جمال حسين
جمال حسين


جمال حسين يكتب: حتى لا تتكرر مأساة نيِّرة وسلمى

جمال حسين

الأحد، 14 أغسطس 2022 - 12:47 م

بنفس الطريقة، ونفس السيناريو، وذلك الإصرار والترصُّد والتهديد بالقتل؛ بزعم الحُب، وبنفس السلاح وفى وضح النهار، تكرَّرت جريمة قتل نيِّرة، طالبة المنصورة، مع سلمى، فتاة الزقازيق.. التغيُّر الوحيد هو الزمان والمكان واسم الضحية وقاتلها.. فالضحية هذه المرة سلمى الشوادفى، خريجة الإعلام، قتلها زميلها قُرب محكمة جنايات الزقازيق، التى من المُؤكَّد أنها ستكتب كلمة النهاية بإعدامه؛ كما حدث مع قاتل نيِّرة.
مقتل سلمى أصاب المجتمع بصدمةٍ جديدةٍ، وتحتَّم على علماء النفس والاجتماع سرعة البحث والتمحيص عن أسباب ودوافع مثل هذه الجرائم الغريبة على مجتمعنا، خاصةً أن مُرتكبيها ليسوا مجرمين، وليس لهم صحيفة حالة جنائيَّة، فكيف وصلوا إلى هذه الدرجة من الإجرام والعدوانيَّة والشراسة، وصولًا إلى تنفيذ جريمة مُكتملة الأركان.. جرائم بشعة فى حق الإنسانيَّة من حيث الذبح وعدد الطعنات، جعلت المجتمع يقف صامتًا صارخًا من هول الصدمة، ويجعلنا ندق ناقوس الخطر؛ حتى يقوم الجميع بمسئولياتهم قبل أن نستيقظ على فاجعةٍ جديدةٍ.
وأعنى بالجميع هنا الآباء والمؤسسات التعليميَّة والدينيَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة والشبابيَّة ومراكز البحوث الاجتماعيَّة والجنائيَّة.
الجريمتان كشفتا عن خللٍ أصاب الشارع المصرى بالسلبيَّة واللامبالاة، وأتساءل أين ذهبت شهامة المصريين الذين اكتفوا بالفُرجة على جريمتى الذبح والطعن، اللتين وقعتا فى منطقتين حيويتين مُكتظتين بالسكَّان والمارة؟ ولماذا لم يتدخَّل هؤلاء لمنع الجريمتين أو لنيل شرف المحاولة؛ بتقليل عدد الطعنات التى وصلت إلى ١٥ طعنة فى جسد نيِّرة، و١٧ طعنة فى جسد سلمى؟!
للأسف لم يتدخَّل الواقفون والمُتفرجون، واستمر القاتلان دون أدنى مُضايقةٍ فى توجيه الطعنات.. هل نسى هؤلاء أن الشهامة والنخوة والمعدن الطيب من أهم سمات المصريين الذين يُخاطرون بأنفسهم؛ لإنقاذ الملهوفين ونجدة المستضعفين، غير مُبالين بالعواقب حتى لو نالوا شرف الشهادة.. بينما نال هؤلاء المُتفرجون الذين تفرَّغوا لتصوير الجريمة لعنات القاصى والدانى، وربَّما تأنيب الضمير الميت إذا استيقظ فى يومٍ من الأيام، فظهور كل هذه الفيديوهات للجريمتين يُؤكِّد تبارى الواقفون فى تصوير الواقعتين بكل بلادةٍ!
أتمنى أن يُنفِّذ الجميع ما طالب به المستشار بهاء المرى، رئيس محكمة جنايات المنصورة، الذى أصدر الحُكم بإعدام قاتل نيِّرة أشرف؛ حيث قال:
"يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة.. يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَىءٍ هَلُمُوا.. أعيدُوا النَشءَ المُلتوى إلى حَظيرةِ الإنسانية.. أيها الآباء والأمهات.. لا تُضيِّعوا من تَعُــولون.. صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا فى تفكيرهم ولا تتركُوهُم لأوهامِهم.. اغــرسُــوا فيهم القِـيَم.. ويا كل قاتلٍ.. لقد جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً.. إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ فى أرضٍ طيبة.. كُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التى نَـبتَ فيها".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة