الفيضانات في السودان
الفيضانات في السودان


التغييرات المناخية| الفيضانات تسبب كارثة إنسانية في السودان

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 24 أغسطس 2022 - 06:20 م

 

تقرير- سحر رجب


كارثة انسانية سببتها الفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق متعددة في السودان خلال الأيام الماضية، فقد أظهرت الأحصائيات الأولية وفاة  89 شخصا  وتدمير العديدد من المنازل والأكواخ، وتعرض السودان لموجة من السيول والفيضاتات في موسم الأمطار الحالي بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، وقد يرجع السبب في ذلك إلى تزايد التأثيرات السلبية للتغييرات المناخية التي تشهدها المنطقة الجغرافية في شرقي أفريقيا، التي تترواح بين موجات عنيفة من هطول الأمطار في فصل الصيف وفترات جفاف طويلة في بعض المناطق، وأعلن المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني السوداني العميد عبد الجليل عبد الرحيم، أن 36 شخصا على الأقل أصيبوا منذ مايو، وأشار إلى أن عدد المنازل التي دمرت بشكل كامل بلغ نحو 20 ألف منزل في جميع أنحاء البلاد، بينما تضرر أكثر من 30 ألف منزل بشكل جزئي.


الأمر الذي دفع السلطات السودانية لإعلان حالة حالة الطوارئ في ست ولايات من أصل 18 ولاية بالبلاد، ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كان إقليم دارفور الغربي وولايات نهر النيل والنيل الأبيض وغرب كردفان وجنوب كردفان الأكثر تضررا. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي قال إن المانحين قدموا نحو 608 ملايين دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان هذا العام، وهو ما يعادل أقل من ثلث ما هو مطلوب لهذا العام.

 

كما  أعلنت الأمم المتحدة تضرر أكثر من 25 ألف شخص ونزوح 2500 سوداني؛ جراء السيول والأمطار في محلية المناقل، وسط السودان، وطبقا لتقرير الأمم المتحدة فإن  أكثر الولايات تضررا هي وسط دارفور (38,390 نسمة) وجنوب دارفور (28,730) والنيل (15,720) وغرب دارفور (15,500) والنيل الأبيض (13,920).، وتشمل المقاطعات الأخرى التي تأثرت، غرب كردفان (5,860 نسمة) وجنوب كردفان (5,770) وشمال كردفان (4,410) وشرق دارفور (3,650) وسنار (3,160)
ويذكر أن 80 سودانيا لقوا حتفهم في العام الماضي بسبب الفيضانات، وتشهد حاليا عدد من المناطق في السودان أوضاعا إنسانية صعبة، جراء السيول والفيضانات التي تتعرض لها البلاد، حيث تعرضت منطقة دنقلا شمال السودان لأمطار غزيرة تحولت إلى سيول، بالإضافة إلى الفيضانات التي تعرضت لها ولاية النيل، مما تسبب في تدمير مئات المنازل ونزوح الألاف من السكان.


وتدخل الجيش السوداني في الأزمة، للمساعدة في إجلاء النازحين جراء السيول والفيضانات، حيث أرسلت القوات الجوية وسلاح المهندسين بالجيش، طائرات عمودية وقوارب إنقاذ ومجموعات من القوات الخاصة، لمعاونة السلطات المحلية بولاية "الجزيرة"، في إطار مساعدة المتأثرين بالسيول والأمطار.


وتسبب استمرار الأمطار الغزيرة في التأثير البالغ على 17 قرية في محلية المناقل، كما أن 9 قرى ما زالت محاطة بمياه السيول، وكانت لجنة أطباء السودان المركزية حذرت من كارثة صحية تحدث في المناطق المنكوبة بالفيضانات والسيول بعد تفشي عدة أمراض وتسجيل إصابات، ويحتمي النازحون في 4 مدارس حكومية وملعب بمدينة المناقل، ويحتاجون للمأوى والغذاء.


وترجع أسباب حدوث الفيضانات في السودان إلى التجمع المدارى الذي يمر على هذه المناطق من السودان وإثيوبيا، مع التقاء كتل الهواء الشمالية مع الجنوبية يتخللها منخفضات جوية وارتفاع في درجات الحرارة، مضيفة أن جميع هذه العوامل تُشكل السحب الرعدية التي تسبب حدوث الفيضانات والأمطار، وتتعرض دول منابع نهر النيل وهما دولتى السودان وإثيوبيا إلى حدوث أمطار غزيرة وفيضانات وسيول خلال هذه الفترة من العام، بسبب تشكل السحب الرعدية الأمر الذي يؤدي إلى فيضان نهر النيل.
كما أن هناك مشكلة مستمرة في السودان  تكمن في ضعف وإهمال القنوات الرئيسية التي تفصل منبع تلك السيول قرب النيل الابيض عن المنطقة التي تقع فيها القرى التي تضررت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وتعتبر كارثة سيول منطقة المناقل بولاية الجزيرة أحد أقبح أوجه فساد تنظيم الإخوان خلال الأعوام الثلاثين لفترة حكمهم والتي شهدت تدميرا وفسادا وإهمالا ممنهجا طال كافة بنيات مشروع الجزيرة الذي يعتبر الأكبر في العالم الذي يروى بالري الانسيابي على مساحة 2.3 مليون فدان.

ومما فاقم من حدة الكارثة تحطم مصدات الحماية في القنوات الرئيسية ومصارف التنفيس وتسليم إدارتها لشركات يمتلكها قياديون في تنظيم الإخوان المسلمين بدلا من إدارة الري والحفريات التابعة للمشروع والتي كانت لعقود طويلة تضطلع بالمهمة بمهنية عالية، حيث عمل الإخوان طوال فترة حكمهم التي استمرت حوالي ثلاثون عاما تقريبا بشكل ممنهج على تدمير مشروع الجزيرة الزراعي بعد إيكال المهام التي كانت تقوم بها هيئة الري والحفريات منذ إنشاء المشروع في العام 1925 إلى شركات تابعة لعناصر التنظيم ولا تمتلك الخبرة الكافية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة