الأب المتهم و الطفلة الضحية
الأب المتهم و الطفلة الضحية


شقيقة المجني عليها: «إعدموا بابا»

الأب المدمن عذب طفلته حتى الموت بعين شمس

أخبار الحوادث

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 09:35 م

كتبت: آمال فؤاد

جريمة لا يصدقها عقل، بشعة بكل المقاييس، أكبر دليل على انعدام الرحمة وقسوة بعض الآباء على ابنائهم، بسبب الإدمان وسوء خلق بعض هؤلاء الآباء؛ هل يعقل أن أب ينهال على طفلته الصغيرة، وهي تلعب وسط عرائسها وألعابها بعفوية وفرح مع شقيقتها، بالضرب المبرح «بالخرطوم» على جميع أنحاء جسدها وتسديد الضربات القاسية والكدمات المميتة لها بعد تكبيل يديها وقدميها، إلى هذه الدرجة التي أصبح الدم يسيل من جسدها ودون أن يطرف له جفن، حتى سكت الجسد للأبد.

الضحية في هذه الواقعة المأساوية، طفلة عمرها 9 سنوات، تجرد والدها المدمن من كل مشاعر الابوة والإنسانية، وقتلها، بعد أن مارس عليها وصلة تعذيب تقشعر لها الأبدان، لم تتحمل المسكينة التعذيب وانتابتها حالة من الخوف والفزع هستيرية، لم يرحم الأب – مع الاعتذار لكلمة أب - ضعفها وصغر سنها، ولم يكف عن تعذيبها حتى سقطت المجني عليها على الأرض، ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يد جدها المسن، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية من آثار الضربات والكدمات والتعذيب الذي مارسه الاب الجاحد عليها؛ والسبب أنها ( وهي تلعب تعمل شقاوة).

في بيت المدمن
أمام هذه الجريمة البشعة، توجهت أخبار الحوادث إلى شارع الانابيب بمنطقة مساكن عين شمس، مسرح الجريمة، لمعرفة الأسباب التي دفعت الاب لقتل طفلته، وهناك التقينا بشقيقة (المجني عليها) الكبرى، وقفت تصف بعفوية وصلة التعذيب التي مارسها والدها على شقيقتها حتى سقطت جثة هامدة؛ بكلمات مؤثرة وموجعة، تلفظت بها طفلة لا يتعدى عمرها 11 عاما، على والدها الذي قتل شقيقتها؛ بأنها لا تريد والدها يعود إلى المنزل مرة أخرى، وطالبت بإعدامه، لاعتقادها انه سوف يقتلها كما قتل شقيقتها، وطرد شقيقها الأكبر كريم 14 عامًا بعد ضربه بالعصا لرفضه إعطاءه نقود يشتري بها السموم التي يتعاطاها، ولا أحد يعلم مكانه إلا يوم مقتل شقيقته، وجدته الشرطة يعمل في أحد الافران.

من المفترض أن الاب يمثل لأولاده المعنى الأوحد للأمان، ولكن في هذه القصة الاب يهدد أمن وسلامة الطفلة الثانية قبل قتله طفلته المجني عليها، حيث اعتاد على ضربها بالحذاء والعصا،هي وشقيقتها المجني عليها خاصة، بعد انفصاله عن والدتها التي تقيم بالدويقة، ورفضه  المستمر أن تربطهم بها أي صلة أو كلام بعد زواجها من شخص آخر غيره.

وهنا قالت «أم أحمد»  إحدى جيران الأسرة؛ أنه قبل 14 عامًا تزوج هاني العشري من حرية، تربطهما علاقة قرابة، وظل الاثنان يقيمان في هذا البلوك، ورزقا بطفلهما الأول كريم، وبعدها انجبت بنتين كريمة ومريم(المجني عليها) وبمرور السنوات، بدأت المشاكل تدب بينهما بسب سوء سلوك الأب المدمن للمخدرات وإهمال الأم ايضًا، وكثرت المشاكل بينهما الأب يطلب من الأم أن تأتي له بالمال ولم يعد يهمه مصدر هذه الأموال، الأمر الذي معه انفصلت عنه وذهبت الى منطقة الدويقة بجوار أسرتها، وتزوجت من شخص غيره، وعقابًا لها قرر حرمانها من رؤية أولادها، وهو من أرباب السوابق، وظل أولاده الثلاثة مقيمين معه، داخل البلوك الذي لقت فيه الطفلة أنفاسها الأخيرة ومنعهم من التواصل مع والدتهم، وليتهم عاشوا في أمان بل ذاقوا من العذاب والحرمان ألوانًا خاصة بعد طلاق والدتهم؛ حيث اعتاد الاب على   التعدي عليهم بالضرب بالعصا بعد أن يوثقهم بالحبال، لأقل سبب لا يرضيه.

إقرأ أيضًا

سقوط 14 عنصرًا إجراميًا بـ200 طربة حشيش وإسطوانات هيروين بالمحافظات

الجريمة
جريمة قتل بشعة، دارت أحداثها بمنطقة شارع الانابيب بمساكن عين شمس، المتهم فيها أب يبلغ من العمر 50 عاما، والمجني عليها طفلة عمرها 9 سنوات، مشهد موجع ومؤلم، دارت أحداثه عندما قررت الطفلة (مريم هاني العشري المجني عليها)، بأن تلعب بشكل عفوي بعرائسها وألعابها مع شقيقتها داخل منزلهما، بجوار والدها الجاحد، مثلما يفعل معظم الأطفال، وأثناء لعب الصغيرة طلب منهما الاب المتهم (هاني العشري) صاحب السمعة السيئة وأرباب السوابق والمدمن للمواد المخدرة ، أن يكفا عن اللعب، وأن يجلسا بعيدا عن المكان الموجود به، وفور هذا الكلام توقفت الفتاة الأكبر كريمة 11 عاما عن اللعب خوفا من والدها المنزوع من قلبه الرحمة، لأنها كانت مستوعبة قسوة ابيها وعصبيته عليها وعلى شقيقتها، لكن الطفلة (مريم)،لم تستوعب كلامه نظرا لصغر سنها، استمرت في اللعب ببراءة وعفوية فكان رد فعل الأب قاسيا، ترقبها بغل وغضب، واستشاط غضبا،أسرع نحوها وكأنه ذئب ينهش في جسدها، انهال عليها بالضرب بالأيدي والارجل، وسدد لها ضربات قاسية في الصدر، ومارس عليها ابشع أنواع التعذيب ولم تأخذه رحمة ولا شفقة على فلذة كبده، ثم قيدها بالحبال، واسقطها ارضًا، حاول الجد المسن المقيم معهم في نفس المنزل تخليص الطفلة من بين يديه، عقب مشاجرة عنيفة بينهما، ولكن لم يستطع تخليصها ولفظت الطفلة المسكينة  أنفاسها الأخيرة على يد جدها المسن، وأثناء ذلك دوت صرخات المجني عليها وشقيقتها  وجدها العجوز في أرجاء البيت القائمين فيه، وتجمع الاهالي في حالة هلع وذعر من أصوات الصرخات والتعذيب الذي مارسها الاب المفتري عل  طفلته البريئة، والجيران عل  علم بسوء خلقه مع أولاده، ليس أهل بيته فقط وانما اعتاد ممارسة البلطجة على أهالي المنطقة ايضا، وسط كل هذا فر الاب الجبان هاربا، تاركا طفلته جثة هامدة على الأرض، وشقيقتها تصرخ في حالة هستيرية والعجوز لا حول له ولا قوة غير الدموع يذرفها على حفيدته المقتولة، والاخرى التي ظلت تستغيث بالجيران على أمل إنقاذ شقيقتها المسكينة، كما هاتفت وأخبرت إحدى عماتها، بكل ما حدث فذهبت اليها وحملت الطفلة مع الجيران، وتوجهوا بها الى مستشفى قريب من منطقة مساكن عين شمس ولكن وصلتها جثة هامدة من أثر الضرب والتعذيب الذي لاقته.

وفور ذلك تلقى رئيس مباحث عين شمس ، إخطارا من شرطة النجدة، بوصول طفلة جثة هامدة  الى مستشفى الأردني بمساكن عين شمس بمقتل طفلة على يد والدها،  انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان البلاغ، تبين صحة الواقعة وعثر على الطفلة جثة هامدة، وعلى جسدها آثار التعذيب وبإجراء التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدها، وأنه دائم التعدي عليها بالضرب، وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه  وبحوزته أداة الجريمة «خرطوم وعصا» وإحالته إلى النيابة العامة، وكشفت النيابة أثناء التحقيقات أن المتهم اعتاد ضرب المجني عليها، ويوم الواقعة قيدها وضربها «بالخرطوم» حتى فقدت الوعي، وعقب نقلها للمستشفى فارقت الحياة، تم اتخاذ الإجراءات القانونية وأمرت نيابة عين شمس بسرعة إرسال تقرير الصفة التشريحية لجثة الطفلة لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفن الجثة، وكلفت المباحث باستكمال التحريات حول الواقعة، استمعت النيابة إلى شهود عيان الواقعة؛ أكدوا  أن والد المجني عليها كان دائم الاعتداء عليها، كما استمعت النيابة إلى أقوال شقيقة المجني عليها حيث اتهمت والدها بقتل شقيقتها أمام عينيها، قررت النيابة حبس المتهم 4ايام على ذمة التحقيقات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة