عمرو الخياط
عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب: رذيلة التـربـص بالـدولــة

عمرو الخياط

الجمعة، 12 أغسطس 2022 - 06:16 م

ماذا يفعل المتلقى عندما يجد هذا الطوفان من الفيديوهات والبوستات التى اجتاحت وسائل مواقع التواصل فى بداية شهر يونيو الماضى.. منتقدة ومتحفزة ومتنمرة على جهد مصريين أوفياء بالعهد بذلوا من العرق والجهد طيلة سبعة أشهر لانجاز هام فى منطقة طريق العلمين الجديدة؟.

انقسم المتلقون إلى قسمين.. الأول منهم صدَّق وتفاعل مع هذه الفيديوهات.. والقليل منهم مر مرور الكرام على ما احتوته وسائل التواصل بشأن هذا الموضوع أما لأنه غير مهتم بالموضوع وهم كثيرون أو لأنه ليس ممن يصدق كل ما ينشر على مواقع التواصل وهم أقلية.

طريق العلمين أو ما يسمى بطريق الساحل هو طريق أهمل لسنوات بالرغم من المليارات التى دفعت فى شاليهات وفيلل القرى السياحية التى تطل على الطريق.. وأصبح طريقاً كثرت فيه الحوادث التى كانت «تريند» فى فترة الصيف وراح ضحيتها الكثير من المواطنين نظراً لكثافة المرور على هذا الطريق الذى يتكون من حارتى ذهاب ومثلهما عودة.

فى المقابل كانت مدينة العلمين الجديدة بأبراجها الشاهقة التى أصبح عنانها فى السماء شاهدة على تاريخ الجمهورية الجديدة فى التطوير والتحديث.. ومن ثم كان لابد أن تمتد يد التطوير ومنظومته التى لا تهدأ أو تلين إلى الطريق الذى أصبح محورياً.

فما أن هدأت الحركة على الطريق فى أكتوبر الماضى حتى بدأت ثورة التحديث تمتد إليه.. فى سباق مع الثوانى لإنجاز ما تم وشاهده كل من استخدم الطريق فى أقل من ستة أشهر.. ليتحول إلى سبع حارات ذهابا ومثلها عودة بالإضافة إلى حارتين ذهاباً وعودة فى طريق الخدمات المطل على كل بوابات القرى الساحلية.. وأنشئت الكبارى التى تربط بين كل هذه الطرق لتجنب قطع الطريق كما كان فى الماضى للسيارات التى تريد استخدام الطريق الآخر.. فأصبحت الحركة أكثر سهولة.. ويسراً.. والأهم من ذلك أنه أصبح من الطرق التى نتباهى بها ونفتخر بإنجازها على أرض مصر.

الإضافة الأهم فى هذا الحديث أن الدولة بسطت القانون واستردت جميع الأراضى التى كانت القرى السياحية قد وضعت يدها عليها وهى لا تملكها.. وهذه الأرض هى التى تقع أمام كل قرية قبل بوابتها.. وهى أراض مساحاتها شاسعة.. استردتها الدولة لتعيدها فى شكل خدمى تمثل فى توسعة الطريق لمستخدميه.
وبمقارنة بسيطة فإن حجم حوادث السيارات على ذات الطريق انخفضت حتى الآن بنسبة تصل إلى 85% عن العام الماضى.. ليس فقط بسبب التوسعة التى طرأت عليه وإنما أيضا للتواجد المرورى غير المسبوق وفق خطة موضوعة من وزارة الداخلية لتأمين الطريق من حيث السرعات والسائقين المخالفين وهو ما أدى إلى اختفاء حوادث الساحل المرورية من على ترند مواقع التواصل هذا الصيف.

أصحاب الهوى لم يكفوا عما فعلوه فى البداية وانكشف كذبهم وخداعهم التنمرى على الإنجازات التى تحدث على أرض المحروسة.. فراحوا ينبشون فى دفاترهم ليقلبوا المواطنين بحجة أن الدولة تنفق المليارات على طريق يستخدمه الأثرياء الذين يقضون فترة الصيف فى فيلاتهم الشاهقة بالساحل.

فأراد الله أن يكشفهم.. فارتفعت القيمة السوقية للعقارات فى الساحل.. والتى أصبحت منطقة جذب استثمارى خارجى.. وهو ما تحقق فى أحد المشروعات التى نجحت فى تصدير العقار المصرى وهو سوق كبير كان الاقتصاد فى حاجة إليه هذا من جهة لتتحول منطقة الساحل فى المستقبل إلى منطقة جذب سياحى عالمى.. أما الأهم أن هذا الطريق الذى سيربط العاصمة ومحافظات الجمهورية بمحطة الضبعة ذلك المشروع الضخم الذى مخطط له فى المستقبل أن يعمل فى السنوات القادمة.. ناهيك أن مدينة العلمين الجديدة لن تكون فقط مقصدا ثانويا وإنما سيكون تطويراً شاملا لمدينة العلمين لتكون مدينة تضاهى المدن العالمية فى بنيتها التحتية التى طالما حلمنا بأن تكون لدى مصر مدن من هذا النوع.

ما حدث فى طريق العلمين الجديدة هو بداية لتطوير شامل للمنطقة لاستيعاب سكان المنطقة والوافدين إليها من محافظات مصر فى المستقبل وأيضا تطوير حياة المواطن القاطن فى هذه المدينة ليعيش حياة كريمة تضاهى حياة المواطنين فى الدول المتقدمة.

هذا هو فكر وتخطيط الجمهورية الجديدة.. التى لا تنظر إلى الأمور من منظور ضيق أو شخصى وإنما من منطق عام وجماهيرى.. ومن أجل حياة كريمة لكل فرد يعيش على أرض مصر..دون النظر إلى كونه فقيرا أو غنياً إنها حياة جديدة للمصريين بدأت منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم..وعاهدنا وعاهد نفسه على العمل من أجل الإنجاز وأن تصبح مصر «قد الدنيا» وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل والعمل الشاق والجاد.

تمهلوا وأنتم تتصفحون مواقع التواصل المختلفة ففيها الجيد.. وفيها الغث وهو الأغلبية.. فقط عليكم أن تمهلوا العقل ليفكر فيما يقرأ أو يشاهد قبل أن تحكموا على فعل ما أو تسيروا وراء مغرض دون أن نعلم هدفه أو مراده.. إنها حياة فرضية عيشوا فيها ولكن بحذر ولا تتركوا عقولكم لمن يحاولون خطفه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة