أحمد السرساوي
أحمد السرساوي


أحمد السرساوي يكتب: بين النيل والقدس (٢) الأستاذ مكرم يشبه شارون!!

أخبار اليوم

الجمعة، 12 أغسطس 2022 - 06:43 م

بقلم: أحمد السرساوي

يحكى لنا د.بطرس بطرس غالى إحدى الدعابات السياسية اللطيفة التى يمتلئ بها كتابه «بين النيل والقدس» تقول إنه فى بداية ١٩٨٣ قام الرئيس مبارك بجولة أفريقية بهدف توطيد علاقات الصداقة، على أن تبدأ بكينشاسا «عاصمة الكونغو الديموقراطية» وتنتهى بالخرطوم.. رافق الرئيس وفد كبير به ٥٠ شخصا، منهم الفريق كمال حسن على وأسامة الباز، ومجموعة من الصحفيين من بينهم مكرم محمد أحمد وحمدى فؤاد.

ويكمل: دعانا الرئيس موبوتو للعشاء فى رحلة نهرية على ظهر سفينته الشخصية المجهزة بمهبط للهليوكوبتر، وعندما دخل الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد إلى قاعة الطعام، صاح موبوتو: «إنه نسخة من الچنرال شارون» فضحك الجميع بشدة ما عدا مكرم الذى لم تعجبه لا المقارنة ولا روح الدعابة.

الأهم والأخطر فى الكتاب أنه يضم عشرات المواقف والكواليس التى حذَّر فيها د.غالى.. كبار مسئولينا من مغبة إهمال النيل وكأنه كان يقرأ الطالع منذ ١٩٨١، أويتوقع ما انجرفت إليه الأحوال.

والغريب أن كل تحذيراته الكثيرة وقتها ذهبت سُدى، بعدما وضع الجميع «بطيخة صيفى فى بطنه» وناموا مطمئنين على عجز دول المنبع عن عرقلة وصول المياه.

وأنا أصدق كل حرف كتبه د.غالى لأكثر من سبب.. أولا أنه يحكى عن وقائع تمت فى اجتماعات حكومية أومقابلات رسمية لها محاضر ووثائق مكتوبة، ثانيا أنه يسرد تلك الوقائع باليوم وبالثانية وبالشهود الذين مازال عدد كبير منهم أحياء.

من بين هذه التحذيرات صارحنا قائلا: فى مصر لم تحرز المناقشات الهادفة للتعامل مع ملف النيل تقدما يذكر، وتدخلت فيها الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، ففى يونيو ١٩٩٠، عقد فى القاهرة مؤتمر حول سياسة وتكنولوجيا المياه فى أفريقيا، وعرض وضع «برنامج مارشال» لتنفيذ هذا الموضوع؛ لكن ذلك كله لم يكن سوى مبادرات تستحق أن يعاد طرحها..
وللحديث بقية إن شاء الله


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة