محمد الشحات
محمد الشحات


ضياع الذكرى

الأخبار

الأحد، 28 أغسطس 2022 - 06:59 م

 

الشاعر الكبير محمد الشحات أهدى «الأخبار» أحدث قصائده، وقد آثرنا على الكثير من النوافذ والواجهات التى تشرف دائما بنشر إبداعاته المتميزة، وها نحن ذا ننشرها اليوم حتى يستمتع بعذوبتها قراؤنا الأعزاء. 

عاد إلى صُحبتِهِ مدفوعاً بمحبتهم
حين اقتربَ،
تأرجحَ خوفاً
كانت أعينُهُم قد غارت
وانطفأَتْ
وتوارَت خشيةَ
 أن أنتبِهَ لما أحدثَهُ الزمنُ
 بداخلهم
كم مِن أعوامٍ مرّت
لم يلتحف بدفءٍ كان يشعُّ
 إذا ما التقيا
رسم بعينيهِ قناديلَ الفرَحةِ
فأحس بأن رياحَ الجَفوةِ
هبَّت لافحةً
 فانطفأت فى داخلهِ كلماتٌ
مَما كانَ يرتّبُهُ كيما يسردَهُ
: مَن بدَّل فينا رغبتنا
فى أن نحييَ ذاكرةَ الأيامِ
ونُخرجها من محبَسِها
أمسكَ عبراتِ القولِ
 ولم ينطق إلا بتحايا،
يُلقيها الغرباءُ إذا ما مرُّوا
مِن باب الذكرى،
: هل مَن غابَ عن العينِ
يغيبُ عن القلب؟
وهل يتبدَّلُ وهجُ مشاعرنا
فيخرجُ من أغوار الأغوارِ
إلى سطحِ الكلماتِ
فنبدو كمَن نَقَضَت ما غزلتْهُ
من أصوافِ الوجدِ
ومِن أحلام السنواتْ! 
كنت أحاولُ أنْ أحيا
مدفوعاً
بعبارات الشوقِ إلى الأصحابِ
وكنتُ أُمنّى النفسَ
بأن أُخرِجَ من ذاكرتي
 كلَّ شقاوتنا ومرَاحَ ملاعبِنا
مِن لهوٍ يتبعُهُ عُتبٌ،
وخصامٌ يتبعُهُ صلحٌ
ونقاشٌ، وفراقٌ، ولقاءٌ، وحنينْ
ومواعيدُ انعقدتْ لا تكتملُ الآن 
غيابٌ يأخذُ أجملَنا،
وضبابٌ يحجبُ عنّا أنقانا
يأخذ منا أكثرَنا صدقاً
وتظلُّ الصحبةُ تصغرُ
 حتى تصبح ذكرى.

اقرأ ايضا | فى ذكرى وفاة أديب نوبل: ليالى «محفوظ».. الحـى فـى ضمـائـرنا

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة