الأستاذ «محمد عمر»
الأستاذ «محمد عمر»


«عمر» .. رحيل بهجــــــــــــــة «أخبار اليوم» وفــارس الكلمـة الحـلوة

إنـــك لمـــيت

محمد عمر

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 09:06 م

رحل عن عالمنا فجأة وفى صدمة مدوية الأحد الماضى الكاتب الصحفى الكبير محمد عمر، مدير تحرير أخبار اليوم، وأحد أهم المحررين البرلمانيين عبر تاريخ الصحافة المصرية..

كان مكتب الرجل مفتوحا دائما للصغير والكبير، يتآنس الجميع بجلساته وثقافته الواسعة فى مختلف المجالات، وشهد عبر مشوار عمله الصحفى - الذى يزيد على 40 عاما- العصر الذهبى لعمالقة الصحافة المصرية.

وللراحل صولات وجولات كثيرة فى الصحافة السياسية، فكان محررا لشئون رئاسة الجمهورية، والبرلمان، ومجلس الوزراء، ووزارة الدفاع ثم مشرفا على صفحة البرلمان والأحزاب بأخبار اليوم والتى بفضل علاقاته وخبراته التقطت خبايا وأسرار مجلس النواب، بحرفية عالية، بفريق عمل رائع ترأسه.. ولم تقتصر مهارات الرجل الصحفية على اقتناص الأخبار السياسية التى كانت منها مانشتات أخبار اليوم.

ظل الرجل بخبرته ومهارته فى الرصد والتحليل، أستاذا لأجيال تعاقبت، لتنهل من خبرة نادرة افتقدتها أخبار اليوم، ولكنها ستبقى فى أرشيف ذاكرتها إلى الأبد..

هنا على الورق..

بعض الشهادات لزملاء الكاتب الراحل، وأجيال متعاقبة من تلاميذه، يسردون بكلمات قليلة ذكرياتهم معه، وفى قلوبهم جبال من الحزن والأسى على الكاتب الكبير، ولكن عزاؤنا فى ذلك أن الأساطير لا ينساها التاريخ، وستظل خالدة فى العقل والقلب، وإن مرت السنون فستبقى سيرتهم العطرة عصية على النسيان ولن تموت أبدا.

حينما «يختطف» الموت من جوارك.. صديقا أو قريبا.. بشكل تراه «انت» مفاجئا.. تسأل نفسك.. ماذا لو كنت «أنا الميت».. فى تلك اللحظة، والتى «يشرد» فيها ذهنك تأهبا للإجابة.. التى لا تستغرق عادة إلا دقائق معدودة.. ترى أن كل شئ حولك بلا معنى.. وكل ما فعلته فى دنياك.. «لا يساوى».. (وطظ فيك).. طالما هذه «نهايتك» وآخرتك ومكانك الذى ستسكن فيه روحك وجسدك..

فى نفس «اللحظة» سيختفى من أمامك أى مستقبل فكرت فيه.. وكل مؤجلاتك ستجدها قد حل أوانها.. وستشعر برغبة فى أن تمتع نفسك بما تمتلكه.. فمثلا الفلوس اللى كنت شايلها على جنب.. «لتسعفك».. ستجد أن موعد صرفها قد «حل» الآن.. لأنك غير ضامن ساعة جديدة لك «حيا»..(مش حتاخد معاك حاجة يا أهبل)..

وحتى نظرتك لمن حولك ستجدها.. نافذة «كريستالية».. وشفافة أكثر من أى وقت.. وساعتها قد تلوم نفسك على أنك تحملت «مضايقة» شخص..

وأنت تعلم أنه «كارهك» من قلبه.. وستغفر لآخر أخطأ فى حقك.. وقد «يشط» بك الذهن محاولا أن «تقرب» لنفسك فى لقطات مصورة..

تأثير موتك وغيابك عن الدنيا وعلى المقربين من حولك.. آباء وأبناء كانوا أم أخوة.. أم زوجة .. أو حتى «رفقاء» عمل وجيران.. وهنا سيأخذك شعور «الوحشة» على البعض.. وقد تدمع عيونك.. «دمعة» ساخنة حارة.. لأنك متأكد وعلى يقين أن غيابك سيؤثر فيهم وسيحزنهم ألما.. وهناك من «ستحزن» جدا على فراقهم .. لأنك تعرف كم هم «متعلقين» بك.. وكم أنت تحبهم وتخشى عليهم من الهواء الطائر ولا تريد أن يسبب غيابك ألما أو مكروها لهم.. وهناك من ستراهم «لا مبالين».. (آه يا ولاد الـ ....)..

فتهز رأسك مستغربا نفسك لأنك حتى هذه اللحظة مازلت تعرفهم.. بعدها ستدخل فى مرحلة «صعبان» نفسك عليك.. وهنا «ستتصدر» جنازتك المشهد..

وستجد نفسك وأنت محمول داخل صندوقك الخشبى.. تطل حوله برأسك باحثا فى وجوه كل من شيعوك لمثواك.. محاولا أن تراهم وتتفرسهم عن قرب.. وتضع سيناريو لما سيقولون عنك..

وكيف أن منهم من «تقطع» وجهه بكاء ومنهم من قطعوا «فروتك» مخالفين مقولة «أذكروا محاسن موتاكم».. فيزداد شعورك «بالوحشة» وأنت ترى نفسك لا تملك من أمرك شيئا وتقترب من الدخول تحت الأرض وحيدا.. عاريا.. مكفونا.. ويأخذك الزهد من كل شىء.. لكن بعدها «تفيق».. من خيالك..

وواقعك الجديد لأنه كان مؤلما جدا وعصيبا ومريرا.. وداخلك لا تريده.. لكنك تقرر أن «تغير» حياتك وأسلوبك بناءا على نظرتك الجديدة للأمور وأنت ميت!!..

وأول سؤال تسأله لنفسك.. بالذمة دى مقالة حد يكتبها فى أيام عيد.

 

 الســـاخر

هبة عمر

 كنت أتعجب كثيرا من قدرة محمد عمر على تحويل كل موقف فى الحياة إلى مادة للسخرية، يضحك منه ويضحكنا جميعا، فقد كان قادرا بسرعة بديهته على إطفاء جذوة غضب أو مرارة شكوى أو حدة عتاب بتعليق ساخر غير متوقع، ربما كانت السخرية وسيلته لتخطى مصاعب الحياة والعمل تحت الضغوط الكثيرة، فلم أجده غاضبا أو منفعلا خلال أكثر من ثلاثين عاما تزاملنا فيها إلا مرات قليلة، فهو يحتفظ بالهدوء والتأنى والثبات فى مواجهة كل حدث مهما كان صعبا، ورغم اختلافنا فى إسلوب العمل أحيانا وتباعد وجهات نظرنا أحيانا، ظل هناك رابط إنسانى يجمعنا، يتناسى الخلافات ويحفظ عشرة عمر وذكريات أضحكتنا وأبكتنا، وحكايات مرت بنا بحلوها ومرها.

صورة محمد عمر التى تبقى فى الأذهان هى صورة الرجل الأنيق المبتسم الجالس فوق مكتبه منذ الصباح الباكر يقرأ الصحف ويراجع الأخبار من وكالات الأنباء، ويصحح بقلمه عشرات الأوراق التى خطها الصحفيون، يعيد صياغة خبر أو يكتب فكرة مانشيت للجريدة، أو يناقش مشكلة صحفى لجأ إليه، الساخر من كل شىء رغم الجدية التى تكسو ملامحه، والذى تحبه وتسامحه مهما اختلفت معه، ولابد أن تبتسم حين تراه أو تسمع اسمه.

 

رسالة إلى السماء

أحمد ممدوح

أبى ومعلمى وحبيبى وأستاذى محمد عمر..

أكتب إليك هذه الرسالة متمنيا أن تصل إليك فى السماء.. أكتبها وعينى وقلبى يبكيان من الوداع.. فكيف أتحمل فراق الرجل صاحب الفضل فى حياتى بعد الله سبحانه وتعالى فى كل ما وهبنى الله من نعم فى حياتى المهنية..

الأستاذ الذى علمنى.. الأب الذى نصحنى.. الصديق الذى أضحكنى وهون علىّ صعاب الحياة على مدار عمرى.. بعد أيام على رحيلك وفراقك.. يمر دوما شريط ذكرياتى معك من أمام عينى ولا يتوقف.. لقطات بها لحظات كنت معك فيها .. لحظات ولقطات لا تنسى.


مقالك الذى تكتبه بجوارى.. حوارنا عن الحياة.. عن العمل.. عن تفاصيل الأيام.. ضحكاتنا.. جلستنا وحديثنا حتى بعد منتصف الليل يوم الجمعة فى مكتبك.. كل كلمة منذ التقيت بك حتى ودعتك فى المكالمة الأخيرة قبل رحيلك عن الدنيا بساعات قليلة أتذكرها بتفاصيلها الصغيرة.. هل سأتحمل فراقك بعد كل هذا العمر.


نعمة النسيان كما يقولون لن تصل لقلبى حتى مماتى فكيف أنسى رجلاً منحنى مفتاح الحياة ووضعنى على طريق النور.. حبيبى وصديقى واستاذى محمد عمر.. سلاما عليك فى جنة الخلد.. سلاما عليك فى نور السماء.. سلاما عليك فى رحاب الرحمن.


وداعاً يا أغلى من عرفت

 

«عمر».. كسب الرهان

محمد سعيد

 فى بداية حياتك العملية قد يكون رزقك أن ينعم الله عليك بمن يرشدك ويفتح لك الأبواب وأنت تتحسس موضع خطواتك الأولى.. وللحق لم يبخل مرة واحدة فى فعل ذلك.. طوال 18 عاما كنا «بنتسند عليه وبيلم ورانا».. وكنا «بنتدلع» فى الشغل «على حسه».. كما يفعل الابن مع أبيه، فمجرد إحساس أنه موجود مطمئن فى حد ذاته.. وفى الوقت نفسه كان عنيفا جدا تجاه التقصير أو التكاسل عن أداء المهام المطلوبة منا.

كان حضوره طاغيا سواء فى مهمات العمل الميدانية التى جمعتنا معا.. أو داخل أخبار اليوم فلا يستقيم يوم العمل إلا بالمرور عليه فى مكتبه صباحا.. كنا نعد له أيام إجازته السنوية أو مهمات العمل الخارجية بالساعة منتظرين عودته.. فلا طعم ولا روح للدور التاسع بدون وجوده.

رحل دون أن يسمح لى بأن أكسب منه رهان أن أحضر له خبرا جديدا لا يعلم عنه شيئا.

فإلى لقاء يجمعنا مجددا أستاذى وأنيسى وصديقى وصاحب الفضل بعد الله.. الحاضر دائما الأستاذ محمد عمر مدير تحرير أخبار اليوم.
 

 

«كده وكده» يا أستاذ عمر

هانى شمس

كثيرا ما دار بيننا نقاش حول مقالاته فى أخبار اليوم، لأكتشف فى كل مرة أن ما كتبه هو جزء صغير مما  يستطيع كتابته، لكنه رغم أسلوبه الساخر وجرأته، كان يختار أن يحافظ على قناعاته بأن كل شىء يحدث فى الحياة هو «كده وكده» كما اعتاد أن يعنون مقالاته.

أقنعته عدة مرات بضرورة اصدار كتاب يجمع ما كتبه فى حقب معينة، فهو صاحب صولات وجولات فى المجلس الموقر، وله مقالات هامة فى السنوات العشر الأخيرة من عصر الرئيس مبارك، ومقالات أهم فى السنة الكبيسة من حكم الإخوان، لكن فى كل مرة كنا نبدأ ولا نصل، فهو لا يحب الظهور، ولا يزاحم ليحصل على مكسب، لا يحب أن يمتلك أشياء فتمتلكه، وتفسد عليه عالمه الخاص، ومتعة اختياره لأوقات الظهور ليشعل طرقات أخبار اليوم بالبهجة ثم يختفى.

للأسف هذه المرة ليست ككل مرة، هذه المرة ليست «كده وكده» يا أستاذ عمر، وعلينا من اليوم أن نعتاد على الفقد.
 

 

 

 

عازف الكلمات

شيماء قنديل

 مثل الموسيقى الذى يجد متعته فى عزف المقطوعات الموسيقية، كان الأستاذ محمد عمر، بارعا فى العزف على الكلمات، ليخرج أجمل ما فى اللغة العربية من مفردات بسيطة تعبر عن معان عميقة.

ومثل جيل العمالقة من أخبار اليوم، كان الأستاذ عمر، حريصا على أن ينقل خبرته للآخرين، بطريقة لا تخلو من الفكاهة، ليجعلك تفعل ما يطلبه منك دون أن تشعر بالملل أو الضجر، حتى ولو طلب منك إعادة كتابة الخبر الواحد أكثر من مرة.

وداعا صاحب الابتسامة والفكاهة على أمل الالتقاء فى جنة الخلد.
 

 

 

 

المشاغب الأنيق

محمود بسيونى

صعبة هى كلمات الرثاء ..وتزداد المهمة صعوبة على النفس حينما تكون فى وداع استاذ كبير وصاحب أثر فى بلاط صاحبة الجلالة .

كان الأستاذ محمد عمر علامة من علامات أخبار اليوم الباقية قبل ان يكون مديرا للتحرير، فهو كان الاخ الاكبر لجيلى من الصحفيين الذين كانوا ينظرون إليه باعتباره الاستاذ الباقى من جيل الكبار فى صحيفتنا العريقة، منه تستمع الى قصص وكواليس كل نجوم الصحافة والسياسة الذين مروا على مجلس النواب وشارع الصحافة.

حتى سطور مقالته كانت تنضج بحيوية لغة ولاد البلد والنقد المشاغب لما يراه غير صحيح مستخدما قاموسا لغويا لا ينضب من الكلمات الانيقة التى تليق بصفحات أخبار اليوم.

كنت أستمتع بمجاورته كل يوم جمعة فى ديسك الصفحة الاولى والمتابعات التى كان يديرها بمهارة وخبرة سنوات طويلة ثم كان الحديث الممتع خلال سهرات اخبار اليوم عن كل ما يحدث فى مصر وكثيرا ما يعطى أحكاما على احداث واشخاص تثبت الأيام بعد ذلك صحتها.

لم يفقد يوما روح الدعابة الغامرة التى يقابل بها الجميع، كان يملك من الحميمة الصادقة ما يجعلك تعتقد انه صديق قديم او قريب محب .

كان يفرح لفرحنا ويساعدنا خلال عثراتنا، ولذلك كان الغياب مؤلماً ومحزناً لفقد واحد من اساطير الصحافة الباقية.
 

 

محمد عمر .. وداعا

عبدالله حسن 

برحيل الكاتب الصحفى الأستاذ محمد عمر مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم تكون الصحافة المصرية قد فقدت أحد فرسانها المخلصين الذين أفنوا حياتهم فى بلاط صاحبة الجلالة بعد أن أدوا رسالتهم على مدى أربعين عاما فى خدمة القراء ومتابعة قضايا الوطن.

تميز الفقيد بالمهنية العالية فى أداء عمله الصحفى وبروحه الطيبة وحسن علاقاته مع زملاء المهنة فى مؤسسة أخبار اليوم والوسط الصحفى فى باقى المؤسسات، وتخصص فى تغطية أخبار البرلمان ونشر مناقشات جلساته والموضوعات التى تهم المواطن المصرى فكان محررا برلمانيا متميزا ينقل الأحداث بمهنية وأمانة فحاز ثقة المتعاملين معه سواء داخل البرلمان أو خارجه .

وترك الفقيد فراغا يشعر به زملاؤه فى المؤسسة الذين يواصلون العمل وتأدية الرسالة المقدسة التى يحملها كل صحفى اختار مهنة البحث عن المتاعب وهو يعلم أنه يحمل رسالة مهمة يبذل قصارى جهده بحثا عن الحقيقة بالكلمة الصادقة الأمينة . رحم الله الفقيد محمد عمر وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان .
 

 

رحيل مفاجئ

أحمد مدحت

الأستاذ والمعلم محمد عمر، رحلت على غير عادتك فمنذ التحاقى بصاحبة الجلالة أخبار اليوم وكان الرحيل الهادئ لا يتناسب  مع تواجدك المختلف تماما.
الاستاذ محمد عمر يعلمه الجميع، ظهور صوت الاستاذ عمر فى اى مكان كاف لاى شخص يعرف من المتحدث دون الحاجة لرؤيته.

كان الجميع يحمل بداخله لك محبة لا يعلم سرها  الا الله  وحده، رحلت فى صمت غريب ومفجع، قبل فاجعة وفاتك بيومين كنت تمزح كعادتك مع الجميع ولم يتخيل احد ان هذا هو اللقاء الاخير وكنت تودع احبابك وتلاميذك دون ان تؤلمهم، ولكن الحقيقة الألم اكبر مما كنت تتوقع..

كنت أتمنى ان ترى مشاهد الحزن والبكاء الذى كان يخيم على الجميع.
 

 

 

 

الغائب الحاضر

هبة كربل

 لم يستوعب عقلى حتى الآن انك رحلت، فلا يوجد قسوة اكبر من موت من نحبهم دون سابق إنذار، فمازال يراودنى شعور بأننى حين أمر من أمام مكتبك سوف أجدك جالسا كعادتك تدعونى وتتحدث معى وتطمئن على أحوالى، ولن انسى انك صاحب الفضل على فى استمرارى بأخبار اليوم وانك من وضعت قدمى على أول الطريق، صحيح أن الموت حق على كل انسان ولكن خبر وفاتك صدمنى كثيرا وما يؤلمنى كثيرا أننى لم اودعك، وأدعو من الله أن يشملك بعفوه ومغفرته.
 

 

 

 

 الضحكة الصافية

أحمد رفعت

رحل عن عالمنا فى بلاط صاحبة الجلالة القدوة والمثل الأعلى الاستاذ محمد عمر الذى لم يبخل علينا بالمعلومة والنصيحة ..

لقد فقدت الصحافة عمودا من اعمدتها كنا ننتظر مقاله صباح كل سبت لنتعلم منه كيفية الكتابة بأسلوب ممتع وساخر..

غاب الاستاذ صاحب الضحكة الصافية عن الدور التاسع اخبار اليوم الصحفى ..

أقولها إحقاقا للحق: لقد انطفأ بريق الدور التاسع الذى يوجد  به مكتب المرحوم الكاتب الصحفى محمد عمر داعين المولى عز وجل أن يلهمنا جميعا الصبر على فراق استاذنا الغالى وان يجعل مثواه الجنة ووداعا يا استاذ محمد عمر فارس الصحافة.
 

 

 

 

ألم مضاعف

نيهال مجدى

على الصعيد المهنى فقدنا صحفياً متميزاً تسرى الصحافة فيه مجرى الدم..

وبحكم عمله كمحرر برلمانى بالأساس فكان ذا وعى ورؤية سياسية ثاقبة ومحللاً للأحداث شديد التميز..

وكأن مهارته ومهنيته كانت تكفى حاجته وتزيد، فكان لا يبخل ان يفيض بها على من حوله من تلامذته، 
لن أقول وداعا فمثله لا يغيب عن العقل والقلب..

ولكن اقول إلى لقاء قريب استاذى وصديقى الجميل.
 

 

 

 

سلام الوداع

 إسلام عيسى

لم أتخيل أن يكون سلامى لك يوم الجمعة هو سلام الوداع،رحلت أستاذنا ومعلمنا دون سابق إنذار، شعرت بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة..

سوف نفتقدك كثيراً، نفتقد حديثك الساخر وابتسامتك المعهودة..

أشعر بإحساس أليم عندما أتذكر كيف ستمر علينا سهرة الجمعة بالجريدة من دونك، كنت دائما لم تبخل بالنصيحة عندما اطلبها منك دون كلل او ملل،  ولكنها إرادة الله أن ترحل عن عالمنا..

رحمك الله..

أنت الآن بأمر الله وإذنه..

اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واجعل دعاءنا له فى ميزان حسناته..

ستبقى ذكرى جميلة معنا وفى قلوبنا دائماً فرحمة الله عليك وجعل مثواك الجنة.
 

ميزان للكلمات

محمد جمعة

ميزان للكلمات..

كان عاشقا للجملة القصيرة، يحب الاختصار، ويكره الإطناب وحشو الكلام، فالخبر عنده يجب كتابته بطريقة احترافية مختصرة معبرة عن المضمون المُراد توصيله، وأن يكون ملماً بكل التفاصيل بحيث يجيب عن الأسئلة الخمسة: «ماذا ومن ومتى وأين ولماذا»، ولكن شرطه الأساسى فى ذلك ألا يكون فيه حروف أو كلمات زائدة بلا معنى، وفى قراءته للخبر قبل نشره كان يبحث دائما عن تلك الكلمات الكثيفة التى يمكن تعويضها بكلمة تختصر المعنى.

لم يكن يلتفت لتلك المقدمات المثيرة الجذابة فلا يشغله معسول القول- الدخول فى صلب الموضوع وتفاصيله هو الأهم بالنسبة إليه، حتى إنه كان يُجهد نفسه ويجهدنا معه فى اختصار الخبر أكثر من مرة..

وكما يحب، رحل الأستاذ محمد عمر فجأة بلا مقدمات، وترك عشاقه ومحبيه على أمل اللقاء فى دار البقاء.

 

 

سنفتقدك

محمد أحمد عبيد 

ليس هناك أشد آلماً على النفس من تلقى نبأ وفاة عزيز، فسماع خبر رحيل الأستاذ محمد عمر كان خبراً صادماً ولكن لكل الجماعة الصحفية، فمنذ ان عرفتك قبل سبع سنوات وكنت دائماً حريصاً على العمل خاصة يوم الجمعة فى تجهيز الجريدة، والمانشيت بصالة تحرير أخبار اليوم.. تركت بصمة بداخلنا جميعاً لا تنسى ولكن قضاء الله نفذ ولكن سيرتك لم تنفد من أروقة الدور التاسع بأخبار اليوم.
 

 

 

 

 

أول ضحكة

نانيس أيمن

قاسية هى لحظات الوداع والفراق، التى تسجل وتختزن فى القلب والذاكرة، حتى لقاء آخر، والآن نشعر بالحزن، ونحن نودع واحداً من جيل الأساتذة الكبار البرنس محمد عمر، أول ضحكة كنت استقبلها يوميا بمبنى أخبار اليوم، كان كريما فى إعطاء النصائح بكل حب وضمير وضحكة تعطى الأمل، رحل وترك ميراثا من الحب..

رحم الله استاذنا وتغمده بواسع رحمته.
 

 

 

 

 

 المُعلم الحرفى النشيط

أحمد السعيد

بجسده الرشيق وشعره الأبيض ووجهه البشوش وابتسامته المعهودة .. التقيته صدفة يوم السبت قبل الماضى بأحد  مراكز الاشعة بمصر الجديدة  ومر أمامى ولم ينتبه لوجودى فناديته :

أستاذ محمد.. عامل ايه ؟

قال : أحمد أزيك ؟

لحظة صمت شعرت خلالها أنه لايريد اخبارى عن سبب تواجده

فسألته : أنت بخير ؟

قال: الحمد لله

وتصافحنا وانصرفت وبداخلى سؤال كان حريصا على عدم الاجابة عنه وبعد مرور خمسة أيام قابلته فى جريدة أخباراليوم وسألته مجددا
يا استاذ محمد أنت كويس ؟؟

قال : يابنى زى الفل.

وهنا قررت ألا أسأله مرة اخرى  وظننت أنه لايريد البوح بما يخفى ونظرت اليه واكتفيت بهز رأسى ففاجأنى قائلا :

مفيش الدكتور عاوز شوية فحوصات وأشعة على القلب وان شاء الله خير.

وبعد مرور يومين توفى أستاذ محمد عمر الذى كان حريصا على ألا يشكو مرضه وألا يبوح بهمه حتى لا يشعر بنظرة عطف من أحد وحتى يظل واقفا على قدميه لنهاية رحلته التى قدرها الله تعالى له .. وداعا أستاذ محمد عمر المعلم الحرفى النشيط الذى لا يكل ولا يمل  لتبقى صورتك عالقة فى أذهاننا حتى النهاية.

 

 

سيرة حب

ماجد محمود

قليلون من تقابلهم فى حياتك ويتركون أثرًا فى قلبك بعد رحيلهم لدار الحق، قد يكون هذا الأثر بفعل بسيط اعتادوا أن يمارسوه فى حياتهم بتلقائية وعفويه شديدة، مثل ابتسامة من القلب ترتسم على وجوههم الطيبة ينشرون بها طاقة أمل وحب على كل وجه يتلقى تلك الهدية الغالية، وما أغلاها هدية، الابتسامة الصادقة والمحبة الخالية من المصالح هى نعمة ينعم بها المولى عز وجل على صاحبها قبل أن ينعم بها على متلقيها، فهى ببساطة سيرة حب تظل وتبقى فى القلب مدى الحياة، هى صدقة جارية لا يعلم صاحبها أثرها إلا بعد رحيله عن عالمنا عندما يستقبل دعوات من القلب هى بمثابة شكر وعرفان على ما قدمه فى حياته، وها أنا أدعو الله من قلبى ان تصلك دعوات من قلبى على كل ابتسامة ابتسمتها فى وجهي، على كل كلمة طيبة كانت بالنسبة لى بمثابة جبر خاطر فى وقت احتجت فيه بشدة لمن يجبر بخاطري، ولهذا ولإسباب أخرى عديدة ادعو الله وارجوه ان يجبر بخاطرك.
 

 

 

السهل الممتنع

ياسر رامى

طالما كان هذا الرجل مميزًا، مغايراً لأبناء جيله، لذا تصدر المشهد مبكرًا منذ عقود؛ ظل قلمه حٌراً، محافظًا على قناعاته؛ وقراءاته للمشهد؛ لم يتغير قِط؛ عباراته سهلة الفهم، صعبة التقليد؛ حقًا السهل المٌمتنع، كل هذا جعل منه رجلا له هيبة، طالما سعى الكثيرون أن يكونوا على خطاه، ولكن هيهات؛ كان صحفيًا كما ينبغى أن يكون؛ ركنًا لا يتجزأ من أركان الجريدة، ملمحًا رئيسيًا من هويتها، رحيله المٌباغت كعباراته هز كيان كل من عرفه، فمن مثله يحصد احترام الجميع، وإذا سألوك عن القلم الحٌر السهل الممتنع؛ قٌل ماتَ عمر.
 

 

 

صاحب القلب الطيب

قسم الكمبيوتر- الدور السادس

يأتى الموت ليغيب عنا أحبابنا وهذه المرة فجعنا بخبر وفاة أستاذنا محمد عمر أبو قلب طيب. فمنذ أيام كان بيننا يتابع صفحات الجريدة بنفس ابتسامته الصافية البشوشة التى لا تفارق شفتيه..

«الأستاذ» كما كنا نسميه تجسدت فيها كل معانى الإنسانية النبيلة فلم يتوان يوما عن مساعدة زملائه والسؤال عن الغائب منهم والأخذ بأيديهم لمواجهة مصاعب الحياة حتى فى وفاته يعلمنا درسا عظيما أن الحياة طريق سريع يمر به الأوفياء الطيبون ليتركوا فى قلوبنا أثرا جميلا وبابا مفتوحا ينير لنا الطريق.

نعلم أنه يصعب علينا تجاوز فقدك لكننا سنبذل قصارى جهدنا كى لا تغيب تلك الأيام التى جمعتنا عن خاطرنا ونتمنى أن نجتمع بك يوم يجمع الله المتاحبين فيه تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
 

 

 ابتسامة الاستشفاء

أميرة رضا

لم تكن الجلسة معه مجرد جلسة روتينية مع رئيس فى العمل..

كنت أدخل  مكتبه المشمس محملة بالهموم والتساؤلات، أرمى إليه كل ما فى جعبتى فيصغى إلىَّ بود أب وإخلاص صديق، ويومئ برأسه وعلى وجهه الطيب ابتسامة خلابة، ويقول «ما تشغليش بالك»، كنت أمشى على وصفته كأنه طبيب ماهر.

ومع الإحساس الأمان الذى كان يمنحه لى كنت أستمتع بحواديته خفيفة الظل، فلا أستطيع التحكم فى ضحكتى المدوية، وقبل أن أغادره ألقى بكل همومى من نافذته المشمسة، وأستعيد روحاً مقاتلة مستعدة لتحمل أعباء الحياة.

الجلوس معه كان بمثابه استشفاء نفسى ناجز، ..

هاتوحشنى يا غالى..

وإلى أن نلتقى.
 

رحل.. المعلم

إيمان الخميسى

رحل فجأة بدون أى مقدمات. رحل من كان يعلم كل من حوله كيف يكتب الخبر الصحفى، رحل الانسان بمواقفه وأخلاق تعامله، والمعلم فى نقل خبرته المهنية للصغير والكبير. هو الأستاذ «محمد عمر».


مواقف إنسانية لن أنساها للأستاذ «عمر»؛ فحين يراك يسألك عن أحوالك، وأى تحديات أو مشاكل قد تواجهها، فى مصدرك، وهو ما أسهم فى التطور الكبير للخبر الصحفى، كما لن أنسى له سؤاله الدائم عن صحتى بمشاعر أب، ولن انسى إنسانيته الغالبة عليه فى كافة تعاملاته مع كل من حوله.. رحم الله معلمنا الإنسان.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة