أزمة الطاقة الأوروبية
أزمة الطاقة الأوروبية


بسبب أزمة الطاقة.. يونيبر الألمانية تتكبد خسائر بقيمة 12 مليار يورو

عبد النبي النديم- عواد شكشك

الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 07:57 م

أعلنت شركة يونيبر الألمانية عن خسائر بأكثر من 12 مليار يورو (12.2 مليار دولار) في النصف الأول من العام، لتسجل بذلك واحدة من أكبر الخسائر في تاريخ الشركات الألمانية، وتكشف عن الأزمة غير المسبوقة التي تجتاح أسواق الطاقة في أوروبا، وفقًا لوكالة بلومبرج.

وتعد حجم الخسائر التي تعرضت لها شركة الطاقة والتي حصلت على خطة إنقاذ حكومية خلال الشهر الماضي، تكشف عن مدى خطورة الوضع بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لاستقبال فصل الشتاء.

حيث قلصت روسيا إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي وسط توترات متصاعدة بسبب غزوها لأوكرانيا ، مع انتشار التأثير في جميع أنحاء القارة ، مما أدى إلى زيادة التضخم ويهدد بدفع بعض أكبر اقتصادات القارة إلى الركود.

وقال الرئيس التنفيذي كلاوس ديتر موباتش في بيان مفصل عن النتائج المالية للشركة:«لقد لعبت يونيبر منذ شهور دورًا حاسمًا في استقرار إمدادات الغاز في ألمانيا – على حساب خسائر بالمليارات ناجمة عن الانخفاض الحاد في شحنات الغاز من روسيا».

وقالت الشركة إن الخسائر، على أساس المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، تشمل 6.5 مليار يورو من النقص في الغاز في المستقبل وتعكس انخفاضات بقيمة 2.7 مليار يورو تتعلق بقرض نورد ستريم 2 وسمعة طيبة من جلوبال كوموديتيز ووحدة توليد الطاقة الروسية.

وأدى تقليص العرض إلى إجبار الشركة على شراء الغاز من السوق الفورية للوفاء بالعقود، مما دفعها إلى حافة الإفلاس.

وأدى ذلك إلى حزمة إنقاذ بمليارات اليورو من الحكومة الألمانية لمنع انهيار الشركة، والذي كان من الممكن أن يكون له تأثير الدومينو على نظام الطاقة في البلاد.

كتب جون موسك المحلل في آر بي سي أوروبا في مذكرة: «لاتزال يونيبر في عين عاصفة أزمة الطاقة الأوروبية، تظل  الشركة في وضع خطر بحيث لا يراهن عليها إلا من كان شجاعا جدا».

وسجلت شركة المرافق خسارة معدلة قبل الفوائد والضرائب قدرها 564 مليون يورو في النصف الأول، بعد أرباح بلغت 580 مليون يورو في نفس الفترة من العام الماضي. فيما قفز صافي ديون الشركة إلى ملياري يورو من 324 مليون يورو وسط تدفق نقدي سلبي، صاحبته إجراءات لتحسين السيولة في أعمال الغاز ومخصصات انبعاثات الكربون.

وقالت الشركة إن التوقعات لهذا العام ما زالت غير قابلة للإصدار «في نطاق مناسب بسبب البيئة المتقلبة»، متوقعة «نتيجة سلبية كبيرة». وسجلت توقعاتها السابقة لهذا العام خسائر بلغت حوالي مليار إلى 1.3 مليار يورو. وتتوقع يونيبر الألمانية تحسن إيراداتها في عام 2023 وتهدف إلى الخروج من دائرة الخسارة بداية من عام 2024.

وتسارع ألمانيا – التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الروسية على الرغم من الجهود المبذولة لتنويع المصادر – إلى تكوين مخزونات كافية لتجنب التقنين الشديد بتخفيض استهلاك الغاز عندما يصبح الطقس بارداً.

وحثت الحكومة على خفض الاستهلاك، وتسعى إلى إحياء محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، وتعيد تفكيرها في مسألة التخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية المتبقية لديها. في هذا الأسبوع، فرضت أيضاً ضريبة على استخدام الغاز، مما ترك الأسر تستعد لارتفاع فواتير الطاقة وتفاقم أزمة غلاء المعيشة في جميع أنحاء أوروبا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة