علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


علاء عبدالوهاب يكتب: مُصلح لا يُصلح!!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 10 أغسطس 2022 - 07:02 م

ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك
كالببغاء ردد بيت الشعر المعروف، أو شطره الأول، لكن على مستوى الفعل والسلوك، يبدع العربى فى تبنى العكس تماما فى معظم خطواته!

يستدعى العربى القاصى والدانى ليدمى بأظافره جسده، أو بدقة ما تبقى منه دون أن ينزف بفضل الاستغراق فى خلافات لا يستثنى فى إدارتها كل المتاح وغير المباح من أدوات، حتى الأسلحة الثقيلة تصول وتجول فى شوارع الوطن الواحد! لا تخلو نشرة أخبار، أو صحيفة، أو موقع إخبارى يتابع شئون العرب، من خبر وراء آخر يستعرض جهود هذا المبعوث أو ذاك، سواء كان يمثل دولة كبرى أو هيئة أممية، فى محاولاته للمصالحة بين فرقاء، ولا أقول شركاء الوطن الواحد!! شهور تنقضى، وسنوات تمر كالسحاب، ولا تفلح مساعى الصلح التى يتصدر مشاهدها أصحاب البشرة البيضاء المشربة بالحمرة فى كف الصراعات، وإن حدث فبمناسبة حلول شهر رمضان، أو أحد الأعياد، ولا يصمد صمت السلاح طويلا، فلا يلبث يعود حاصدا أرواح الأبرياء أطفالا ونساء قبل الرجال الذين يشهرون أسلحتهم فى وجه الوطن، قبل أن يكون مشرعا فى صدور «الخصوم» من «الإخوة»! تنتهى فترة عمل الوسيط الخواجة، ويحل محله آخر، والجرح يتسع، والنزف ينساب أنهارا، نظرة على ما يحدث فى اليمن أو سوريا مثلا، وصولا إلى ليبيا، مرورا بالسودان، دون ألا ننسى الوجع العربى المزمن فى فلسطين تؤكد النظرة هنا أو هناك أن الوسطاء لا يفلحون فى إحراز أى تقدم فعلى، لكنهم يتناوبون باستمرار مريب، ربما يقول قائل إن أطراف الصراع داخل الوطن، لا يخلصون فى نواياهم، أو لا يملكون إرادتهم، لأنهم مجرد وكلاء لأطراف إقليمية تتخذ من أوطانهم ساحات لتصفية حسابات أو تحقيق مصالحها، وإلى حد بعيد فهذا صحيح، لكن ألا يعلمه السادة الوسطاء، فماذا هم فاعلون؟ لا شىء سوى زيارات وراء جولات، ثم لا تقدم حقيقياً على الأرض، لتمضى ماكينة الدمار فى عملها بكل همة ونشاط!! الغريب أن فرقاء الوطن الواحد يستقبلون الوسطاء الخواجات، بينما لا يرحبون بجهود الأشقاء فى الجوار، حتى جامعة الدول العربية يتم تهميش دورها، والاستخفاف بدور مبعوثيها، لينفرد الخواجة بدور المصلح الذى لا يصلح!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة