عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

إهانة محفوظ!

عمرو الديب

الأحد، 28 أغسطس 2022 - 10:40 م

عين الأسلوب العقيم، وعلى نفس المنوال البالى القديم، وذات النهج المفلس الذميم الذى لا يثمر أثرا ملموسا، ولا يبعث نبضا حيويا أعدت مؤسساتنا الثقافية القومية برنامجا هزيلا للاحتفال بذكرى وفاة أديب مصر العالمى نجيب محفوظ هذا العام، وإذا قارناه  بمثيله فى العام الماضى فسنجد نفس الهزال، وذات التهافت المتمثل فى عدد من الفعاليات التقليدية السقيمة، الدائرة فى فلك سد الخانات،

حيث تنظم مؤسساتنا فى ذكرى محفوظ وغيره من المبدعين الأفذاذ بعض الفعاليات المتواضعة التى لا تسهم فى صياغة وعى الأجيال من خلال استثمار ذكرى هؤلاء النابهين الذين يمكن تنصيبهم فى مناسبات ميلادهم أو رحيلهم كعلامات فى أفق اقتداء شتى الأجيال، عبر أفكار غير تقليدية تنسق فيها عدد من المؤسسات الوطنية جهودها فى تناغم مدروس معد له، وليس عبر هذه الأساليب البالية المنفرة، التى لا تستهدف سوى سد الخانة، مثلما حدث فى الاحتفال بأديبنا العالمى نجيب محفوظ فى الأعوام السابقة، وأيضا فى هذا العام، حيث يتضمن البرنامج الذى يبدو متواضعا لا يليق بمكانة محفوظ - الذى نحتفل بذكرى رحيله غدا - إتاحة زيارة متحفه بالجمالية مجانا، وهو أمر يجب أن يكون مكملا لحشد رائع من الفعاليات والأنشطة التى يمكن أن تمتد أسبوعا كاملا مليئا بالأحداث الجذابة التى تسترعى انتباه مختلف المراحل السنية خاصة الشباب والأطفال، وتعيد اكتشاف محفوظ وغيره من نوابغ الوطن لا أن يكون الحدث البارز فى برنامج الاحتفال هو مناقشة كتاب صدر عنه، وعدد من الأنشطة المكررة المستهلكة، وأرجو ألا يفهم من كلامى إننى معترض على مناقشة كتاب يتناوله،  فعلى العكس هذا الكتاب عن محفوظ أفضل كثيرا جدا مما صدر عنه فى السنوات الأخيرة،

فمناقشة كتاب حوله مهما ارتفعت قيمته لا يليق ان نعتبره الملمح الأساسى أو النشاط الأبرز فى برنامج ذكرى محفوظ، وصحيح أن الأكاديمية المتميزة والناقدة الفنية المرموقة د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة  لم تتح لها الفرصة بعد للتصدى لمهازل الأنشطة المفرغة من المحتوى والقيمة، إلا أننا نطمح إلى أن تلتفت إلى ضرورة التخلى عن أسلوب سد الخانات، ونهج الفعاليات الهيكلية الفاقدة للمعنى، وليدرك الجميع أن البرنامج الهزيل، فى ذكرى محفوظ هو فى الحقيقة إهانة له نأباها ونستنكرها بقوة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة