جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

مهرجانات القلعة.. وسهرات الساحل!

جلال عارف

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 09:48 م

موسم رائع لمهرجان «القلعة» حافل بكل جميل فى الموسيقى والغناء. تستحق عليه التحية الدكتورة إيناس عبدالدايم الوزيرة السابقة التى أشرفت على إعداده مع قيادات دار الأوبرا وفى مقدمتهم رئيس الأوبرا مجدى صابر.

رائع أن يذهب الفن لمن يستحقه، وأن يتاح الجمال للناس فينحازون إليه رغم القبح الذى يراد فرضه بكل الوسائل. يزدان المهرجان بنجوم كبار من وزن على الحجار ومدحت صالح والمبدع فى الانشاد الدينى ياسين التهامى وغيرهم. ويزدان المهرجان أكثر بجمهور جميل تتيح له أسعار التذاكر المعقولة أن يستمتع ويفرح. هؤلاء وأضعاف أضعافهم ممن سعدوا بالنقل التليفزيونى المباشر لحفلات المهرجان هم هدف كل فنان حقيقى ومصدر سعادته.

رأيت يوما كيف كان مطربون لامعون يكافحون من اجل دقائق فى حفلات أضواء المدينة بينما كانت الملاهى الليلية تعرض عليهم أجورا خيالية ويعتذرون نفس الشيء يحدث دائما. هناك الآن الغناء الجميل يواجه قبح «مطربى البودرة والبسكليتة»!!

وهناك موسم القلعة الجميل واستعراض الرداءة فى موسم الساحل الفقير رغم البذخ والمغالاة!!

جزء هام من معركتنا ضد القبح وأيضا ضد التطرف. أن ننشر الفن الجميل فى كل مكان، وأن نصل برسالته السامية إلى كل مواطن. دار الأوبرا جزء من مؤسسة الثقافة والفن بكل مكوناتها.

الموسيقى والغناء الجميل لابد أن نرعى وجوده لا أظن أن نجومنا يتأخرون عن التواجد فى مهرجانات مماثلة لمهرجان القلعة فى كل أنحاء مصر، لكن الأهم أن يكونوا جزءا من نهضة فنية وثقافية مطلوبة بشدة، تعيد الحياة لقصور الثقافة، وتتيح الكتاب والموسيقى والغناء، وتضيء المسارح بإبداع جديد لأجيال لديها الكثير لتضيفه فى كل مجالات الفن والثقافة.

الطموحات كثيرة والصعوبات أكثر. لكن علينا جميعا فى إطار ترتيب الأولويات ترتيبا صحيحا- أن نضع الثقافة والفن فى مقدمة ما نستثمر فيه. ولنتذكر جيدا أنه حين كان لدينا عزيز صدقى وزيرا للصناعة، كان لدينا ثروت عكاشة وزيرا للثقافة.

وحين كنا نبنى ألف مصنع، وكنا نبدع مسرح وسينما الستينيات، وكانت النهضة الثقافية تحمى البناء وتقيم حائطا ضد التخلف والإرهاب والتآمر الذى لم يتوقف لمنع مصر من النهوض والتقدم.


التحديات الآن كثيرة، والظروف صعبة..

لكن أهمية الفن والثقافة تتضاعف فى ظل هجمة القبح فى كل المجالات، وتحالف بشع بين من يحرمون الفن ومن يغنون للسيجارة البني!!

التحديات كثيرة، لكننا نستطيع عبورها. لدينا طاقات ابداع هائلة وأمامنا طريق صعب لابد أن نسير فيه لكى ننتصر للجميل فى الفن والثقافة، ولكى نصل به إلى كل مواطن، ولكى نواجه كل قبيح فى الفن وكل خفافيش الظلام المعادية للحياة، ولكى نؤكد أن مصر ستظل مصدر الاشعاع الفنى والثقافى فى كل العالم العربي. كما كانت دائما.

الحديث يطول ولابد من عودة إليه. أخذتنا حفلات موسم القلعة إلى تحديات الفن الجميل والابداع المتميز. قالت لنا إن الرديء يكسب فقط حين يغيب الفن الجميل عن الساحة أو لا يصل للناس. وأن الجمهور مش عايز كدة وكل فنان حقيقى أيضا كذلك هكذا قالت حفلات القلعة وسهرات الساحل!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة