صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: العراق.. والسودان على أطراف الحوار

صالح الصالحي

الأربعاء، 24 أغسطس 2022 - 08:17 م

 

فيما يبدو أن دعوات الحوار الوطنى التى أطلقت فى العراق والسودان لم تنه طريق الفرقة السياسية بسبب
أطراف أعلت مصالحها على مصالح شعوبها تريد فقط أن تستحوذ على السلطة دون مراعاة حقوق المواطنين فى حياة حرة كريمة وخارطة طريق واضحة وحلول تحمى المصلحة الوطنية العليا وتلبى احتياجات المواطنين.

أزمات سياسية تدخل العراق والسودان، وإن كانت ليبيا ليست ببعيدة عنها.. حيث تؤدى هذه الأزمات لمزيد من تعقد المشهد السياسى وتفاقم أوضاع البلاد المعيشية والاقتصادية.. فبالرغم من دعوات الحوار الوطنى التى أطلقت سواء كانت بدعوة أممية أو حتى من النظام الحاكم إلا أنها تفشل بسبب مزايدات ومقاطعات من تيارات للأسف تستحوذ على الأغلبية فى المحاصصة السياسية.. مما يعقد طريق التفاوض لصالح قوى إقليمية فرضت أجنداتها ومشاريعها على دول ذات أهميات جيواستراتيجية تحركها مصالح ليزداد الجسد العربى تمزقا فى ظل ظروف دولية يجب معها أن تلتئم الجروح داخل الدول العربية نفسها وبين الدول العربية بعضها وبعض.

ففى العراق يتعقد المشهد السياسى بسبب طرفى الشيعة (الصدر والتيار التنسيقى) ليدفع البلاد لمرحلة من الانسدادات السياسية التى يصعب معها توقع انفراجة قريبة فى ظل تعنت التيار الصدرى ورفع سقف مطالبه بحل البرلمان ومقاطعة الحوار الوطنى الذى دعت إليه الدولة لمعالجة الأزمة السياسية، فى ظل اعتصامات من التيارين مما وسع دائرة الأزمة. ولن يبتعد مشهد الأزمة كثيرا فى السودان فالبعثة الأممية أطلقت من شهور مبادرة لإطلاق حوار بين كافة الفرقاء السودانيين (المكون المدنى والعسكرى)..

إلا أن تمسك قوى الحرية والتغيير بتسليم الحكم للمكون المدنى وتشكيل حكومة مدنية ترعى الفترة الانتقالية لحين إجراء انتخابات فى البلاد عرقل المبادرة.. وبعد أشهر من التعثر أعلن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية فى الحوار الوطنى لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة. وبعد فشل هذه المبادرة اطلقت مبادرة أخرى من أهل السودان كمحاولة لإنهاء الاضطرابات السياسية، وبالرغم من مشاركة ١٢٠ حزبا وزعماء القبائل والطوائف إلا أنه كالعادة قاطعت الحرية والتغيير هذه المبادرة.. ليستمر المشهد فى أزمة بعيدة عن التهدئة وإعمال العقل ومزيد من التعثر فى تحقيق حلم التداول السلمى للسلطة وتحقيق الاستقرار.. لتتعثر معها آمال وطموحات شعوب فى الاستقرار والإصلاح بسبب الفرقة السياسية فى مشهد تكشف فيه دعوات الحوار الوطنى مسارات الخلاف والفرقة بعيدا عن الهدف الذى أطلقت من أجله والنتيجة أن البلاد تدخل فى نفق مظلم!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة