السبت، 20 أغسطس 2022 - 03:26 م

إخراج في مباريات كرة القدم بمثابة “ملح الطعام”، تجعل المشاهدة إما ممتعة أو مملة، فإخراج المباريات وسيلة مهمة لإيصال الصورة كما هي للمشاهد، وهذا ما يجعل مباريات الدوريات الأوروبية ممتعة وتستحق المتابعة، فماذا عن المباريات المصرية خاصة مع تكرار الأخطاء فى البث التليفزيوني والتي كان آخرها خطأ المصور في مباراة الأهلي والمصري أثناء لقطة الهدف الملغي للمصري، وهناك فارق نصف ثانية بين اللقطة الشاملة ولقطة الزووم لإثبات لعبة التسلل ، وايضا ما حدث من احتساب ضربة الجزاء فى مباراة الأهلى ومصر للمقاصة.

البداية كانت مع المخرج محمد عبد العظيم المسئول عن الإخراج فى قناة “تايم سبورت” والزمالك قائلا: “بالتأكيد هنا غضب من المشاهدين بسبب ما حدث من أخطاء فى الايام الاخيرة فى نقل مباريات الدورى ولا أريد التعليق على هذه الاخطاء التى لا احد يعلم سببها، لكن سأتحدث عن تجربتى فى اخراج  عديد من المباريات فى جميع أشكال الرياضة وأيضا مباريات مصر فى تصفيات كأس العالم، والتى كانت تتولى نقل بثها الشركة المتحدة، فعندما كنت اطلب كاميرات او مصورين محدد اسمائهم او معدات الشركة لم تبخل بأي شئ بل العكس كانت تستجيب على الفور وحريصه على اخراج المباريات بشكل يليق بنا لذا أعتقد أنه لو توافرت شركة خاصة لنقل المباريات شركة مصرية وطنية تعين فيها كل المختصين الماهرين فى مجالات نقل البث من فنيين ومصوريين ومخرجيين ومهندسين وغيرهما و يكون فى مراجعة فنية باستمرار وثواب وعقاب وتحضيرات مكثفة قبل اي مباراه و توفير كافة الاحتياجات التى يطلبها المخرج لو نفذ هذا القطاع سنضمن خروج مبارايات قوية شكلا ومضمونا ولا تقل عن المبارايات الاوروبية”.

ويضيف عبد العظيم: “نحن شاهدنا طفرة فى مستوى الصورة والتصوير بعد التعاون بين الهيئة الوطنية للاعلام والشركة المتحدة و شاهدنا لأول مرة فى المباريات الكبرى توفير وحدتي HD لتصويرها، وبعدد كاميرات يصل لـ12 كاميرا، وغالبا ما كان يتم توفير تلك التقنيات في مباريات القمة بين الأهلي والزمالك، أما المباريات الأقل جماهيرية فكان يتم بثها بدءًا من 7 كاميرات ووحدة SD وحتى 11 كاميرا بوحدات HD وباستخدام ترددات  sng فى نقل المباريات مباشرة من وحدات الاذاعات الخارجية فى الملاعب الى مقر “ اون تايم سبورت” فى مدينة الانتاج الاعلامي، وهنا نتأكد ان وجود شركة كبيرة تتولى مهام البث سيغير كثيرا من شكل المباريات ونتجنب حدوث اي اخطاء”.

إقرأ أيضًا

اتحاد السلة يعلن قائمة المنتخب المشارك في تصفيات كأس العالم 

إذا كنت متابع جيد للكرة المصرية فلا شك أنك ستتذكر هذه الجملة “نقلها لكم أسامة الهواري”، التي كانت دائماً ما تتواجد في أهم المباريات المحلية والإفريقية فهو صاحب رحلة طويلة مليئة بالخبرات في عالم الإخراج التليفزيوني استمرت ٢٣ عاما و عن رأيه يقول: “هناك اخطاء نعم لكنها ليست آخر المطاف و اتمنى ان لا نسمح لصائدي الاخطاء و اصحاب المصالح الخاصة بأن  يشككوا فى كفاءة الكوادر المصرية وواثق من هذا الكلام لانى عملت اكثر من ١٢ عاما خارج البلد و تعاملت مع كبار المخرجين والمصورين وتأكدت ان مصر فيها اعظم منهما مائة مرة لكن للأسف بسبب المصالح الشخصية يريدون الاستعانة بفريق عمل اجنبي وهم اعلم بالسبب!،  والهجوم على المخرجين أصبح أمرا مباحا لكل من يعمل بالإعلام الرياضي المصري، الجميع يهاجم ولا يعلم كم الصعوبات التي يتعرض لها المخرج خلال عمله بل أن الأمر الغريب أن كل من يهاجم، وينتقد لا يعلم شيئا عن أساسيات وعمل الإخراج، بمعنى هل يجوز أن انتقد عمل الطبيب، وأنا لا أعلم أي شئ عن علم الطب، خاصة انه لا يخلو عمل مباشر من وجود أخطاء، فمثلاً في كأس العالم 2006 والذي اعتبره من أعظم المحافل الرياضية التي حدثت خلال السنوات الماضية حدث به أخطاء، ولكن يظل الفرق بين طاقم عمل وآخر هو تقليل عدد الأخطاء المرتكبة، حيث إننا نفتقد آلية الثواب والعقاب فعندما كنت أعمل في الإمارات كان لابد من انعقاد اجتماع بشكل مستمر من أجل تقييم العمل ومحاولة تقليل الأخطاء، بل أن الأهم أن كل فرد لديه فرصتين فقط، وإذا تكرر الأمر مرة أخرى يرحل مباشرة، فهذا كان يجعل العمل أكثر جدية”.

ويضيف الهواري: “نحن نستطيع أن نصل لمستوى النقل في أوروبا، ونستطيع أن ننفذ شغل أوروبا بالتفصيل في غضون أربع سنوات فقط إذا عملت المنظومة بشكل صحيح و احترافي ، ولكن تحقيق هذا الأمر سيتطلب قرارت هامة وتغيير الكثير والكثير في المنظومة حيث إنه لا يوجد أساسيات وضوابط تنظم العمل الإخراجي في مصر بمعنى أنه لا يوجد ثوابت يسير عليها المخرج بحيث يعرف جيداً متي يذيع هذه اللقطة ومتى يأخذ قراراً بعدم إذاعتها، ولذلك تعتمد هذه الأمور على قرار المخرج فقط لا غير”.

أما محمد إبراهيم، المشرف العام على البرامج الرياضية فى التليفزيون المصري والمسئول عن تعيين طاقم الإخراج لمباريات الدوري المصري وكأس مصر يقول: “لدينا فى العام الواحد أكثر من ٥٠٠ مباراة، ولم يحدث أي خطأ في إحداها، لكن عندما يحدث مشكلة وليس خطأ فى شوط واحد فى مباراة يحدث كل هذا الضجيج، وردود الافعال القاسية و كلام غير موثوق، واتهامات غير مبررة عن أن ما حدث خطأ فى البث التليفزيوني، ولا أحد فكر لثواني أن من الممكن يكون ما حدث مشكلة هندسية، أو خطأ من مصور أو مخرج ، أو من الحكم، ورغم كل ذلك تم تحويل كل فريق العمل للشئون القانونية والمتسبب سوف ينال أشد عقاب، لا ندافع عن أحد لكن لا يصح تعميم الخطأ فى شوط واحد بأن كل منظومة البث التليفزيونى فيها أخطاء خاصة أن توزيع الكاميرات في أرض الملعب تكون بورق معتمد ومثبوت من اتحاد الكرة نفسه، والمصورون يقومون بعمل بروفة قبل المباراة بساعتين لكى يعرفوا احتياجات حكم الڤار”.