السيد النجار
السيد النجار


يوميات الأخبار

على حافة الهاوية..!

الأخبار

الخميس، 25 أغسطس 2022 - 07:29 م

 

.. الأرض مهددة بالفناء.. متى.. يخشى العلماء أن تكون الكارثة بدون سابق إنذار.. وفى قمة شرم الشيخ القادمة للتغيًُر المناخى.. العالم فى مواجهة الفرصة الأخيرة.. نكون أو لا نكون!
 

هل يمكن أن يغلق أحد الباب فى وجه رئيس أمريكا أو يمنعه من الدخول.. حدث.. ولمرة واحدة فى التاريخ.. صاح حارس الأمن الصينى فى وجه أوباما صارخًا.. لا.. لا.. لا.. ممنوع الدخول سيدى الرئيس، عندما كان الرئيس الأمريكى ومن دون دعوة يقحم نفسه فى اجتماع مغلق يعقده رئيس وزراء الصين.. حدث تشابك بين الأمن الصينى والأمريكى.. وفى حالة هرج ومرج أطل أوباما من الباب مناديًا بأعلى صوته «سيدى الرئيس».. دلف أوباما إلى القاعة، حاول الحراس إيصاد الباب مجددًا، ولكن وزيرة خارجيته تمكنت من الدخول، القصة ترويها هيلارى كلينتون بالتفاصيل، بما فيها سخرية الوفد الأمريكى للبحث فى دهاليز قاعة المؤتمرات عن وفد صينى اختفى أثناء انعقاد قمة تغيُّر المناخ فى كوبنهاجن عام ٢٠٠٩.

كان الاجتماع الذى يعقده رئيس وزراء الصين سريا، وبحضور رؤساء الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا «٤٠٪ من سكان العالم».. هدفهم إحباط قرار أمريكى فى القمة يضع التزامات للحد من الانبعاثات المسببة لظاهرة التغيرات المناخية.. دخل أوباما الاجتماع واتخذ مقعدًا، وقال راسمًا ابتسامة عريضة.. هل أنتم جاهزون الآن يمكن البدء بالمفاوضات الحقيقية.. أسفر الاجتماع، بعد كثير من التملق والنقاش والمساومة على حد قول هيلارى كلينتون عن موافقة كل الاقتصاديات الكبرى فى البلدان النامية والمتقدمة على التقيد بالتزامات الحد من انبعاث الغازات الضارة بحلول ٢٠٢٠، وتخصيص مائة مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول الفقيرة فى مواجهة الظاهرة.

ولكن الطريف.. وإن كان يدعو إلى الأسى.. ما نجح أوباما فى التوصل إليه فى المؤتمر، وبعد حرج كبير مع أمن يمنع دخوله، فشل فى تمريره بالكونجرس ذى الأغلبية الجمهورية.. ولم يكن غريبًا أن ينسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ عام ٢٠١٥، كأول اتفاق دولى ملزم قانونيًا. وكانت عودة أمريكا للاتفاق أول قرار يصدره الرئيس بايدن.

كانت أول إشارة لمخاطر التغيُّر المناخى بفعل نشاط الإنسان، تحذير صدر من أحد علماء السويد عام ١٨٢٧، ولكن بدا الرجل وكأنه يتحدث من كوكب آخر، عن عالم من السحر وكادوا يتهمونه بالجنون.. وفى عام ١٩٤٠ ومع مرور سنوات الثورة الصناعية، اتسم الأمر بجدية علمية، ولكن مع غياب للساسة وعامة الناس.. وعلى مدار الأربعين عامًا الأخيرة، تحول التحذير إلى الإنذار بكارثة تقترب.. ولكن هيهات لا الرأى العام انشغل بالقضية، ولا الحكومات أولت الظاهرة اهتمامًا. قالوا لدينا ما يكفينا من هموم الأولويات.. دعونا من مخاطر المستقبل «عيّشنى النهاردة وموتنى بكرة». نحن مشغولون بآلام واحتياجات ملايين الحاضر.. كان الرأى الحاكم.. أن المواجهة ستكون على حساب الاقتصاد والصناعة وبرامج تنمية الدول. وبدا جليًا الأصابع الخفية لمصالح دول وشركات عملاقة.

انتصرت على مدى السنوات الماضية هذه الرؤية من الأنانية لجيل الحاضر، على حساب أجيال المستقبل. حتى وإن كانت كوارث تطول العالم كله.. غنياً وفقيراً.. قوياً وضعيفاً، فالكوارث الطبيعية لا تفرق بين الدول والبشر.. ومرت العشر سنوات التى حددتها قمة كوبنهاجن، واتفاق باريس من بعدها.. لا ساهم أحد بدولار، ولا انخفضت نسبة الانبعاثات الضارة، وإنما زادت.. ولم يلق تحذير العلماء صدى، والغريب.. أنها نفس السنوات التى لمس فيها العالم بروفات مصغرة، حرائق.. فيضانات.. أعاصير.. جفاف.. درجات الحرارة قاتلة.. كلها كانت قليلًا هينًا من كثير مرعب لا يبقى ولا يذر.. ومرة أخرى أطلق العلماء صرختهم هذه المرة.. انتظروا الانقراض.. إن لم تفيقوا قبل فوات الأوان.. وضياع الفرصة الأخيرة. فالعالم على حافة الهاوية.. والوجود على الأرض مهدد.. متى حسب التنبؤات العلمية خلال قرن رغم ما يخشاه العلماء.. من الفشل فى التنبؤ بالكارثة المفاجئة فى أى وقت.

وتواكب مع صرخة العلماء، مفاجآت تقارير البنك الدولى ومراكز الأبحاث العالمية. قالوا.. على مدى قرن، ذوبان جليد القطبين الشمالى والجنوبى تماماً.. يؤدى إلى ارتفاع مياه المحيطات والبحار والأنهار ٦٦ متراً.. تدريجياً بالطبع.. ما يعنى، اختفاء ٥٢ دولة واستحالة الحياة فى ٣٣ مدينة كبرى.. أشاروا إلى أمثلة وليس حصراً، تختفى هولندا، الدانمارك، بلجيكا، جزر القمر، بنجلاديش، جزر المالديف، ومدن لندن، البندقية، الإسكندرية، جدة، بغداد، البصرة، فلوريدا، وعدد من دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية.. وتغرق مبانى نيويورك وبوسطن وغيرها فى القارة الآسيوية.. والنتيجة.. موت.. دمار.. خراب.. فوضى.. هجرات.. اضطرابات.. انقراض حيوانات وأسماك ونباتات، مع زيادة ملوحة مياه أنهار العالم.

امتلكت مصر مبادرة استضافة القمة القادمة للتغيُّر المناخى فى شرم الشيخ نوفمبر القادم.. إسهامًا منها فى تحمل مسئولياتها التاريخية.. وإدراكاً لمخاطر تهدد البشرية والوجود الإنسانى. وفى شرم الشيخ سيكون العالم فى مواجهة الفرصة الأخيرة.. نكون أو لا نكون!

أثرياء المناخ

على هامش الرعب من الجد، يأتى جد آخر وليس هزلاً.. بينما العالم يصرخ من تهديد الفناء.. تتسارع الدول الكبرى للاستفادة من المصائب، كعادتهم دائماً حتى الرمق الأخير.. ليس من اليوم وإنما من عقود مضت.. أدى ذوبان الجليد فى القطب الشمالى إلى صراع جديد على الحقوق الإقليمية فى المياه.. للتنقيب عن البترول والغاز.. أمر بوتين بعودة قواته إلى القواعد السوفيتية القديمة فى القطب الشمالى. وفى عام ٢٠٠٧ غرست غواصة روسية العلم الروسى، فى عمق المحيط قرب القطب.. وبالطبع دخلت أمريكا والصين سباق المنافسة.. أنشأت الصين مركز أبحاث فى النرويج.. وزادت من استثماراتها وتجارتها.
وحصلت على صفة مراقب فى مجلس دول القطب الشمالى، شكلت أمريكا فريقاً من الخبراء والمسئولين بجميع الوزارات والهيئات الأمنية.. مهمته دراسة كل جوانب قضية التغيُّر المناخى وما يحدث بالقطب الشمالى، وتأثير كل ذلك على الأمن القومى الأمريكى ومصالح أمريكا فى العالم.

أصبح تخوف العلماء أن تؤدى أنشطة البحث والتنقيب وتواجد قوات عسكرية بالمنطقة إلى تزايد مخاطر التغيُّر المناخى وليس مواجهتها أو التقليل منها، ومرة أخرى.. الخوف من تحكم المصالح فى الإرادة السياسية للعمل بجدية فى مواجهة الظاهرة.

شباب عالطول

التقيت مصادفة بزميل الدراسة.. وبعد التحيات والسلامات وحديث الذكريات بادرنى بسؤال.. بماذا تشعر بعد أن اكتسى الشعر بالبياض وطار على رياح قطار العمر.. و..و.. وأخذ يعدد كل مظاهر بصمات السنين.. ابتسمت وقلت.. أشعر بأنى كما أنا، مثلما كنا فى مرحلة شباب الجامعة.. استلقى بضحكة مجلجلة.. قائلًا.. هكذا ببساطة.. ويبدو أن إجابتى فاجأته مثلما كان سؤاله مفاجئًا.. افترقنا على موعد لقاء.. وتزاحمت فى رأسى التساؤلات.. هل فعلًا هذا إحساسى الداخلى الذى نطق به لسانى بهذه التلقائية أم أنه غير صحيح وخداع نفس، أم حب الحياة سيطر على عقلى ووجدانى حين بادرنى بالسؤال.. هل يمكن أن يعيش الإنسان شباباً «عالطول»، حتى بعد ٥٠ عاماً من العمل المجهد والتوتر العصبى المضنى.. تمر أيام قليلة ويسوق القدر لى كتاباً صدر من عشرات السنين للباحث الأمريكى جوزيف ميرفى.. يقول.. إن عقلك الباطن لا يشيخ أبداً.. لا يحده زمان أو مكان ولا سن.. إن الإرهاق والتقدم فى السن ليس لهما أى تأثير سلبى على قوة وكفاءة الإنسان الروحية.. السن وحدها ليست المسئولة عن الاضطرابات الجسدية والعقلية وإنما الخوف من الزمن.. التقى الباحث بشخصيات عديدة منهم المشاهير من الرجال والنساء الذين استمروا فى نشاطهم المثمر إلى سنوات تخطت العمر الافتراضى الطبيعى للإنسان.. أثبتوا أن الشيخوخة لا تدمر القوى الإبداعية للعقل والجسد.. كف عن التفكير أن كبر السن مرادف للنهاية.. ليس صحيحاً.. الشيخوخة لها جمالها وعظمتها وحكمتها الخاصة.. السلام والحب والسعادة والجمال والفرح والحكمة والخير والتفاهم وحسن النية.. صفات لا تشيخ أنت شاب بقدر ما ترى نفسك شاباً.. وستصاب بالشيخوخة عندما تتوقف عن الأحلام وتفقد اهتمامك بالحياة؟!

همس النفس

كانت أيام هناء لا يعرف الدمع مآقينا.. مال الزمان علينا لا نرى فيه غير أحزان تبكينا.. يانسيم الصباح أبلغ محبينا.. أما آن للزمان من جود تلاقينا.. أم غدا الصد بعد صب، أن تحول قلبك فتحت على العهد مادام فى القلب نبض يحيينا.. لن يكون حبك أبداً غابراً.. وإن زدت فى النأى وتجافينا.. ياواحة الروح.. ما عاد همس النفس يشفينا.. فدتك النفس وأضحى طيب ابتسامتك جل أمانينا.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة