ارشيفية
ارشيفية


دراسة: مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب .. السماء تعيد السموم للأرض

محمد فاروق

السبت، 20 أغسطس 2022 - 11:12 م

قال تعالي "وجعلنا من الماء كل شيء حي" صدق الله العظيم ، يعتبر الماء من أهم عنصر في الحياة. حيث لا يمكن لحيوان أو نبات أو إنسان أن يعيش بدون ماء ، ولأن تغير المناخ يبشر بعصر جديد من العولمة، وذلك كمساهم رئيسي في البحيرات والأنهار والمياه الجوفية ، يعد المطر أحد أهم مصادر المياه على سطح الأرض.

وزير الصحة يُشيد بجودة الخدمات الطبية بمستشفى «أبوقير التخصصي»

ويبدو أن هذا المصدر الأساسي للمياه أصبح سامًا ، كما أوضحت دراسة حديثة من جامعة ستوكهولم في السويد ، والتي وجدت أن مياه الأمطار لم تعد صالحة للشرب "في أي مكان على وجه الأرض" لأنها تحتوي على مركبات خطرة ، تُعرف باسم " مواد الاكليل ". PFAS ، أو Perfluoroalkyl و Polyfluoroalkyl Substances ، هو الاختصار.

وأكدت الدراسة أن التوسع في استخدام مواد "PFAS" يشكل مصدر قلق على صحة الإنسان وأنه من الصعب التأكد من جميع الآثار الصحية طويلة المدى للتعرض لهذه المواد لأنها تحتوي على العديد من المكونات المتميزة.

وصرحت الخبيرة البيئية فيفي كلاب في تصريحات صحفية أن مواد "PFAS" تستخدم في العديد من الصناعات، بما في ذلك تغليف المواد الغذائية والإلكترونيات ومستحضرات التجميل.

يتم إطلاقها في الهواء أثناء عمليات التصنيع من المختبرات، حيث تنتقل بعد ذلك إلى الغلاف الجوي قبل العودة إلى الأرض على شكل "مطر حمضي"، والذي يتسرب إلى المياه الجوفية ومياه المحيط. نتيجة لذلك تعيد السماء السموم البشرية إلى الأرض مع المطر.

وأضافت  كلّاب أن "المخيف" في الدراسة، هو أن الباحثين وجدوا أن هذه المواد الكيميائية، قد انتشرت في جميع أنحاء الغلاف الجوي و"كل مكان على وجه الأرض" وحتى الأماكن التي كانت تعتبر نقية مثل القارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا، مما يعني أن نوع التلوث هذا يأتي من أماكن بعيدة وتحمله الغيوم وتذهب به الى كل الكرة الأرضية.

وبحسب الخبيرة كلّاب فإنه عندما تصبح الأمطار حمضية تصبح غير صالحة للشرب، كما أنها تتسبب بالضرر للتربة، داعية الى عدم تحميل المسؤولية فيما يحصل للمصانع فقط، فهناك مسؤولية يتحملها الإنسان، من خلال استخدامه للمبيدات والمغذيات الزراعية مثل النيتروجين والفوسفور التي تتسرب للمياه الجوفية فترتفع أيضاً من حموضتها.

من جهته، يقول بدوي رهبان وهو أخصائي في آثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن دراسة جامعة ستوكهولم أتت لتقول إن مياه الأمطار ليست سليمة كالسابق، وبالتالي على المجتمع أن يتحرك لإنقاذ الوضع.

ويضيف  بدوي رهبان الذي كان يشغل مدير الحد من الكوارث الطبيعية في اليونيسكو، إن الحل لهذه المشكلة لا يمكن أن يكون نتاج عمل فردي، بل هو قرار دولي يجب أن يتخذ قبل فوات الأوان، مشيراً الى أن الوضع يتطلب مقاربات واستراتيجيات شاملة تعيد النظر بطريقة عمل المصانع واستخدام مواد صديقة للبيئة والبشر، والاعتماد اكثر على الطاقات المتجددة والنظيفة.

ولفت رهبان الى أن موضوع تلوث مياه الأمطار مترابط، "فعندما نحمي الغلاف الجوي من انبعاثات المعامل فإننا نحمي مياه الأمطار والتربة والمياه الجوفية والمحيطات من التلوث، ونساهم في جعل مواردنا الطبيعية أنظف، بالإضافة الى حماية المجتمع من تفشي الأمراض، خصوصاً أن الماء يحيي جميع نشاطات البشر".

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة