آمال عثمان
آمال عثمان


آمال عثمان تكتب: خطة الجنرال «زمهرير»!!

آمال عثمان

الجمعة، 12 أغسطس 2022 - 08:09 م

فشلت عقوبات الغرب المفروضة ضد موسكو، ولم تفلح فى تركيع اقتصادها، وإجبارها على الانسحاب من الحرب الأوكرانية، بينما انقلب السحر على الساحر، وبدأت القارة العجوز تدفع فاتورة مواقفها المتسرعة وقراراتها غير المدروسة، فى حين صارت الولايات المتحدة الأمريكية الفائز الوحيد من جراء تلك العقوبات.

أصوات عديدة انضمت لجبهة المعارضين لمنظومة العقوبات ضد موسكو، اعترفت مارين لوبان زعيمة اليمين الفرنسى بفشل عقوبات الاتحاد الأوروبي، وتسببها فى أزمات اقتصادية ومعاناة الشعوب الأوروبية جراء نقص الطاقة، واعتبر وزير الاقتصاد البولندى فرض حظر توريد الغاز الروسي، قراراً متهوراً وغير مدروس، وانتقد رئيس المجر الاستراتيجية الغربية التى استهدفت كسب الحرب بأسلحة الناتو، وزعزعة استقرار روسيا وقيادتها، والرهان على تأييد العالم للعقوبات المفروضة ضد موسكو، لكنها تسببت فى أزمات اقتصادية وسياسية ودفعت بحكومات عدة فى أوروبا إلى الانهيار.

على الجبهة الأخرى من المعارضة، رفضت نتالى توتشى مديرة المعهد الإيطالى للشئون الدولية الاستسلام الأوروبي، والضغط على كييف لإجبارها على تقديم تنازلات، فى حال استمرار تصاعد أزمة الطاقة الحالية فى القارة العجوز، وطالبت أوروبا بالصمود بدلاً من الاستسلام لوهم السلام الزائف! وتعقيباً على ما ذكرته، سخر المحلل السياسى ميخائيل روستوفسكى فى مقاله قائلاً: حالياً يعمل «حليف جديد لبوتين» فى أوروبا هو «الجنرال قيظ»، وقريباً سيحل محله حليف أكثر خطورة، هو «الجنرال زمهرير»، لكن بعد إجراء استفتاءات الحادى عشر من سبتمبر، فى مناطق سابقة بأوكرانيا، حول وضعها السياسى الجديد، يتعين على الاتحاد الأوروبى الرد بطريقة مختلفة، وحينما يبدأ «الجنرال زمهرير» فى العمل سيتضح من الذى بنى خططه على أساس قوى؟ وماذا تساوى دعوات السياسيين والخبراء الأوروبيين إلى «الصمود فى جميع الظروف»؟!

وهنا أجدنى أستعير كلمات «دولت بهتشلي» رئيس حزب الحركة القومية التركى حول نفاق المجتمع الدولي، والموقف الغربى السريع تجاه الحرب فى أوكرانيا، وقرارات العقوبات العاجلة، وبيانات الإدانة الحادة، وفى حين وصلت صيحات الأبرياء فى أوكرانيا إلى آذانهم سريعاً، لم تصل إلى مسامعهم صرخات الأبرياء فى العراق وسوريا واليمن، ولم تبصر عيونهم دموع الضحايا فى فلسطين وميانمار وغيرها، سمعوا الطفلة الأوكرانية تقول: «لا أريد الموت»، لكن ألم يسمعوا آهات الطفل السورى الذى مات غرقاً؟ وبكاء الطفل العراقى الذى مات قصفاً؟ وشكوى الطفل السورى لربه قائلاً: «سأخبر الله بكل ما فعلتم»؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة