أمنية طلعت
أمنية طلعت


أمنية طلعت تكتب : « حبوا بعض »

أمنية طلعت

الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 06:17 م

عام 1999 تعرفت على المخرج المسرحى والأديب وكاتب السيناريو السورى الكبير غسان الجباعى أثناء مهرجان المسرح التجريبى، فوقعت تحت تأثير سحره الفلسفى فوراً. رجل حكيم ذو نظرة أبعد من قدرة البشريين العاديين على الاستيعاب، وقديس فى محراب الكلمة.

كنت حينها أتخبط فى بحر الهوية ولا أعلم لنفسى توصيفاً حقيقياً أسير تحت لافتته فى المجتمع، فعلمنى أنه لا معنى للعناوين أو اللافتات وأن السعى لا يكون إلا من أجل الإنسانية.

فتح لى باب سوريا وسافرت لأول مرة خارج حدود الوطن إليه، فقدمنى إلى كبار الكتاب والمخرجين والفنانين السوريين، مثل حنا مينا وحيدر حيدر ومحمد ملص وغسان شميط.

علمنى كيف أحتسى قهوتى صباحاً فى الشرفة بين الزهور وتعلمت معه كيف أنصت لفيروز دون صخب الكلمات، فمعه كان للصمت معنى وللتدبر قيمة وللإنصات شهوة، فخطوت على يديه عتبة كبيرة فى النضج وتعلمت أن الركض وراء مغريات الشهرة زائل حيث إن المراهنة على التاريخ قاسية، فالزمن يمضى ونمضى معه ولا يبقى سوى ما ينفع الناس وهذا هو حكم الزمن الذى لا سلطان عليه .
رحل غسان وهو يعانى التهميش ولم يترك سوريا أبداً رغم صعوبة الأوضاع فى السنوات العشر الأخيرة، فسلام ومحبة يا قديس سوريا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة