الإثنين، 22 أغسطس 2022 - 08:16 م

«البجاحة» وصلت إلى حد محاولة إقامة دعوى قضائية فى ألمانيا ضد الرئيس الفلسطينى «أبومازن» بسبب تصريحاته حول «الخمسين هو لوكست»، التى ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى!!

ربما كان الأفضل أن يتجنب «أبومازن» كلمة «الهولوكست» فى ألمانيا بالذات وأن يركز على المجازر الإسرائيلية حتى لا يترك فرصة النفوذ الصهيونى لكى يثير هذه الزوبعة للتغطية على جرائم إسرائيل ومسئولية من يدعمونها. ومع ذلك فإن «أبومازن» لم يجانب الحقيقة. والعالم كله ـ وألمانيا فى المقدمة ـ يعرف أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم لا يقل بشاعة عن جرائم النازية، والفارق الوحيد أن العالم الذى تصدى لنازية هتلر يقف صامتا أمام جرائم النازيين الجدد فى إسرائيل!

يخفون توضيح «أبومازن»، وتأكيده على إدانة «الهولوكست» ويستمرون فى صناعة الحالة الهيستيرية ضد أبومازن والفلسطينيين خوفا من الحقيقة، ورعبا من تزايد التأييد للقضية الفلسطينية بين الرأى العام الأوروبى وخاصة بين المثقفين وفى الجامعات. لا أظن أنهم سيستمرون فى السعى لمحاكمة أبومازن أمام القضاء على تصريحاته، لأنهم يعرفون أن ذلك سيوفر منصة هامة لكى توضع الحقائق كاملة أمام الرأى العام فى ألمانيا والعالم.

ألمانيا التى تخضع للابتزاز الإسرائيلى تعرف جيدا أنه ليس من العدل أن تدفع فلسطين ثمن جريمة النازية ضد اليهود. وليس عادلا أن يستمر الدعم الألمانى لإسرائيل - هى تكرر ما فعلته النازية بجرائمها ضد شعب فلسطين. كلمة «الهولوكست» تثير أعصاب ألمانيا. فلتقل لنا وللعالم ماذا نفعل مع «الهولوكست الإسرائيلى»، ضد شعب فلسطين، ولماذا الصمت عليها؟!

أما إسرائيل فتواصل ابتزاز العالم لكى تستمر فى ممارسة جرائمها دون محاسبة، ولكى تواصل قتل الأطفال ونهب الأرض وممارسة الإرهاب فى ظل احتلال عنصرى ما كان له أن يبقى لولا الحماية الأمريكية والدعم الذى توفره قوى دولية مثل ألمانيا!!

لا حق لإسرائيل فى ادعاء المظلومية، ولا حق لألمانيا فى ادعاء البراءة. ما قاله «أبومازن»، كان جزءا من الحقيقة التى يخشونها.. كان هناك «هولوكست» ألمانى ضد اليهود. وكان هناك خمسون «هولوكست» إسرائيليا ضد الفلسطينيين.
الجريمة واحدة، والمصير واحد، و«الهيستيريا»، المصطنعة بعد تصريحات أبومازن لا تعنى إلا الخوف من الحقيقة، والرعب من نهاية كل نازية!!