محمد بركات
محمد بركات


محمد بركات يكتب: ليبيا.. وصراع السلطة «2/2»

محمد بركات

الإثنين، 29 أغسطس 2022 - 06:35 م

المتابع المدقق فى مجريات الأحداث والتطورات الجارية على الأراضى الليبية هذه الأيام، لابد أن يلفت انتباهه بقوة ما يحدث من تدهور مستمر للوضع الأمنى والسياسى والسلم الاجتماعى هناك، فى ظل تصاعد التوترات وازدياد حدة الصراع الجارى على السلطة، وما جرى ويجرى من اشتباكات مسلحة بين طرفى الصراع «الدبيبة» و»باشاغا»، المتطلعين والساعين كل بطريقته للاستحواذ على السلطة، ولو بالقوة المسلحة وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.

والقراءة الواقعية للأوضاع  على الساحة الليبية تؤكد بما لايدع مجالا للشك، أنها ترجمة طبيعية لصراعات القوى القائمة هناك، والخلافات المشتعلة حول السلطة والانقسامات العميقة حول رئاسة الحكومة وكراسى الوزارات وتوحيد القيادة العسكرية.

هذه هى الواجهة الخارجية المتصدرة للمشهد الليبى، لكن خلف هذه الواجهة هناك أسباب رئيسية هى المحركة والدافعة للصراع والانقسام وعدم الاستقرار القائم والمستمر على الأراضى الليبية، وتتمثل فى الوجود غير الشرعى للعديد من الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب فى ليبيا.
وفى الحقيقة فإنه لا مجال للحديث عن إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام والأمن فى ليبيا، فى ظل وجود واضح ومكثف للقوات الأجنبية والميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب هناك.

والواقع يؤكد أن الطريق إلى إنهاء هذا الوضع الشائك وبالغ السوء، يمر عبر استكمال المسار السياسى للمصالحة الوطنية بين جميع الفرقاء وكل الأطياف من الشعب الليبى الشقيق.

وهو ما ثبت عدم القدرة على تنفيذه فى ظل استمرار وجود الوضع غير الصحيح القائم حاليا، والمتمثل فى وجود القوات الأجنبية والميليشيات والمرتزقة هناك.

لذا فإن ما يجب أن يدركه ويؤمن به المجتمع الدولى بصفة عامة والقوى  والدول المهتمة بالشأن الليبى بصفة خاصة، هو أنه من الضرورى لتحقيق السلام والاستقرار هناك والوصول إلى التسوية الشاملة للقضية الليبية، العمل بشكل جاد وعاجل على التخلص من القوات الأجنبية والمرتزقة، وإتاحة الفرصة للمصالحة الوطنية الشاملة فى ظل الدولة الوطنية الليبية الواحدة والمستقرة وصاحبة السيادة على كل أرضها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة