الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 05:47 م

فى الحادث المأساوى الذى وقع بكنيسة «ابوسيفين» فى امبابة، هناك ما يجب التوقف أمامه بكثير من التأمل والتدقيق الشديد، وهو ما يستوجب النظر فيه بجدية بالغة واهتمام كبير.

ذلك هو ما كشف عنه الحادث المأساوى من وجود بعض - إن لم يكن العديد - من دور العبادة مقامة داخل مبانٍ متهالكة وأماكن عشوائية فى القاهرة وغيرها من المدن والمحافظات وهو ما يجعلها تحمل من الأخطار الإنسانية والمادية على روادها ما يصعب تحمله أو تجاهل وجوده وغض الطرف عنه.
وأحسب أن الحادث الأليم قد أثبت لنا جميعا، مدى الصعوبة التى يمكن أن تواجهنا لإنقاذ المتواجدين فى هذه الدور، إذا ما وقع فيها حادث من الحوادث الوارد وقوعها فى أى وقت، نتيجة الإهمال أو القصور والتقصير أو حتى التقادم بفعل الزمن.

وأعتقد أن ما جرى فى الحادث المأساوى قد كشف لنا فداحة الخسارة التى يمكن أن تلحق بنا، فى حالة حدوث ما لا تحمد عقباه من حوادث طارئة، من الوارد وقوعها فى أى وقت فى مثل هذه الأماكن وتلك المبانى، ويمكن أن تتحول إلى كوارث ومآسٍ مؤلمة وفادحة الأثر والنتيجة.

لذلك فإن الضرورة تفرض علينا المراجعة الفورية والشاملة لأوضاع وأحوال كل المبانى والمنشآت والبيوت المخصصة أو المستعملة كدور للعبادة، فى كل الأحياء والأماكن العشوائية بالمدن والمحافظات فى كل الأحياء بطول البلاد وعرضها.

وفى هذا السياق يستوجب الأمر البدء فوراً فى تنفيذ خطة شاملة للفحص والمراجعة، لكل أوضاع دور العبادة القائمة حاليا فى مثل هذه الاحياء وتلك الأماكن، للوقوف على توافر عوامل الأمن والسلامة والأمان بها ولها، واضعين فى اعتبارنا ما نعلمه جميعا من وجود العديد منها فى مبان وبيوت تفتقد إلى أبسط معايير وشروط الأمن والسلامة المدنية الواجب توافرها.