الإثنين، 22 أغسطس 2022 - 08:18 م

كنت مدخناً شرهاً، ولكن الحمد لله عافانى الله من هذا الداء اللعين منذ أكثر من خمس سنوات، وأدعو المولى أن يديم علىَّ هذه النعمة وألا أعود إليه مرة ثانية.
إذا أردت أن تقلع عن التدخين، لا تفكر فى الإقلاع عن التدخين، واتخذ قراراً سريعا وفجائياً بالتخلص من كل السجائر، سواء فى البيت أو المكتب أو السيارة، ولا تقل غداً أو بعد غد، أو أن هذه آخر سيجارة.

وتخلص من ذكريات التدخين، سواء فى المكتب أو المنزل أو بعد تناول الأكل أو أثناء الانفعال، وغيرها من العادات المحببة للتدخين، وبالنسبة لى كان التدخين ملازماً للكتابة وكأننى لا أكتب إلا إذا دخنت.

وأصعب الأيام هى الثلاثة الأولى، وتحتاج إلى عزيمة وإصرار وقوة، ومحاربة الضعف تجاه تلك الساحرة السامة الملفوفة بثوب أبيض ناعم ورقيق، ولن أتحدث عن الأضرار الصحية فقط ، بل العائد النفسى من وراء الإقلاع عن التدخين.

أولًا: تتحسن الحالة المزاجية، نتيجة اختفاء أعراض مزعجة مثل الكحة والنهجان وأزيز الصدر الذى يشبه الباب القديم، والعياذ بالله البلغم الذى يكتم الأنفاس.

ثانيًا: التخلص من الاكتئاب والشعور بالحفاظ على الصحة وعدم إهدارها بشكل سيئ، والفصل بين التوتر والسيجارة وضرب العلاقة الوهمية بينهما.

ثالثًا: الشعور بالقوة لأن قرار الإقلاع عن التدخين من أصعب القرارات التى يتخذها المدخن فى حياته.

رابعًا: النفور من رائحة الدخان والشعور بالأسف على المدخنين والندم على أننى كنت واحداً منهم على مدى سنوات طويلة.
الإنسان يمكن أن يتحول إلى عبد لسيجارته، تتحكم فيه بأذاها وأضرارها، ويتصور أن الامتناع عنها نهاية العالم، ويقدم لنفسه الحجج والمبررات الوهمية لاستمرار الاستعباد.

أعرف أصدقاء قضى التدخين عليهم وحطم صحتهم، ورغم الأهوال الرهيبة التى يشعرون بها، يفضلون التمسك بالسيجارة والتفريط فى الصحة.
يستيقظون صباحاً بسيجارة على الريق، وهى الأخطر على الحياة، لأن الدخان يتسرب ببطء إلى المعدة والرئتين ويسرى فى الدم والعروق ،ويلوث كل أعضاء الجسم بشكل مخيف، وسيجارة قبل الإفطار هى أقصر طريق إلى الموت.

حتى مرضى الأمراض الصدرية لا يمتنعون إلا بعد الوصول إلى حافة الهاوية» السيجارة أو الموت «، ويتسلل الدخان إلى الرئتين ويدمرهما ويجعل لونهما أزرق مثل الحبر الداكن، وتمتلئ الحويصلات الهوائية بمادة لزجة تشبه «....».
صديقى العزيز.. تخلص من سيجارتك، قبل أن تتخلص منك.