إيتاماربن جابير أثناء اقتحام إحدى باحات الأقصى
إيتاماربن جابير أثناء اقتحام إحدى باحات الأقصى


في إسرائيل.. تحولات «اليمين» تهدد «الوسط» وتعيد نتانياهو إلى الصدارة

الأخبار

الأحد، 21 أغسطس 2022 - 04:54 م

محمد نعيم

تحولات مفصلية فرضت نفسها على خارطة السياسة الإسرائيلية؛ وفى حين منحت اليمين قوة لتشكيل الحكومة المقبلة، عززت تعويله على قائمة وحزب وليد، يقوده صقر اليمين إيتمار بن جابير؛ بالإضافة إلى قائمة «الصهيونية الدينية» برئاسة بيتسلال سيموتريتش. وفى المقابل حرضت «الليكود» ورئيسه بنيامين نتانياهو على التخلى عن رهانه السابق على جواد حزب «يمينًا» برئاسة أييلت شاكيد؛ بينما تركت التحولات ذاتها معسكر الوسط عالقًا على الجبهة الأخرى لإعادة ترتيب أوراقه عبر تدشين تحالف وحزب جديد، ربما يصبح أضعف من سلفه «أزرق أبيض»، حسب سائر التقديرات.


ويشى الواقع الجديد بتنامى مؤشرات تصعيد نتانياهو للسلطة مجددًا؛ فالقوة السياسية التى حصل عليها اليمينى بن جابير شجعته على اعتزام المنافسة فى انتخابات الأول من نوفمبر بقائمة وحزب منفصل، وهى القائمة التى ترفع بجانب «الصهيونية الدينية» أسهم «الليكود»، لاسيما فى ظل تقديرات تؤكد عجز أييلت شاكيد وحليفها بوعز هيندل عن تجاوز نصاب الحسم، وحصول قائمة بن جابير على 10 مقاعد برلمانية، و«الصهيونية الدينية» على 5 مقاعد حال المنافسة من خلال قائمتين منفصلتين، أما إذا تنافسا معًا على قائمة واحدة فلن يصلا أبدًا إلى 15 مقعدًا، وفقًا لاستطلاعات رأى أجرتها القناة الإسرائيلية الثانية.


ويعزو مراقبون فى تل أبيب ذلك إلى حنكة بن جابير بمفرده فى اجتذاب اليمين حوله، وقدرته على توجيه المعسكر ذاته نحو أهدافه، لاسيما وهو السياسى صاحب الرصيد الأعلى فى عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى، والمعروف بمواقفه المتسقة مع جمهور المتشددين اليهود. ورغم غياب ملامح أو برنامج حزبه الوليد، يؤكد تقرير نشره موقع «دبكا» العبرى أن استمرار بن جابير فى سياسته تضع حزبه على رأس الكتل التى لا يستهان بها فى الكنيست، ويصبح مفتاحًا لتشكيل حكومة برئاسة زعيم «الليكود» بنيامين نتانياهو. أما أييلت شاكيد المهددة بالغرق فى الانتخابات المقبلة، فتدفع فاتورة ارتباطها برئيس الوزراء المعتزل نفتالى بينت، فضلًا عن انعدام قدرتها على الانضمام إلى حزب «الليكود».


فى المقابل يحاول وزير الدفاع بنى جانتس تشكيل جبهة مناهضة لمعسكر اليمين، وقرر التخلُّص من خطيئة ضم وزير العدل جدعون ساعر إلى تحالفه، لاسيما أن التعويل على الأخير يفقد جانتس ثقة شريحة كبيرة من الناخبين؛ فدشَّن حزبًا جديدًا أطلق عليه اسم «معسكر الدولة»، وضم إليه رئيس الأركان الأسبق جادى أيزنكوت، وفى حين ينضوى ساعر تحت لواء الحزب الجديد، إلا أن مؤشرات بقائه تحت هذه المظلة بات مشكوكًا فيه، نظرًا لاتصالات ماراثونية يحاول من خلالها جانتس دعم الحزب بشخصيات أكثر شعبية وثقلًا من ساعر صديق نتانياهو القديم.
ولا يعزو مراقبون أهمية لانضمام الجنرال المتقاعد أيزنكوت إلى «معسكر الدولة»، أو تحويله إلى حزب يزيد فى قوته عن «أزرق أبيض»، إذ تشير نتائج استطلاعات الرأى إلى أن انضمام أيزنكوت لن يضيف رصيدًا كبيرًا للحزب، فضلًا عن أن هذا الرصيد سيتضاءل إلى حد كبير قبل توجه الجماهير إلى صناديق الاقتراع.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة