إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

لقاء بطعم الوداع

إنتصار دردير

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 05:51 م

تتضاءل الحياة أمام جلالة الموت، ومرارة الفقد، ولاشك أن الرحيل المباغت للكاتب الصحفى الكبير محمد عمر قد ضاعف من هذه المرارة، فقد كان بيننا بشخصيته الفريدة، يضاحك هذا ويسخر من هذا، ومنذ تلقينا خبر وفاته كان الجميع يتحدث عن الجمعة الأخيرة التى قضاها فى الصحيفة، يتابع صفحات أخبار اليوم المسئول عنها، وقد حملت الصفحة الأخيرة بصماته وأسلوبه الساخر، وكنت قد التقيته قبل وفاته بأيام ولاحظت انخفاض وزنه بشكل كبير وحينما لفت نظره لذلك قال «مش كده أحسن، هذا أفضل ريجيم عملته فى حياتى»، وضحك دون أن يشكو متاعبه، وخلال رئاسته للقسم البرلمانى كانت مقالاته اللاذعة المغلفة بالسخرية تثير مخاوف الكثيرين، بل كان بعض من تناولهم فى مقالاته يشكونه لرؤساء التحرير ولكنه كان يكتب آراءه دون ان يعبأ بما يترتب عليها، وحينما تولى الإشراف على تحرير الصفحة الاخيرة بأخبارها الخفيفة التى تمثل استراحة للقارئ  كانت تعليقاته تتسم بخفة الظل وتثير الضحك فقد كان صاحب أسلوب مميز فى الكتابة الساخرة التى استمدها من شخصيته التى اتسمت بالبساطة والسخرية.

وكان تصالحه مع نفسه وخفة ظله مفاتيح شخصيته التى جعلته محبوبا من الجميع فلم يدخل فى خصومة مع احد، ولم يسع  لمنصب  بل كان يؤدى عمله بما يرضى ضميره المهني، واننى اتمنى ان يتاح نشر بعض مقالاته الساخرة او جمعها فى كتاب حتى يتسنى لجيل جديد قراءتها والاستفادة بها والتعرف على اسلوبه المميز.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة