أحمد الإمام
أحمد الإمام


عصير القلم

‎المرأة الجميلة

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 - 10:54 ص

‎‭..‬عندما‭ ‬تسأل‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬عن‭ ‬مواصفات‭ ‬المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬ستجد‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬وبدون‭ ‬تردد‭ ‬ستذهب‭ ‬أذهانهم‭ ‬إلى‭ ‬المواصفات‭ ‬الشكلية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رشاقة‭ ‬القوام‭ ‬ونقاء‭ ‬البشرة‭ ‬وعذوبة‭ ‬الصوت‭ ‬ولون‭ ‬الشعر‭ ‬وخلافه‭ ‬من‭ ‬المواصفات‭ ‬الشكلية‭ ‬الخارجية‭.‬

‎ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المواصفات‭ ‬الشكلية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬10‭% ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬نحكم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬جميلة‭ ‬حقا‭ ‬أم‭ ‬تفتقر‭ ‬لمقومات‭ ‬الجمال‭ ‬الحقيقية‭.‬

‎المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تطيب‭ ‬عشرتها‭ ‬بلين‭ ‬الطباع‭ ‬وطيب‭ ‬القول‭ ‬وصفاء‭ ‬الروح‭.‬

‎المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬بلطف‭ ‬واحترام‭ ‬بدون‭ ‬تكلف‭ ‬أو‭ ‬ابتذال‭.‬

المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬احترامها‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ولا‭ ‬تسمح‭ ‬لأحد‭ ‬بتخطي‭ ‬حدوده‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬احترامها‭ ‬أو‭ ‬يسيئ‭ ‬إليها‭.‬

‎المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تنير‭ ‬حياة‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬بطاقتها‭ ‬الايجابية‭ ‬وطبيعتها‭ ‬المتفائلة‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬دائمًا‭ ‬الأمل‭ ‬والإشراق‭.‬

‎المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬سيد‭ ‬الخلق‭ ‬أجمعين‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬‭ ‬خير‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬إذا‭ ‬نظرت‭ ‬إليها‭ ‬سرتك،‭ ‬وإذا‭ ‬أمرتها‭ ‬أطاعتك،‭ ‬وإذا‭ ‬أقسمت‭ ‬عليها‭ ‬أبرتك،‭ ‬وإذا‭ ‬غبت‭ ‬عنها‭ ‬حفظتك‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬ومالك‮»‬‭.‬

‎ولنا‭ ‬في‭ ‬السلف‭ ‬الصالح‭ ‬القدوة‭ ‬والمثل‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مواصفات‭ ‬المرأة‭ ‬الجميلة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭.‬

‎أوصت‭ ‬أمامة‭ ‬بنت‭ ‬الحارث‭ ‬الشيباني‭ ‬ابنتها‭ ‬أم‭ ‬إياس‭ ‬عند‭ ‬زفافها‭ ‬الى‭ ‬عمرو‭ ‬بن‭ ‬حجر‭ ‬أمير‭ ‬كندة‭ ‬فقالت‭: ‬‮«‬أي‭ ‬بنية‭ ‬إن‭ ‬الوصية‭ ‬لو‭ ‬تركت‭ ‬لفضل‭ ‬أدب‭ ‬تركت‭ ‬لذلك‭ ‬منك،‭ ‬ولكنها‭ ‬تذكر‭ ‬للغافل‭ ‬ومعونة‭ ‬للعاقل،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬امرأة‭ ‬استغنت‭ ‬عن‭ ‬الزوج‭ ‬لغنى‭ ‬أبويها‭ ‬وشدة‭ ‬حاجتهما‭ ‬إليها‭ ‬كنت‭ ‬أغنى‭ ‬الناس‭ ‬عنه‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬النساء‭ ‬للرجال‭ ‬خلقن‭ ‬،‭ ‬ولهن‭ ‬خلق‭ ‬الرجال‭.‬

‎أي‭ ‬بنية‭ ‬انك‭ ‬فارقت‭ ‬الجو‭ ‬الذي‭ ‬منه‭ ‬خرجت،‭ ‬وخلفت‭ ‬العش‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬درجت،‭ ‬إلى‭ ‬وكرٍ‭ ‬لم‭ ‬تعرفيه،‭ ‬وقرين‭ ‬لم‭ ‬تألفيه،‭ ‬فاحفظي‭ ‬له‭ ‬خصالاً‭ ‬عشرً‭ ‬يكن‭ ‬لك‭ ‬ذخرًا‭.‬

‎أما‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ : ‬فالخشوع‭ ‬له‭ ‬بالقناعة،‭ ‬وحسن‭ ‬السمع‭ ‬له‭ ‬والطاعة‭.‬

‎وأما‭ ‬الثالثة‭ ‬والرابعة‭ : ‬فالتفقد‭ ‬لموقع‭ ‬عينيه‭ ‬وأنفه،‭ ‬فلا‭ ‬تقع‭ ‬عينه‭ ‬منك‭ ‬على‭ ‬قبيح‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يشم‭ ‬منك‭ ‬إلا‭ ‬أطيب‭ ‬ريح‭.‬

‎وأما‭ ‬الخامسة‭ ‬والسادسة‭ : ‬فالتفقد‭ ‬لوقت‭ ‬منامه‭ ‬وطعامه‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬تواتر‭ ‬الجوع‭ ‬ملهبة‭ ‬،‭ ‬وتنغيص‭ ‬النوم‭ ‬مغضبة‭.‬

‎وأما‭ ‬السابعة‭ ‬والثامنة‭ : ‬فالاحتراس‭ ‬بماله‭ ‬،‭ ‬والإرعاء‭ ‬بحشمه‭ ‬وعياله،‭ ‬وملاك‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬حسن‭ ‬التقدير،‭ ‬وفي‭ ‬العيال‭ ‬حسن‭ ‬التدبير‭.‬

‎وأما‭ ‬التاسعة‭ ‬والعاشرة‭ : ‬فلا‭ ‬تعصين‭ ‬له‭ ‬أمرًا،‭ ‬ولا‭ ‬تفشين‭ ‬له‭ ‬سرًا‭ ‬فإنك‭ ‬إن‭ ‬خالفت‭ ‬أمره،‭ ‬أوغرت‭ ‬صدره،‭ ‬وإن‭ ‬أفشيت‭ ‬سره،‭ ‬لم‭ ‬تأمني‭ ‬غدره‭.‬

‎ثم‭ ‬إياك‭ ‬والفرح‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬مهتمً‭ ‬،‭ ‬والكآبة‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬فرحاً‭.‬

‎وصايا‭ ‬ذهبية‭ ‬لو‭ ‬تحلت‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬لأغلقت‭ ‬محاكم‭ ‬الأسرة‭ ‬أبوابها‭ ‬وتحولت‭ ‬دعاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬والخلع‭ ‬والنفقة‭ ‬وخلافه‭ ‬إلى‭ ‬ذكرى‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬فات‭.‬

‎وصايا‭ ‬ذهبية‭ ‬لو‭ ‬حرصت‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬لأصبحت‭ ‬بحق‭ ‬امرأة‭ ‬جميلة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬،‭ ‬وزي‭ ‬ما‭ ‬بيقول‭ ‬الكتاب‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة