السبت، 27 أغسطس 2022 - 06:58 م

أحيى شجاعة الرائعة شيرين عبدالوهاب فى مواجهة الظروف القاسية التى داهمتها فى الفترة الماضية. شيرين هى أجمل الأصوات الغنائية على الساحة العربية. إصرارها على العودة جميل، وثقتها فى جمهورها كبيرة. لهذا ظهرت فى حفلها الأخير بمهرجان قرطاج بوزن زائد، ولم تتردد فى تحية طبيبها الذى رافقها وهى تعرف أن ذلك لن يمر بسهولة على من يتصيدون أى لقطة من أجل "التريند". المهم أن تعود لتسعد جمهورها العريض، ولتستعيد حياتها التى لا تتحقق إلا وهى تغنى فتنشر الجمال فى زمن يهدده القبح بكل أشكاله.

فى الظروف العادية يحتاج الفنان الحقيقى إلى الرعاية الدائمة. الفنان الحقيقى كتلة من الأحاسيس والمشاعر الفياضة. وأعصاب الفنان "أقصد الفنان الحقيقي"، تبدو مثل سلوك الكهرباء العارية. الضغوط النفسية كثيرة، والقلق الفنى صعب وثمن النجاح ليس قليلا.. فما بالك حين يضاف إلى ذلك كما فى حالة شيرين هذا الحمل الثقيل من عذابات الحياة الخاصة والأسرية الذى يضاعف الخوف ويدعو للاكتئاب أو للانهيار. إذا غابت الرعاية ولم تتوافر الحماية الواجبة للموهبة لكى تتجاوز كل الظروف وتواصل الإبداع الجميل.

نحن نحتاج لشيرين ولكل موهبة جميلة وعلينا رعايتها وهى تعود بشجاعة لتحتل موقعها فى قلوبنا، وفى صدارة كل المطربات. شجاعة شيرين ستمكنها من تجاوز الفترات الصعبة فى حياتها.

عليها ألا تلتفت للمكايدات الصغيرة. وأن تترك وراءها ما حدث وتمضى للأمام. الصوت القادم من حوارى القاهرة عليه أن يصمد وأن ينتصر على كل الظروف. عودتها الجميلة كانت فرحة لكل عشاق الغناء الحقيقى الذين أتعبتهم أصوات القبح التى تتصدر المشهد بلا موهبة، وبدون مبرر، ومن غير "بسكليتة" كما يقول مغنى الزمن الرديء!!