داليا جمال
داليا جمال


داليا جمال تكتب: الذي.. خرج ولم يعد !

داليا جمال

الجمعة، 12 أغسطس 2022 - 08:09 م

من غيرحيرة وتفكير كتير.. مين اللى بقى وجوده زي عدمه، وفى ثواني مش بتلاقيه، وماتعرفش بيروح فين ؟ وساعات بيطير ؟
أكيد المرحوم..!! هو في مرحوم غير الجنيه الذي فقد هيبته.. وبقى زي الفتوة الذي ضاعت صحته وتطاول عليه الحرافيش في روايات نجيب محفوظ، لا بقى يقدر يشتري ساندوتش ولا حتى بيضة ولا واحدة تين شوكي !

ولو صادف ومعاك جنيه غالبا هتنكسف تديه لشحات، وهتخاف تديه لسايس ليرميه في وشك.. بالذات لو فضة لأنك ممكن تتعور !! وتخجل تسيبه بقشيش لعامل في محطة بنزين.

والمكان الوحيد اللي لسه عامل اعتبار للجنيه وكمان للنص جنيه.. هى المواصلات العامة والميكروباص، وده لأنك هتشوفه وتسمع عنه فى صورة خناقات بين الركاب والسواق عن اللى باقى له جنيه !

فاكرين (الباكو) الألف جنيه بلغة جيل السبعينات اللى كان عبارة عن مائة ورقه من فئة العشرة جنيه. كان عربون شقة فى أفخم حى، وممكن تدفع باكوين مهر عروسة بنت ناس.. وكنا ننبهر بالشنطة السامسونيت فى الافلام العربى.. اللى مليانة بواكى مستفة.. وكانت رمزا لرجال الأعمال الكبار أو تجار المخدرات ! وكنا ننظر بدهشة للثراء وكثرة الفلوس.

وعلما بأن اللى فى الشنطة خمسين أو ستين الف جنيه بالكتير ! ولكن قيمتهم الفعلية وقتها أكتر من المليون حاليا.
وبمناسبة ذكر المليون جنيه أو الأرنب بالعامية، فلقد أهين وفقد قيمته.. ده إنت ماتعرفش تشترى بيه دلوقت شقة اوضتين وصالة فى حى نصف شعبى ولا تهوب بيه ناحية المدن الجديدة. لف وارجع تانى.. ولا يشترى حتى عربية كورى بعد اضافة الاوفر برايس لانها بقت بمليون ومائتين !!
أما أحدث صيحة بقى فى عالم قلة القيمه للجنيه المصرى.. فهى فيلا الساحل الشمالى التى تخطى ثمنها حاجز ال ١٠٠ مليون جنيه. بصراحه لم اكن اتخيل انى ممكن اشوف حد بيشترى حاجه واحده بمائة مليون او اكثر.. انا كنت اتخيل ان الرقم ده يشترى مصنع.. او كمباوند بحاله فيه تلاتين فيلا.. انما فيلا واحده ! واحده!.

والله ربنا يسترها ومانوصلش للمليار جنيه.. ونلاقى اللى بيقول الحقوا العربية بقت بمليار جنيه والشقة بخمسة مليار.
لانه اكيد هنكون لسه بنقبض بالجنيه وبنعمل ١٠٠ اعتبار للألف جنيه !  الباكو بتاع زمان أيام الجنيه ما كان جنيه !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة