المتهمين
المتهمين


زوجة الخال دفنت الأول في «برميل مش».. والعمات ذبحوا الثاني وألقوا جثته في الترعة

خلافات مالية وحقد وغيرة وراء مقتل الطفلين «إبراهيم ومحمود»

أخبار الحوادث

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 11:16 م

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

جريمتان هزتا محافظة الأقصر، كانتا لهما تأثير قوي في قلوب الجميع، خاصة بعد تغيب طفلين، والعثور بعد ذلك على جثتيهما في مشاهد بشعة تفوق الوصف والخيال؛ الأول داخل «برميل مش»، والثاني مقتول بسكين وجثته ملقاة في ترعة في محاولة من القتلة إخفاء الجريمة.

في البداية كانت الأمور غامضة، والأمر يبدو صعبا على الجميع، سواء الأهل والأقارب والأصدقاء، أو حتى الغرباء، الذين شاهدوا صور الطفلين، على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في محاولة ضمن محاولات أهلهما البحث عنهما.

حاول الأهل البحث هنا وهناك عن الطفلين الغائبين كل على حدة؛ فالطفلان لا توجد بينهما صلة قرابة، أو معرفة، بحث الأهل في الشوارع والميادين والمستشفيات، طرقوا كل الأبواب الممكنة التي من الممكن أن تؤدي إلى معرفة أي شيء عنهما، ولكن دون جدوى، حتى عثروا على جثة «ابراهيم»، داخل برميل «مش»، وبعدها بقرابة 24 ساعة، عثروا على جثة «محمود»، بعد تغيبه بثمانية أيام،  مذبوحًا بسكين، داخل ترعة.

الشك بدأ يحوم حول الجميع، والخوف سكن قلوب أهالي الأقصر، خشية أن يلحق بأبنائهم مكروه، فهناك شائعات ترددت أن هناك عصابة لخطف الأطفال، الجريمتان أصابت البعض بحالة من الارتباك والقلق، خشية أن يلقى أبناؤهم نفس مصير الطفلين بهذه الطريقة، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية، كشفت على الفور غموض مقتل الطفلين، وتبين أن خلافات مالية وحقد وغيرة السبب وأن المتهمين أقارب المجني عليهما.

لغز اختفاء ابراهيم
الجريمة الأولى، وهي تخص العثور على جثة الطفل إبراهيم، كان لها تأثير محزن، فالطفل البريء لا توجد بين أسرته وبين أحد من أبناء المدينة مشاكل، يلهو كغيره مع الأطفال في الشارع، ببراءة وابتسامة لا تفارق وجهه، ابتسامته ووجهه البشوش كانت سببًا في اسعاد أهله، في الوقت الذي أبكت فيه قلوب كل من شاهد صورته وسمع عن موته بهذه الطريقة البشعة.

موت الطفل «إبراهيم»، جريمة قتل، تضاف إلى الجرائم المتعلقة بذوي الأرحام، في الآونة الأخيرة،  فهناك من تخلص من والده، وهناك من تخلص من ابنه أو زوجته أو شقيقته، أو أحد أقاربه،  تحت مسمى «مذابح ذوي الأرحام».

خرج «إبراهيم» من منزله، بعد أن استأذن والدته كعادته، للخروج من المنزل للهو مع أصدقائه بجوار البيت، استجابت والدته على طلب طفلها، لم تكن الأم تعلم أن مشاكلها مع إحدى قريباتها، ستصل لحد الجبروت، وستحرم وتكوي قلبها حزنا على طفلها، وأن هذه الموافقة ستكون الأخيرة لابنها، وأن ابتسامة ابنها في وجهها بمثابة نظرة الوداع، التي ستسكن في قلبها ومعها أيضا يسكن الحزن في قلوب الجميع.

مرت دقائق على لهو «إبراهيم» في الشارع مع أصدقائه، يهرول هنا وهناك، الابتسامة لم تفارق وجهه، و «الشقاوة» كانت عنوان الفصل الأخير في حياته، وكأنه «واد موت بيبان عليه»، وكما يقول المثل الصعيدي خاصة أنه اكتسب محبة الجميع، بروحه البريئة، وطيبة قلبه، وجدعنته من صغره، وابتسامته التي لم تفارق وجهه، إلا في «برميل المش»!

إقرأ أيضًا

الداخلية تُنهي مملكة الدجل بقرية «أصفون» بالأقصر

وأثناء لهوه، استدرجته زوجة خاله، إلى المنزل، بعد أن ضحكت عليه وعلى براءته كطفل، يساق خلف الحلوى أو الوعود بأي شيء يسعده، استجاب الطفل لها، وذهب معها الى المنزل، وسرعان ما قتلت كل هذه البراءة،  بعد أن تعدت عليه، وخنقته وكتمت أنفاسه، ودفنته في «برميل مش» وهو مكان معد لحفظ الجبن القديم، حتى أزهقت روحه البريئة، وحاولت إخفاء معالم الجريمة.

دخل «الخال» إلى المنزل، وعلم بما فعلته زوجته، ضد ابن شقيقته، ارتبك في البداية، وظهرت عليه ملامح الغضب، إلا أنه سرعان ما تدارك الموقف، وحاول مساعدة زوجته في إخفاء معالم الجريمة، بعد أن سيطرا على أعصابهما، حتى لا يفتضح أمرهما.

وبعد أن تأخر إبراهيم عن عودته إلى المنزل، أثار ذلك حالة من الشك في قلب والدته وأسرته، هرولوا للبحث عنه في كل مكان، سألوا عليه أصدقاءه، طرقوا أبواب الجيران، بحثوا عنه في كل مكان لكن لم يصلوا إليه، وبعد أن جن الليل، وفشلوا في العثور على فلذة كبدهم، زاد الشك في قلوبهم، وبكت الأم حزنا، وكأن قلبها يحدثها بما حدث له.

ومع مرور ساعات وبضعة أيام على تغيبه، سكن الحزن منزل الطفل إبراهيم، وأسرته لم تأكل أو تشرب أو تنام، الدموع سيطرت عليهم، الحزن سكن قلوبهم، والقلق كان سائدا لديهم، خاصة لأن مصير ابنهم مجهول.

لم تشك الأم لحظة في أن زوجة شقيقها، التي توجد بينهما مشاكل مادية أنها السبب وراء اختفائه، وأن الخلافات المادية ستدفعها إلى خطف وقتل ابنها، خاصة لأن شقيقها وزوجته، كانا من ضمن فريق المواساة والبحث عن الطفل المتغبب.

بدأت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة البياضية بالأقصر، جهودها لكشف غموض تغيب الطفل، وقادت كاميرات المراقبة، الأجهزة الأمنية، في التوصل إلى مكان الطفل، بعد أن رصدت دخوله إلى منزل خاله، وعثر على جثمانه داخل «برميل مش»، داخل المنزل.

ومع تكثيف التحريات، وتوسيع دائرة الاشتباه، تم التوصل إلى أن مرتكبة الواقعة، زوجة خال الطفل؛ بسبب خلافات مالية وقروض، مع والدة الطفل، وأنها تخلصت منه انتقاما من والدته، وزوجها ساعدها في إخفاء معالم الجريمة، قبل افتضاح أمرهما.

لم تصدق أسرة المجني عليه، أن زوجة خاله بمساعدة خاله، السبب في قتله، «يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته»، واكتوى قلب الأم حزنا على ما حدث، وخيم الحزن على الجميع، في مشاهد مأساوية استمرت لأيام، وتم ضبط المتهمين، وقررت جهات التحقيق حبسهما على ذمة التحقيقات.

جثة طفل
الجريمة الثانية،  تم اكتشافها بعد 24 ساعة من العثور على جثة الطفل «محمود»، إذ عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الطفل، بعد تغيبه بثمانية أيام، مقتولا وملقى في ترعة بالأقصر.

ونجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الأقصرفي كشف ملابسات واقعة مقتل طفل بقرية المدامود في الأقصر وضبط مرتكبى الواقعة.
بدأت القصة عندما تبلغ لقسم شرطة طيبة بمديرية أمن الأقصر من أحد الأشخاص مقيم بدائرة المركز بغياب نجله، محمود جمال، 8 أعوام، عن مسكنهما متهمًا كريمتي شقيقه «سيدتان» بالتسبب فى غياب نجله وعلل ذلك لوجود خلافات أسرية بينهم.

أسفرت جهود فريق البحث المشكل من قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الأقصر عن  قيام المتهمتين باستدراج المتغيب إلى مسكن إحداهما والاعتداء عليه باستخدام سلاح أبيض «سكين» مما أدى إلى وفاته.

عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما وبحوزتهما الأداة المُستخدمة «سكين» وبمواجهتهما اعترفتا بارتكابهما الواقعة؛ لوجود خلافات بينهما وبين والد الطفل المجنى عليه وقيامهما بوضع جثة الطفل داخل جوال بلاستيكى والاستعانة بأحد الأشخاص «سائق تروسيكل  مقيم بدائرة قسم شرطة الأقصر» لنقلها وإلقائها بأحد المجارى المائية، وأمكن ضبط الأخير وبمواجهته أيد ما سبق وأرشد عن مكان الجثة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة