إسلام محمد و محمد عادل
إسلام محمد و محمد عادل


د.محمد عبد الله: بث جزء من تنفيذ حكم الإعدام.. يحقق الردع لمن يحاول تقليدهما

من صنعوا التعاطف مع قاتل «نيرة» قتلوا «سلمى»؟!

أخبار الحوادث

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 09:35 م

كتب: محمد طلعت

طالب يقتل زميلته بسبعة عشر طعنة لرفضها الارتباط به.. الخبر الذي قرأته أعلى الصفحة ثم مررت عليه مرور الكرام، وكأنها جريمة عادية رغم أنها في حقيقة الأمر ناقوس خطر يدق في أركان المجتمع، فهى الجريمة الثانية التي حدثت خلال فترة بسيطة وبنفس التفاصيل الموجعة عشنا أدق أدق تفاصيلها مع طالبة المنصورة نيرة اشرف التي شغلت الرأي العام ما بين متعاطف مع المجني عليها ويطالب بالإعدام العلني وما بين متعاطف ومساند للجاني ويدعو لجمع أموال لتقديمها لأسرة القتيلة كدية لتخفيف حكم الإعدام الذي صدر، ليكون السؤال الذي يؤرق الأبدان هل كان التعاطف مع القاتل هو أول دافع لكي يعيد آخر ارتكاب نفس الجريمة، وهل من دافعوا هم شركاء في الجريمة الجديدة؟

أسئلة كتيرة تداعت ولابد من طرحها ونحن نشاهد تكرار الجريمة بهذه الصورة ونسأل هؤلاء الذين قلبوا الدنيا من شرقها لغربها للدفاع عن قاتل شاهدناه بأعيننا من خلال الكاميرات، وكأنه يرتكب جريمته على الهواء مباشرة غير عابئ، انتم بررتم قتل فتاة صغيرة بطريقة وحشية، وخضتم في عرضها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ووصفتوها بأبشع الألفاظ، فهل ستدافعون عن القاتل الثاني وتخرجوا لتطلبوا تبرعات كما فعل بعضهم في جريمة نيرة اشرف لكي يتم دفعها كدية، وهل سيخرج علينا اتحاد المدافعين عن محمد عادل في اليونان لكي يهاجموا اسرة الضحية الجديدة بنفس الألفاظ والدفاعات التي روجوا لها في قضية نيرة اشرف.

هؤلاء من أهم أسباب تكرار مثل هذه الجريمة وقد يزايد البعض في الحديث ويدخلهم كشركاء في الجريمة الجديدة لأنه بما فعلوه وقسموا المجتمع بتلك الصورة وتبريرهم للقاتل بتلك الطريقة الفجة اشتركوا بطريقة غير مباشرة في توجيه القاتل الجديد لكي ينفذ جريمته وهو مطمئن إلى أن هناك من سيدافع عنه وسيجد له ألف عذر.

اقرأ أيضًا| جريمة نيرة أشرف تتكرر في الشرقية.. طالب يذبح صديقته في الزقازيق بـ10 طعنات

بعض من هؤلاء بكل تأكيد هم من يعتبرون أن العنف ضد المرأة مبرر لمجرد أنه يحدث للجنس الآخر وباعتبار أن من يفعل ذلك دليل على قوته ورجولته رغم أن ذلك غير صحيح، لذلك هؤلاء هم الخطر الأكبر في المجتمع لأنهم خرجوا عن المنطق ويأتي بعد هؤلاء مباشرة من وقفوا صامتين ولم يفرق معهم تلك الجريمة، فالصمت في تلك اللحظات وعدم اكتراثهم بالأمر هو في حقيقة الأمر سلبية، ومن هؤلاء من شهد الجريمة كما رأيناها في المنصورة والشرقية ووقف ولم يفعل شيئا، لم يتحرك من مكانه وهو يشاهد ذبح فتاة أمام أنظاره، وكل ما فعله هو انه امسك بكاميرا التليفون الخاص به وصور الجريمة وكأنه في نزهة يشاهد فيلمًا ولكنها السلبية التي دفعته لعدم نجدة من يتم طعنها وذبحها أمام أنظاره بوحشية غير مسبوقة.

حالة سلوكية سيئة
يقول الدكتور محمد عبدالله أستاذ علم الاجتماع، إن التعاطف مع القتلة والمجرمين في العموم موجود وهو دليل على وجود حالة سلوكية ونفسية سيئة لدى من يفعل ذلك، وهو أمر يحدث، وقد يتطور الأمر لكي يصل لكره الضحية نفسها وهو أمر كما يقول أستاذ علم الاجتماع أكثر خطورة لان التبرير وقتها لن يكون بالتعاطف فقط بل سيعمل البعض دون وعي منهم على إيجاد أي طريقة أو حل للدفاع عن القاتل حتى ولو بتشويه سمعة الضحية والخوض في عرضها لمجرد فقط أن يثبت وجهة نظره، فهو سيصدق أي شيء يتم الحديث فيه لكي يقنع نفسه في المقام الأول أنه يفعل الصواب، حتى إن دفع بأدلة وبراهين هو على يقين أنها زائفة وكاذبة لكن لرغبته في أن يروج لما يريد فهو سيفعل أي شيء، كأن يقول لنفسه إن المتهم فعل جريمته لأن المجني عليه صدته وتركته بعد أن ساعدها في دراستها لذلك هى تستحق ما حدث لها، وذلك الشخص ينسج من أوهامه أحداثًا وهمية لكي يجد المبرر الأخلاقي للتعاطف مع القاتل.

أما على العكس فهناك فئة أخرى لم تفعل شيئًا ولم تتعاطف سواء مع القاتل أو الضحية هؤلاء وفقًا لأستاذ علم الاجتماع يرون أنهم مظلومون من المجتمع ولا يحق لهم التعاطف مع أحد غير أنفسهم فقط وبالتالي يضع معايير أخلاقية حسب رؤيته للموضوع بما يتوافق مع مصلحته الشخصية لذلك نجد الأنانية هى المسيطرة على هؤلاء ولن يتدخلوا حتى لو تكرر الأمر أمامهم ألف مرة فهم يحملون داخلهم نرجسية خفية أو خوف كامن يمنعهم من مساعدة الآخرين أو التعاطف معهم.

سلوك الشارع
وعن أسباب زيادة حوادث القتل وخصوصا من هذه النوعية يؤكد استاذ علم الاجتماع أن أكثر الاتهامات في مثل هذه الجرائم يعود للتفكك الأسري الموجود وبقوة، فرب الأسرة بفعل ضغط الحياة لم يعد له دورًا مؤثرًا في حياة أطفاله وأصبح كل دوره في الحياة الحصول على «الفلوس» فقط وترك تربية أبنائه للأم لكنها هى الأخرى بفعل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت غير متاحة ذهنيًا ولا نفسيًا لتربية أطفالها وتركتهم لتقلبات الحياة وهنا يلجأ الطفل للشارع ومع تعرفه على اصدقاء السوء تدخل في عقله افكار الشارع والعنف ولذلك في نهاية الأمر نجد ذلك الطفل عندما يكبر يكون انسان غير سوي قد يفعل أي شيء في الحياة، سواء كانت عنفا أو سرقة أو حتى قتل دون ذرة من الرحمة والشفقة لانه طوال حياته لم يجد من يعلمه حتى يصبح انسانا سويًا.

ويضيف أستاذ علم الاجتماع، أن المتهم في جريمة الشرقية ارتكب جريمته بنفس الطريقة التي ارتكبها قاتل طالبة المنصورة وتقليدًا للحادث بنفس تفاصيله لانه رأى التعاطف وحالة الانقسام التي صاحبت جريمة محمد عادل حتى الحكم عليه بالإعدام وهو شعر أنه إذا فعل ذلك سيجد من سيتعاطف معه ويبرر ما فعله وسيكون كما صور له خياله «بطلا» وليس قاتلا وهى الأوهام عاش فيها بكل تأكيد وهو يتابع سير قضية نيرة اشرف ومعجب بما فعله محمد عادل حتى ولو حصل على الإعدام فهو لم ير ذلك بل عاش الوهم وشعر أنه بتقليده رجلا وهى أزمة هوية كبيرة عاش فيها ذلك القاتل.

لكن هنا ذلك التقليد يمكن أن يؤدي لكوارث وجرائم مجتمعية أكثر شراسة إذا لم نجد لها حلا فكل من ارتبط ولم يكمل ارتباطه سيجد في هؤلاء منفذ لكي ينتقم وستزيد الجرائم لذلك يجب أن يكون المتهمين عبرة ويتم تنفيذ الحكم فيهم كما طالبت المحكمة قبل ذلك بطريقة بث جزء منها علني لأن ذلك سيكون رادعا لمن يحاول أن يقلدهم وسيمنع تكرار مثل هذه الجريمة مرة أخرى .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة