د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


د. محمد حسن البنا يكتب: تعلموا من بيل وميليندا!

محمد حسن البنا

الإثنين، 29 أغسطس 2022 - 06:45 م

 

أعادنى القارئ العزيز المهندس هانى أحمد صيام رئيس المصرية لخدمات الغاز الأسبق إلى مقال البيوت أسرار، معلقا عليه. قال: أجدنى أتفق معك فيما خلصت إليه من أنه يجب ألا ننتهك خصوصيتنا بإرادتنا. وأن الخلافات بين الزوجين يجب أن تُعالج فى الغرف المغلقة. تكشف حالات الطلاق عما يشوب المشهد من مشاعر عداء وكراهية وتبادل الاتهامات بين الزوجين. وتصاعد حدة الخلاف وتعميق هوة النزاع بينهما، مما قد يصل بالأمر إلى حد انحسار الاحترام، وأفول شمس التقدير المتبادل، ويلقى بظلاله القاتمة على طبيعة العلاقات المستقبلية بين الطرفين، فى أعقاب الانفصال كفض شراكة قائمة أو تقويض أطر تعاون.

ولأن لكل قاعدة استثناء فقد جاء طلاق الملياردير الأمريكى بيل جيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» من زوجته ميليندا على غير المعتاد، ومغايرا للمألوف فى أغلب حالات الطلاق. إذ أعرب جيتس من خلال مقابلة تليفزيونية مع «سى.إن.إن» عن حزنه الشديد لانفصاله عن زوجته. قال جيتس: إنها شخصية عظيمة، جديرة بالاحترام والحب والتقدير. وأكد أنه مازال يتواصل معها، وأنهما يعملان معا فى الأمورالمتعلقة بمؤسساتهما المشتركة، لتحقيق ما يتطلعان إليه من نجاحات لا يحجبها انفصال مؤقت أو يحبطها طلاق دائم.. وبالمثل جاء حديث ميليندا لقناة التليفزيون «إتش بى أوه» الأمريكية يفيض احتراما ويقطر تقديرا لطليقها مؤكدة انه على الرغم من إنفصالهما سيظل جيتس شريكا فاعلا لها وعنصرا مؤثرا فى حياتها.

جيتس وميليندا ضربا المثل فى حسن إلتزام الشريكين بالمبادئ العليا والقيم السامية فى كل الأوقات خاصة الصعبة، وأيا كانت الظروف المحيطة بهما والحرص الشديد على توخى أداب التعامل وحسن الحديث عن الآخر مما يجعل الباب «مواربا» لرأب الصدع وتقويم الإعوجاج وتصحيح المسار والمسيرة وإعادة الحياة بينهما إلى سيرتها الأولى، بما قد يحقق الخير للجانبين. أو أن يحتفظ كل منهما فى قلبه -على أقل تقدير- بمساحة حب واحترام وتقدير للشريك لا تسقط مع تقادم السنوات على خلفية أيام حلوة مرت وذكريات جميلة مضت.. إنه «الإطار الإنسانى» الذى يجب أن يجمع كل زوجين يعيشان معا تحت سقف منزل واحد أو شاءت الأقدار أن ينفصلا لسبب أو لآخر.. فهل وصلت رسالة «جيتس وميليندا»؟!! أتمنى ذلك. أقول للمهندس صيام هذا هو الفارق بين الوعى والجهل!
دعاء: اللهم عافنا واعفو عنا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة