الأربعاء، 24 أغسطس 2022 - 01:30 ص

كشفت الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني مفتشة آثار الدقهلية عن جزيرة المعبود آمون بمحافظة الدقهلية، والتى تقع تحديدًا على بُعد حوالي ٨ كم من مركز شربين بمحافظة الدقهلية، وعلى بعد حوالي ٥ كم غرب فرع دمياط، كما تبعد حوالي ١٩ كم جنوب ساحل البحر المتوسط. 

أُطلق عليها في النصوص المصرية القديمة اسم pA iw n imn أي "جزيرة المعبود آمون"، وهي المعروفه الآن باسم "تل البلامون"، وسميت في اليونانية "ديوسبوليس بارفا" أي "مدينة المعبود زيوس"، حيث عُبد المعبود "آمون" باسم "زيوس" في العصر البطلمي. وربما أشتق اسم البلامون حاليًا من pr imn أي "بيت (مقر) آمون". كما أُطلق عليه اسم "واست محيت" أي "إقليم واست الشمالي"، فقد عبد هناك ثالوث طيبة"

 آمون_موت_خونسو"، كما عبد بالتل أيضًا المعبود أنوبيس، والمعبود حور. ويعرف التل أيضًا باسم "التل الأحمر"، وذلك بسبب اللون الأحمر لتربة التل. وترجع أهميته إلى أنه كان عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر السفلى "بحدت/ سما بحدت"، مثلما ذُكر في قائمة أقاليم "إدفو". 

وتشير د. مى العنانى إلى أن المعبود آمون من المعبودات المصرية القديمة، الذي ذاع شهرته في جميع أنحاء مصر، ويعني اسمه "الخفي"، ولُقبت ب "سيد الآلهة"، وشُيد له معابد كثيرة، وكان مركز عبادته الرئيسي في "طيبة"، وصُور بشكل آدمي ويرتدي فوق رأسه تاج ذو ريشتين، كما صُور بشكل كبش، أو بهيئة الأوزة، وكان عضوًا في ثامون الأشمونين (أحد نظريات الخلق في مصر القديمة). 

أما عن جزيرة المعبود آمون "تل البلامون" فتبلغ مساحتها حوالي ١٥٨ فدانًا، وتتكون من عدة تلال مرتفعة بجوار بعضها، وتحيط بها مساحات كبيرة منخفضة إلى حد ما، وبعضها في مستوى الأرض الزراعية. 

بدأ هوارد كارتر العمل في تل البلامون عام ١٩١٣م حيث بدأ بعمل مسح وحفائر تجريبية بسيطة بالتل، وعثر على بعض الآثار التي ترجع للعصر المتأخر والعصر البطلمي، وفي عام ١٩٧٨م عمل بالتل بعثة كلية الآداب جامعة المنصورة تحت إشراف د. فرانسيس عبد الملك غطاس، كما عمل بالتل أيضًا حفائر المتحف البريطاني برئاسة د. جيفري سبنسر منذ عام ١٩٩١م_٢٠٠٩م. وفي عام ٢٠٢١م_٢٠٢٢م عمل بالتل بعثة أثرية مصرية برئاسة ا. السيد الطلحاوي مدير عام منطقة آثار الدقهلية، والتي أسفرت عن إكتشافات أثرية هامة. 

ذكر تل البلامون لأول مرة في عهد الملك "تحتمس الثالث"، حيث عثر على آثار هامة تحمل اسم "تحتمس الثالث"، وكذلك "رعمسيس الثاني"، بالإضافة إلى أنه عثر على أساسات معبد يرجع لعهد الملك "نخت نبف الأول" "نختانبو الأول" من الأسرة الثلاثين، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الفخار، والذي يؤرخ إلى العصرين اليوناني والروماني، كما عثر على عملات معدنية ترجع للعصر الروماني.

اقرأ أيضا| قومي المرأة ينفذ مشروع البرنامج التدريبي للتثقيف المالي في 10 محافظات