام كان يمنحه كل الإمكانات لإنجاح برنامج «النادى الدولى»، وعندما كانت تصادفه مثل هذه الفرص المهمة، والمفاجئة، كان سمير يتصل فورا بمكتب د.عبد القادر حاتم فتتم الموافقة على إعطائه كاميرا لتصوير اللقاء، أو الحدث المهم الذى يريد تصويره. 

ويقول سمير مستكملا الحكاية: «أصبحت احفى للحصول على كاميرا أو مصور لتصوير اللقاءات بعد أن ترك الدكتور عبد القادر حاتم وزارة الإعلام على أساس أنهم كانوا يعتبروننى من محاسيبه، ويستطرد قائلا: «فى بداية اللقاء وجهت الملكة السابقة الشكر للرئيس السادات الذى جعلها ترى مصر كما لم ترها من قبل، وكلمتنى بصراحة شديدة عن الملك السابق فاروق، وكيف أنه الرجل الوحيد الذى أحبته طوال حياتها.

وقالت لى إنه لم يكن فى بداية حياتهما الزوجية يلعب الورق والقمار، ولم يتناول الخمر فى حياته كلها وكان يكره رائحتها، وذكرت الكثير من الأسرار، وقالت إنها عاشت 14 سنة سجينة فى القصور الملكية، وكانت تستشيط غضبا من مؤامرات الحاشية التى أفسدت الملك فاروق، أبو بناتها وحبها الأول، وتطرقت إلى والدته الملكة نازلى التى اتفقت مع الحاشية التى كانت تحيط بالملك لكى يبعدوه عنها لأنها لم تنجب له وليًا للعهد، وقالت إن الملك السابق فاروق كان يحب مصر ويكره الإنجليز الذين حاولوا اغتياله عدة مرات ومن أشهرها حادث سيارته فى القصاصين. 

وتحدثت الملكة السابقة فى اللقاء عن سر القطيعة التى تمت بينها وبين بناتها - فريال وفادية وفوزية - قائلة: «بناتى سافروا مع أبوهم سنة 1952، وقعدت سنين طويلة محرومة من رؤيتهن، وممنوعة من السفر، وعندما توفى فاروق سمحولى بالسفر لرؤية بناتى، كنت غريبة عنهن، وكانوا ينادونى بكلمة «يا مدام»، وهذه الكلمة كانت بتموتنى، لحد ما جه يوم كنت ماشية فى الشارع مع بنتى فريال.

وكان الجو شتاء والثلوج تغطى الشارع والرصيف، وفجأة كدت أنزلق، فصرخت فريال قائلة «حاسبى يا ماما»، كانت أحلى كلمة سمعتها فى حياتى، بنتى بتقولى يا ماما، فاحتضنتها بقوة وأخذت أبكى بشدة وهى فى حضنى»، وقالت الملكة عن اختلاف حياتها كمواطنة مصرية عادية عن كونها ملكة سابقة: «أنا دلوقتى عايشة أحلى أيامى لأنى فى بلدى، ومعايا بناتى وبشوف مصر بعيون تانية.

أنا رحت الموسكى ومشيت هناك وزرت سيدنا الحسين والسيدة زينب، أنا دلوقتى حاسة إنى حرة، نفس الإحساس الجميل اللى حسيت بيه وأنا فى باريس لما عرفت أن الجيش المصرى عبر قناة السويس فى أكتوبر 73 ولقيت نفسى أصفق وأبكى وأنا ماشية فى الشانزليزيه، وأخذت أقول لكل العابرين بجوارى «أنا فرحانة.. أنا مصرية.. أنا منتصرة».

ويستكمل سمير صبرى فى كتابه ما حدث بعد ذلك للقاء الذى صوره مع الملكة السابقة مبينا أنه «حمل الخبطة الإعلامية الوثائقية التاريخية المهمة التى طار بها إلى التليفزيون، لكنه صعق عندما قال له «الرقيب» الذى شاهد معه الحلقة أنها لن تذاع! 

ويقول سمير صبرى إنه قال له فى دهشة: «ليه يا أستاذ ؟»، فأجاب الرقيب: «الست دى بتتكلم كويس قوى»، فقلت : «وحضرتك متخيل ان الملكة فريدة، ملكة مصر لمدة 14 سنة ابنة ذو الفقار صبرى باشا التى تربت فى أعرق مدارس سويسرا ها تتكلم وحش ؟»، فقال بعد مناقشات عقيمة: «جرى ايه يا استاذ سمير.. انت بتدعو لعودة الملكية لمصر.. يا استاذ لما التليفزيون الحكومى تليفزيون الدولة يقدم الملكة فريدة بهذا الشكل، فده معناه انه بيقوم بتوجيهات لتلميع الملكة، وده ممكن يغضب السيدة حرم الرئيس، من فضلك مش عايزين وجع دماغ»، ولم يقتنع سمير صبرى برأى الرقيب الصادم، وصعد إلى الدور التاسع لعرض المشكلة التى تسبب فيها الرقيب على السيد منصور حسن وزير الإعلام الذى طلب مشاهدة الحلقة فى مكتبه.

ويقول سمير صبرى ان السيد صفوت الشريف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات دخل عليهما فى مكتب الوزير وشاهد معهم الحلقة كاملة، وفى النهاية عقب الوزير على الحلقة قائلا «رائع كالعادة يا سمير، ازاى الرقيب معترض على هذا السبق الإعلامى؟!»، ويقول سمير: «فوجئت بصفوت الشريف يقول: «يا افندم.. الحلقة ممتازة فعلا، بس بلاش الكلام الذى قالته الملكة السابقة عن الملك فاروق لأن ده مغاير لكل اللى احنا قلناه عن الملك من قبل».

لكن الوزير منصور حسن رد عليه قائلا: «بالعكس يا صفوت، تصحيح التاريخ مهم جدا وهذا دورنا، هذا دور الإعلام»، فصمت صفوت الشريف ولم يقل أى تعقيب بعد أن اتخذ الوزير قرارا بإذاعة اللقاء كاملا فى «البرنامج الدولى» الذى انفرد فيه سمير صبرى بلقاء مع رائد الفضاء السوفيتى «جاجارين»، وانفراده بلقاء مع الملاكم الأسطورى محمد على كلاى. 

من كتاب «حكايات العمر كله»

اقرأ أيضا

محمد غنيم يروي واقعة طريفة له مع الرئيس السادات

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة