السبت، 27 أغسطس 2022 - 08:01 م

إذا صحت الأنباء الصادرة من واشنطن خلال اليومين الماضيين، فإننا سنشهد قريباً تحركاً أمريكياً جاداً للتوصل إلى اتفاق دائم بين مصر والسودان وإثيوبيا، ينهى الخلاف القائم حول سد النهضة الإثيوبى.

ووفقاً للتصريحات المتداولة على لسان المبعوث الأمريكى الخاص بالقرن الإفريقى «السفير مايك هامر» ونشرتها صحيفة «المصرى اليوم» بالأمس، فإنه يستعد للقدوم للمنطقة للقيام بجهود للتوصل إلى الاتفاق الدائم.

وأكد أن الولايات المتحدة تدعم ترتيباً دائماً لسد النهضة الإثيوبى، يلبى احتياجات مصر المتعلقة بالأمن المائى، ويعالج مخاوف السودان المتعلقة بسلامة السدود، ويدعم التنمية الاقتصادية لإثيوبيا، وقال : إن هذا الترتيب يساهم فى جعل المنطقة أكثر سلاماً وازدهاراً.

وفى هذا السياق فإننا نأمل أن توفق المساعى الأمريكية القادمة، وأن يتم التوصل بالفعل إلى اتفاق قانون شامل ودائم وعادل، ينهى الخلاف القائم حول السد الإثيوبي، ويحقق ويراعى مصالح الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، دون إلحاق أى أضرار بدولة المنبع أو دولتى المصب، وهو ما سعت إليه مصر وأعلنته دائماً طوال السنوات الماضية وحتى الآن.

وأحسب أن العالم كله شهد طوال السنوات الماضية وما زال يشهد حتى الآن، المساعى المصرية الجادة والصادقة، للوصول إلى اتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً للدول الثلاث، يقوم على قاعدتين أساسيتين.
أولاهما: حصول إثيوبيا على الطاقة التى تحتاجها للتنمية.. وثانيهما: ضمان الحقوق المشروعة والتاريخية لكل من مصر والسودان فى مياه النيل، وفقاً للاتفاقيات والحقوق المقررة سلفاً والمعمول بها طوال السنوات الماضية.
وأحسب أيضاً أن العالم كله يدرك الآن فى ظل ما جرى طوال السنوات الماضية، أن الخلافات لم تكن لتستمر لو توافرت الرغبة والإرادة السياسية للتوصل لحل لدى الجانب الإثيوبى، وهو ما نأمل أن يكون متوافراً الآن.