محمد حسن حسنى
محمد حسن حسنى


صاحب مبادرة «لغتى أفريقية»: تعدد اللغات عائق أمام وحدة أفريقيا

الأخبار

الخميس، 25 أغسطس 2022 - 06:09 م

د. هانى قطب سليم

اللغة هى جسر التواصل الحقيقى ليس بين الأفراد فحسب بل أيضا على مستوى الشعوب لذلك تعتبر اللغة هى أقصر الطرق لمد حبل التقارب مع الدول الإفريقية ومن هذا المنطلق قام أحد الشباب ويدعى محمد حسن حسنى باحث بالدراسات العليا بكلية الدراسات الإفريقية العليا قسم اللغات بعمل فكرة طيبة فى تعليم اللغات الإفريقية تحت شعار «مبادرة لغتى إفريقية».

ويعاونه فى هذه المبادرة مجموعة من الشباب المتطوع يتمتع باتقانه لهذه اللغات وخلال حوارنا مع صاحب المبادرة أردنا التعرف على دور المبادرة وكيف تم تنفيذها على أرض الواقع وهل يمكن إنجاح فكرة التوصل إلى لغة إفريقية موحدة وما هى أشهر اللغات الإفريقية التى يقومون بتدريسها وما هى الجهات التى تدعم فكرة مبادرة لغتى إفريقية؟

وهل الدول الاستعمارية تقف حائلا دون التوصل إلى لغة إفريقية واحدة؟ وإلى مزيد من الإجابات خلال حوارنا مع محمد حسن حسنى صاحب مبادرة «لغتى إفريقية».

بداية ما هى أهداف مبادرة لغتى إفريقية التى قمتم بإنشائها؟

هى مبادرة الهدف منها تعليم أشهر اللغات الإفريقية الأكثر انتشارا فى الدول الإفريقية عموما وجاءت هذه الفكرة فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وباعتبار أن اللغة هى الأساس الحقيقى للتواصل بين الشعوب.

... ما هى اللغات التى تقومون بتدريسها فى المبادرة؟

هناك ثلاث لغات نقوم بتدريسها وهى اللغة السواحلية ولغة الهوسا ولغة الماندينكو باعتبارها أكثر اللغات انتشارا فى الدول الإفريقية وكل دورة من هذه الدورات به ثمانية مستويات يشترط للمتدرب أن يحصل على تقدير جيد للالتحاق بالمستوى الآخر وبالتالى هذه المستويات كفيلة بأن يتقن المتدرب اللغة التى يريد تعلمها.

نريد أن نتعرف على التوزيع الجغرافى للمتحدثين بهذه اللغات على مستوى القارة؟

إذا أرنا معرفة المتحدثين باللغة السواحلية سنجدهم فى دول حوض النيل عموما وشرق إفريقيا بينما لغة الهوسا سنجدها أكثر انتشارا فى غرب القارة بينما لغة المانديكو سندها هى اللغة الغالبة على جنوب القارة.

إذن ما هى اللغات الأجنبية الأخرى المنتشرة فى إفريقيا؟

سنجد اللغات الأكثر تحدثا فى القارة والتى لازالت منتشرة حتى الآن هى لغات الدول المستعمرة والتى حرصت على أن تكون اللغة هى سلاحها فى استمرار ومد جذور استعمارها لهذه البلاد وبالطبع يرجع حسب الدول المستعمرة سنجد الانجليزية والفرنسية والبرتغالية والألمانية.

كيف يمكن الوصول إلى توحيد لغة موحدة على مستوى القارة لضمان وجود جسر حقيقى للتواصل بين أبناء القارة؟

للأسف تعدد اللغات الإفريقى بشكل كبير فى القارة ساهم فى عدم إيجاد أرضية لنمو لغة قومية فمثلا نيجيريا بها أكثر من 200 لغة وعندما أرادوا التوصل إلى لغة واحدة ارتفعت الأصوات المنادية من جانب أصحاب كل لغة بأن تكون لغتهم هى الأولى بأن تكون هى القومية ومن هنا تكمن الصعوبة فى كيفية إيجاد لغة يتفق عليها الجميع.

إذن ما هى فكرتكم باعتباركم أصحاب مبادرة هى الأولى من نوعها للوصول إلى هذه اللغة؟

الفكرة المبدئية هى تحديد اللغة الأكثر انتشارا فى كل إقليم جغرافى فمثلا نجد الأكثر انتشارا فى شرق إفريقيا هى السواحلية نعمل على أن تكون اللغة الرسمية لهذه الدول فى التعامل وتقوم الحكومات بهذه الدول على إقرار هذه اللغة فى المصالح الحكومية كما فعلت الدول الاستعمارية وبعد ذلك يأتى الدول الأكبر بأن يكون هناك مؤتمر على مستوى القارة بتحديد لغة مشتركة بين الجميع على أن يكون التحدث بهذه اللغة هو الشرط الأساسى فى المؤتمرات الإفريقية

كم عدد اللغات داخل الدول الإفريقية؟

يوجد فى إفريقيا وحدها ما يقرب من 2100 لغة من بين 6000 لغة على مستوى العالم وهذا يدل على أن إفريقيا وحدها بها ثلث لغات العالم.

إذن ما هو رأيكم فى كثرة هذه اللغات هل عامل إيجابى أم سلبى؟

بالطبع عمل سلبى بكل المقاييس فهو يعمل على تشتت أبناء القارة بين لغات كثيرة مما يصعب التواصل بينهم باعتبار أن لكل قبيلة أو فئة لغتهم الخاصة يقضى على قومية أى دولة فى إيجاد عامل مشترك على المستوى الإقليمى للدولة أو الدولى للقارة.

ما هى الأفكار الجديدة التى تريدون تحقيقها فى ظل هذه المبادرة؟

لقد قامت المبادرة بعمل دورة لغة السواحلى العامة وأيضا دورة المترجم الصحفى وكل دورة تشتمل على اللغات الثلاث السابق ذكرها علاوة على العمل على القيام بدبلومة المرشد السياحى فى كيفية إعداد مرشح يتمتع باتقان اللغة الإفريقية وتزويده بكل المعالم الأثرية لأنه وللأسف المعالم الأثرية بأفريقيا يجهلها كثير من الناس ولا يعلمون أن إفريقيا زاخرة بالمواطن السياحية والآثارية معا بالقارة وأيضا دبلومة المستثمر الأفريقى ومساعدة الملتحق فى كيفية الاستثمار بدول القارة وفرص الاستثمار المتوفرة بكل دولة لتكون فرصا حقيقية أمام الشباب الطموح. 

هل هذه المبادرة رهن برئاسة مصر للاتحاد الإفريقى؟

لا بالطبع هذه المبادرة قامت فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وكان هو بداية مولدها لكنها ستنمو لتصبح لها كيانها واستمرارها سيكون هدفا لتعليم هذه اللغات.

نريد أن نتعرف على الجهات التى تقوم بتمويل هذه المبادرة أو احتضانها؟

هذه المبادرة وليدة فكرة من مجموعة من الشباب المتطوع الذى يتقن هذه اللغات والذين بقومون بتدريب الملتحقين مجانا دون أية رسوم على الإطلاق يكمن هدفهم فى زرع بذور اللغات الإفريقية بين الحريصين على تعليمها والوقوف بجانبهم حتى يصبحوا من المتقنين لها وفيما يخص الجهات التى ترعى هذه المبادرة فلا يوجد أى جهة رسمية حتى الآن ولكن تقام دوراتنا فى مكتبة مصر العامة باعتبارها كيانا ثقافيا أصيلا يسعى لتقديم يد العون لمن يريد أن يكتسب مهارات جديدة.

ما هى الأماكن التعليمية الرسمية التى تقوم بتعليم اللغات الإفريقية؟

هى على الترتيب التالى كلية اللغات بجامعة الأزهر وقسم اللغات الإفريقية بكلية الألسن جامعة عين شمس وقسم اللغات بكلية الدراسات الإفريقية العليا ومعهد البحوث والدراسات الإفريقية بأسوان لكن مبادرة «لغتى إفريقية» ليست بديلا عن هذه الأماكن التعليمية الكفء لأن هناك من يريد تعلم اللغة وطبيعة عمله لا تسمح للالتحاق بهذه الكيانات لذلك نستطيع أن نقول إن المبادرة استكمال لدور هذه الهيئات وليس بديلا عنها علما بأن هناك أعضاء هيئة تدريس من هذه الكيانات يساهمون فى مد يد العون لنا فى اشتراكهم معنا.

كيف ترى شباب الطلبة الوافدين فى مصر من الأفارقة من ناحية دورهم فى توطيد علاقتنا ببلادهم؟

أعتقد أن الطلاب الوافدين من خلال تواجدهم فى مصر فى مختلف الجامعات المصرية وما يتلقونه من تعليم مختلف هم نواة حقيقية يتم الاهتمام بهم ليكونوا سفراء حقيقيين لنا فى بلادهم فى ظل تغير وجهات النظر وتفتح آفاقهم ودمج تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل لبلادهم، كل هذا يجعل المستقبل فى إفريقيا مشرقا فى الأيام القادمة وهؤلاء يحملون رسائل حب وسلام لبلادهم. وأقسام تعليم اللغات الإفريقية فى مصر فى الجامعات المختلفة أصبحت بها قبول كبير فى الرغبة فى تعليم هذه اللغات.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة