الأحد، 14 أغسطس 2022 - 05:53 م

أحمد سيد 

يعد فيلم “أمير البحار” أحد أنجح أفلام محمد هنيدي خلال مسيرته، وحقق إيرادات جيدة عند عرضه عام 2009، كما أنه ناقش قضية القرصنة البحرية التي كانت في تصاعد في تلك الفترة، لكن بشكل ساخر، وهو ما أبرزها المؤلف يوسف معاطي والمخرج وائل إحسان، لكن بعض المواقف تم تناولها بشكل يحمل تراجيدية وشجن.  

واحتوى الفيلم على عدد من المشاهد التي يمكن أن نطلق عليها “ماستر سين”، خاصة مع التحولات التي حدثت لـ”أمير”- الشخصية الرئيسية بالفيلم - لكن يظل مشهد غرق أمير في البحر بعد تأخر وصول الفدية التي طلبها القراصنة يعد “ماستر سين” الأبرز، واستطاع المخرج وائل إحسان أن يقدم المشهد مصحوبا بموسيقى بها شجن، للتعبير على حالة الحزن التي ظهرت على وجوه كل المخطوفين. 

بدأ المشهد بقرار من زعيم القراصنة بجمع المخطوفين على سطح المركب للبدء في تنفيذ تهديده بغرق ضحية تلو الأخرى حتى تصل له الفدية، وهناك يبدأ حوار بين الضحايا المخطوفين، بزعامة “أمير”، لاختيار الضحية الأولى، ويستعرض المخرج مخاوف كل شخصية من الموت وعدم رغبتهم في التضحية بأنفسهم، على الرغم من هروب كل منهم من حياته لأسباب عديدة، ليقرر “أمير” التضحية بنفسه أولا. 

استطاع المؤلف يوسف معاطي أن يشرح بعض فئات المجتمع فى هذا المشهد، وكيف تمسكوا بالحياة رغم المتاعب التى تعرضوا لها والتى كانت سببا رئيسيا فى تفكيرهم بالهروب منها او انهاء حياتهم فى لحظات أخرى، كما وجدنا التحول الكبير الذى طرأ على شخصية أمير من شاب مستهتر بسبب “دلع” والدته له، الى شاب يتحمل المسئولية، ويمكن أن يكون مضحيا بعد أن كانت الأنانية أحد سماته الرئيسية. 

كما استطاع المخرج وائل إحسان أن يساهم فى معايشة الجمهور مع كل شخصية بهذا المشهد، ومدى آلامها وأوجاعها، وكان ذلك مصحوبا أيضا بموسيقى بها حالة من الشجن والحزن ليتفاعل معها الجمهور ويتأثر بها وهو ما تحقق. 

“أمير البحار” بطولة محمد هنيدي، شيري عادل، ياسر جلال، هناء الشوربجي، لطفي لبيب وغسان مطر، وتأليف يوسف معاطي، وإخراج وائل إحسان، وتدور أحداث الفيلم حول “أمير” الشاب المستهتر، الذي يدرس بالأكاديمية البحرية ويحب جارته “سلوى” ابنة مدير الأكاديمية، والتي لا تبادله نفس الحب، لكن تطور الأحداث ووقوعهم في ورطة يجعلها تغير نظرتها له.