صورة موضوعية
صورة موضوعية


محمد لملوم: زوجتي باعت أملاكي بتوكيل رسمي

امبراطور السحر والشعوذة في دار رعاية 5 نجوم

أخبار الحوادث

السبت، 27 أغسطس 2022 - 06:23 م

كتب: محمود صالح

ذاع سيط الدكتور محمد لملوم في السنوات الأخيرة كثيرًا، وتداول اسمه في المحافل الإعلامية واللقاءات التلفزيونية، مرات بسبب حصوله على الدكتوراة في اللغة الإيطالية، ومرات بوصفه رجل الأعمال، لكن كان ما يفضله هو أن يقدم نفسه الراقي الشرعي والمُعالِج بالقرآن والعالم الروحاني– تلك الظاهرة الغريبة التي تتنافى مع العلم واستولت على عقول الناس وذكاها بلا شك من يطلقون على انفسهم «السلفيين» - والحقيقة أن صعود دكتور محمد لملوم لم يكن صعودًا برمية نرد، بل كان صعوده مدروسًا إلى الحد الذي أوصله أن أصبح الرجل الذي وطأت قدميه معظم بلاد العالم تقريبا، يسافر هنا وهناك، من دول عربية ودول أوروبية وآسيوية بل والأمريكتين، يعالج فيها الناس بالرقية الشرعية والقرآن، ودول يُطلب فيها بالاسم بعد أن بلغت شهرته كل مبلغ. يتحدث عن السحر والمس والجن حديث اقنع أو لنقل خدع الكثيرين به.

 

وتداولوا فيما بينهم كرامات له، وأساليب علاجية ابتدعها، وحيّلٍ في فك السحر وجلب الحبيب وكشف المستور، حتى أن الحكايات عنه نسجت خيوطًا شكلت هالة من الغموض التي أحاطت به، لكن بعد كل هذا أصبح الرجل الذي يطلبه الناس لإغاثتهم - كما كان يحدث - يحتاج هو للإغاثة، خصوصا عندما وجد نفسه وهو في أرذل العمر في دار رعاية خاصة متهمًا زوجته بأنها أخذت كل ممتلكاته بموجب توكيل رسمي حرره لها.

ثروتي جمعتها من فك الأعمال السفلية وعلاج المسحور

 في لقائنا مع الرجل الذي اثار الجدل سنوات وسنوات كان داخل دار الرعاية التي يسكنها بعد أن غابت عنه الشهرة والهالة في مكافحة الجن الشرير والأعمال السفلية، تطرقنا لأمور كثيرة تعرض لها مع زوجته وأولاده، وحياته العلمية والعملية، وحتى لا يؤخذ الكلام على عواهنه، واستنادًا على مبدأ حق الطرف الآخر في الرد، تواصلنا مع زوجته وأولاده الذين كانوا لهم رأى مختلف فيما جرى، وإليكم التفاصيل.

من إحدى دور الرعاية الخاصة بمنطقة التجمع الأول بالقاهرة هاتفنا الدكتور محمد لملوم، يطلب عرض شكواه، وكان فحوى هذه الشكوى أن زوجته - وفقا لما قاله- قد أخذت كل ممتلكاته خلسة منه بعد أن حرر لها توكيلا رسميًا وباعت لنفسها كل ما يملك. وأنه الآن ملقى في دار رعاية بعد أن انفض عنه أقرباؤه.
صوته في الهاتف يعبر عن مدى سوء حالته الصحية، وتدهورها، وعليه بمجرد ما أن هاتفنا وعرض شكواه انطلقنا إليه فورًا حتى نقف على حقيقة شكواه، وهل هي نكران جميل أم في القصة نقاط أخرى خفية عنا؟!

بعد ساعة أو قليل كنا أمامه، كان الرجل يجلس على أريكة ممسكًا في يده عصاه التي يتكئ عليها، لحيته كثيفة بيضاء، وعيناه زائغتان حائرتان امتزج سوادها ببياضها، وصوته مبحوح بحة لا تستطيع معها أن تفهم كلامه إلا أن تقترب منه.

بدأ حديثه قائلا: «قبل سنتين أصبت بجلطة أفقدتنى الوعي قرابة الشهرين مكثت خلالهما في المستشفى، وبعد أن خرجت عدت إلى منزلي وبدأت حالتي تتحسن تدريجيًا، ولأنني تعودت على السفر والترحال هنا وهناك، بدا لي الجلوس في البيت أمرًا متعبًا ومجهدًا، خصوصا بعد أن تبين لي أمورًا كنت أجهلها بحكم بعدي عن المنزل أيام وشهور، منها مثلا أن زوجتي أصبحت عصبية جدًا، لا تطيق تصرفاتي وتمنعني عن أشياء كنت أعتاد عليها، وعرفت وقتها أن راحتي في البعد، لذلك فضلت أن انتقل إلى هنا حتى أستعيد بعض من حياتي، وخصوصا أن هنا مستوى العلاج جيد، وجلسات العلاج الطبيعي التي أداوم عليها موجودة بصفة مستمرة على عكس ما كنت عليه في بيتي».

اقرأ أيضًا

«بفك السحر وأعالج المربوط».. دجال السوشيال ميديا في قبضة الأموال العامة

توكيل رسمي
وأضاف: «تزوجت ثلاثة مرات، طلقت منهن اثنتين، وبقيت لي زوجتي الأخيرة والني أنجبت منها ابنة في كلية الطب حاليا وولدًا في الصف الثالث الإعدادي، ولي ولد يعمل حاليا مهندسًا من زوجتي الأولى التي طلقتها، وأنجبت من زوجتي الثانية التي طلقتها ابنة تخرجت في كلية الطب، وبحكم سفري وترحالي حررت توكيلًا رسميًا لزوجتي التي هي على ذمتي يخوّل لها التصرف في ممتلكاتي، خصوصا أنني كنت وقتها في إيطاليا وكنت في أمس الحاجة إلى الأموال، لذلك ذهبت إلى السفارة المصرية في ميلانو وحررت لها التوكيل من أجل بيع بيت لي في بنها وإرسال أمواله لي، وبالفعل فعلت ذلك وأرسلت إليّ المبلغ».

واستكمل: «عند عودتي وجدت زوجتي قد باعت لنفسها بموجب هذا التوكيل بيتي الآخر في شبرا، وهو البيت الذي نسكن فيه، وعندما سألتها عن سبب تصرفها هذا لم تقل لي ٱجابة مقنعة، وكانت تتهرب دوما من هذا الأمر، ولأنني وقتها كنت مشغولا في سفري المستمر ولقاءاتي التليفزيونية أغلقت الموضوع مؤقتا وانتظرت حتى يحين الوقت لمناقشة تصرفها فيما بعد، وعندما حان الوقت وقلت لها أن ما فعلته لا يصح وأن عليها أن تعيد لي ما أخذته قالت لي: «اضرب دماغك فى الحيطة»، ووصل الأمر بيننا إلى طريق مسدود، حتى أنها كانت تعاملني معاملة سيئة، وتتعمد إهانتي، وتجاهلي، ولا تلبي لي طلباتي، وأهملت رعايتي الصحية وأنا قعيد لا أقوى على الحركة.. وبالرغم من أن هذا كله ليس بيني وبينها أي خلافات حاليًا، أنا هنا لأنني رأيت أن رعايتي الصحية هنا أفضل، وعلاجي يسير بشكل جيد، وبمجرد ما أن تتحسن حالتي الصحية سأعود إلى البيت ولن أسكت عن حقي الذي أخذته مني، وسأتخذ كل إجراءاتي القانونية، لأنني كنت قد ألغيت هذا التوكيل منذ زمن وبالتالي هذا الإجراء الذي اتخذته يعد باطلا».

واختتم الرجل قائلا: «أنا راجلٌ لي باع في العمل الروحاني، وتخصصت في العلاج بالقرآن، وفك السحر وعلاج المسحور، وسبق لي أن سافرت أكثر من مرة وإلى أكثر من بلد لعلاج الناس بها، وحصلت على شهادات كثيرة في مجالي، وأشاد الناس بي وبعملي، وأصبحت شهرتي واسعة وجعلت مني محط أنظار الكثيرين، ولقاءاتي التليفزيونية الكثيرة شاهدة على ما أقول، ورزقني الله من وراء عملي رزقًا وفيرًا، حتى جاء اليوم وتعرفت عليها عن طريق علاج شقيقتها بالقرآن قبل ٢٠ سنة، وتزوجتها، وعشت معها حياة سعيدة، لكن كل شيء انقلب رأسًا على عقب بعد أن فعلت بي ما فعلته».

تساؤلات في ذهني
نظرة بسيطة على بعض المتناقضات التي أتت في معرض كلامه تجعلنا نستخلص هذه السطور ونحن نرحل عن دار الرعاية التي يسكنها؛ كان رده على أنه لم يحرر محضرًا ضد زوجته حتى وقتنا الحالي ردًا يثير الريبة إذن فهي اتهامات مرسلة، ايضا رده على أنه لم يخرج من بيته جراء طرده أو ما شابه وأنه خرج بمحض إرادته لرؤيته بأن العلاج في الدار أفضل أمر غريب، وسعيه المستميت لنشر مأساته مع زوجته - على حد تعبيره - دون أي استناد أو ورق يثبت ما يقوله يحمل شكوكًا كثيرة.

تزوجت 3 مرات والأن على ذمتي واحدة

الزوجة: حافظت على حقوق أولادي وأولاده من ضياعها

 

د.ميرفت: "ياما اتبهدلنا وراه في الأقسام والمحاكم بسبب قضايا نصب ضده"

..فور أن انتهينا من لقائنا معه، تواصلت «أخبار الحوادث» مع زوجته، الدكتورة ميرفت، وجهة النظر الأخرى التي لابد منها فيما يقوله زوجها الدكتور محمد لملوم، خصوصا وأنها في نظر زوجها أخذت أمواله بتوكيل رسمي، وهنا أخذت قصة مأساته منحنى مغايرًا عكس ما كان يقوله.

في حديثنا معها، قالت الدكتورة ميرفت: «زوجي يتهمني بأنني سرقته وأخذت منه ممتلكاته، هل حقًا يريد نشر ذلك؟، تزوجته منذ عشرين سنة وعانيت معه الأمرين، واستطعت وهو في ترحاله المستمر أن أدخر ما أجنيه من عملي ومن مصروف البيت، اشتريت قطعة أرض، وبعد فترة بعتها لصرفها على تعليم ابنتي الكبيرة، وعندما حرر لي توكيلا رسميًا بعت له بيت يمتلكه في بنها وأرسلت أمواله إليه، والبرج الذي كان يمتلكه في شبرا والذي نسكن فيه فعلا بعته لنفسي بموجب هذا التوكيل، لكن تصرفي هذا لم يأتِ عن طمع وجشع كما يدعي، بل كان تصرف اتفق فيه معي كل أولاده، لأنهم رأوا من أبيهم تصرفات كادت أن تصل بهم إلى حد الفقر، بعد أن أصبح يبيع بشكل جائر أي شيء ملكه دون أن يعي أن هناك «كوم لحم» في رقبته.

وأضافت: «بعدين أنا ماخدتش حاجة لنفسي، أنا بعت البيت لنفسي وقسمته على ولاده كلهم، ابنه الكبير محمود من زوجته الأولى وبنته من زوجته الثانية وأولادي، أنا لو كنت طماعة أو عملت كده جشع مكنتش قسمت البيت على أولاده الأربعة بشرع ربنا، وربنا يعلم إن عياله دول قبل عيالي، وبحبهم، وأنا في نظرهم كأني أمهم، وربنا يعلم معزتهم عندي، وعمرى ما كان بيني وبينهم أي مشكلة، بالعكس دول هما اللي وافقوني في اللي عملته».

«مشاكله كتيرة»!
وتابعت: «أقولك على حاجة، زوجي ياما لففني وراه أنا وأولاده في الاقسام والمحاكم والسجون، اتحبس أكتر من مرة وكان عليه أكثر من قضية، نصب وشيكات وخلافه، وفي كل مرة كنا بنقوم المحامي وندفع عشان نطلعه براءة، ونطلب منه يبطل طريق السحر ده والعلاج الروحاني اللي ماشي فيه، وهو يرجع له تانى ويمارس نفس الأفعال، وفي كل مرة كان يدخلنا دوامة أصعب من اللي قبلها، وقفني في وش ديانة وسديت عليه فلوس كتيرة، اضرت أنا وعياله كتير بسبب أفعاله دي، وأنا وعياله ياما استحملنا دا واسكتنا».

واختتمت: «أنا باللي عملته ده حافظت على حق ولاده قبل ولادي، طب أقولك، بنته التانية دي مشفهاش طول عمره، ومكانتش عايشة معاه ومن يوم ما طلق أمها ولا يعرف عنها حاجة ولا هي تعرف عنه حاجة، ومحاولش حتى يوصلها، وأنا اللي وصلتلها واديتها حقها بشرع ربنا، لو أنا وحشة مكنتش عملت كده، طب يا سيدي نفترض إني فعلا وحشة، عياله ذنبهم إيه عايز يفضحهم ويشهر بأمهم، هيستفيد إيه، دا احنا بنتحايل عليه يرجع البيت ويقعد وسطنا وانا اللي اخدمه، وهو اللي مش راضي، ونوفر حتى  الـ ٨ آلاف اللي بندفعهم في الدار وبيته أولى بيه، واحنا مقصرناش معاه خالص في العلاج، وكل أوامر الأطباء بتتنفذ بالحرف وهو اللي مش عايز يمشي عليه، دا انا دلوقتي وانت بتكلمني انا في الطريق وريحاله الدار عشان أطمن عليه ونتحايل عليه يرجع، بقى أنا أعمل معاه كل دا واستحمل السنين دي كلها وهو بيتهمني بالسرقة وإني أخذت منه كل حاجة.. على كل حال ربنا يسامحه».

الابن: لولا ما فعلته زوجة أبي لكان مصيرنا الضياع

..كان رد الزوجة مختلفًا تمامًا عن ما يتهمها فيه الزوج، وهذا الاختلاف جعل كل منهما في وادٍ.. هو يتهمها بسرقة ممتلكاته وهي تقول إنها لم تأخذ لنفسها شيئًا وأنها وزعت كل تركته على أولاده. وفي الحقيقة القول الفصل في هذا الخلاف هم أولاده، وتحديدًا الذين أنجبهم من زوجتيه اللتين طلقهما.

وعليه تواصلت «أخبار الحوادث» مع ابنه الكبير، المهندس محمود، من زوجته الأولى، والذي أفاد قائلا: «في البداية أحب أن أقول أن تصرف زوجة أبي تصرفا صائبا ولا تلام عليه، هي لم تأخذ أمواله كما يدعي والدي، هي فقط حافظت على حقوقنا من الضياع، وأنها سيدة فاضلة، وكثيرًا ما وقفت بجانبنا، وأي شيء تفعله من باب المصلحة العامة، وأي شيء يفعله والدي هو من باب المصلحة الخاصة، لأنه أصبح على غير راحته التي كان عليها من قبل، والدي حاليا صحيًا ليس في أفضل حالاته، ونفسيًا ليس في أفضل حالاته، ثم أن هناك أمرًا مهمًا؛ هذا التوكيل الذي حرره والدي لزوجته كان منذ أكثر من 5 سنوات، وقتها كان في كامل صحته وعافيته، لماذا لم يفكر هذا التفكير سوى الآن، لماذا لم يتهم زوجته بأنها أخذت ممتلكاته سوى هذه الأيام، هذا على اعتبار أنها ممتلكات أصلا، لأنها في الحقيقة بيتٌ واحد في شبرا».

وأضاف: «وحتى نضع النقاط فوق الحروف سأقول لك لماذا أقدمت زوجة أبي على فعل هذا الأمر، قبل هذا البيت الذي عليه الخلاف، كان والدي يمتلك بيتًا آخر في شبرا، وكان يسكن فيه مع زوجته وأولاده منها، لأنني أعيش مع والدتي منذ انفصالها عن والدي، لم أكن أعيش معهم، فجأة وبدون سابق إنذار باع والدي البيت دون أن يخبر أحدا، وفجأة أصبحت زوجة والدي وإخوتي في الشارع دون مقدمات، وانتقلوا إلى البيت الذي يسكنون فيه الآن، وأقولها لك بكل صراحة، لو ما فعلت زوجة أبي ما فعلته للاقت هي وإخوتي نفس المصير، لذلك أنا متفق معها جملة وتفصيلا فيما فعلته، وأرى أن تصرفات والدي هذه الفترة ترجع إلى أنه الآن ليس حرًا كما سبق».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة