صيام الدوبامين
صيام الدوبامين


صيام الدوبامين.. طريقك الفعال للتخلص من العادات السيئة

دينا درويش

الأربعاء، 31 أغسطس 2022 - 06:24 م

انتشر مصطلح يسمى "صوم أو صيام الدوبامين" مؤخرًا بسرعة البرق بين الكثير من الناس، وهو أحد الطرق المستحدثة للتخلص من إدمان شيء ما، وخصوصًا إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ورغم جزم الكثير من الأشخاص بفاعليته بناء على التجارب الشخصية، لم يُثبت بالأدلة العلمية والأبحاث بعد، وفي السطور القادمة نقدم لكم كل ما تحتاجون معرفته عن صيام الدوبامين.

 

يهدف الأشخاص الذين يحاولون القيام بما يسمى بصيام الدوبامين من التحرر من المحفزات اليومية المؤدية إلى الانغماس فيها بالساعات مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو التسوق، أو ألعاب الفيديو، أو تناول الحلوى، وما إلى ذلك من مُلهيات تستهلك الكثير من الوقت بلا طائل أو أي نفع يُذكر، واستبدالها بعادات أكثر فاعلية، وأمور إيجابية تضيفها إلى نمط حياتك.

يُطلق على صوم الدوبامين Dopamin fasting أيضًا مصطلح التخلص من سموم الدوبامين dopamine detox، وتثير هذه النظرية الجدل بين الأوساط العلمية، إذ تشير المصادر إلى أنه لا يتبع منهج علمي مدروس، وبالتالي فإن الفوائد المتوقعة منه هي الحد من العادات والأنشطة المحتمل تسببها للإدمان، وتشير المصادر إلى أن الأمر أكثر تعقيدًا من التوجه العام نحو هذا المصطلح.

 

قام طبيب نفسي مشهور بابتكار هذا المصطلح، واستخدم هذه التقنية في الممارسة السريرية على العاملين في قطاع التكنولوجيا وأصحاب رأس المال والاستثمار، ووفقًا للمصادر، يوضح هذا الطبيب أن هدفه هو مساعدة عملائه في التخلص من اعتماديتهم الكاملة على محفزات معينة مثل إشعارات الهاتف النقال، والرسائل، ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن معظم ما قام به من أبحاث مبني من الأساس على العلاج السلوكي المعرفي.

ويشير هذا الطبيب إلى أن المفهوم العام من وراء هذه التقنية هو تدريب الناس على الشعور ببعض الملل أو الوحدة أو القيام بأنشطة بسيطة نسبيًا بدلًا من الحصول على ما يسمى "جرعة دوبامين سريعة"، ومن ثم يلاحظ هؤلاء الأشخاص كيفية تأثير هذه المحفزات عليهم، وتشتيت انتباههم وبالتالي التأثير على الإنتاجية، وحدد الطبيب بعض التصرفات القهرية كأهداف لممارسة هذه التقنية وهم:

تناول الطعام العاطفي، أي أنك تلجأ لتناول الطعام كلما شعرت بشيء سلبي مثل الحزن أو الغضب أو التوتر أو الملل، حتى وإن كنت لا تشعر بالجوع. الاستخدام المفرط للإنترنت وألعاب الفيديو. ممارسة التسوق بإفراط. المقامرة. مشاهدة الإباحية وممارسة العادة السرية. البحث عن الإثارة والتجديد، وهو سمة شخصية تشير إلى الميل للبحث عن تجارب جديدة ذات أحاسيس عاطفية شديدة، فهو سلوك متعدد الأوجه إذ يتضمن البحث عن الإثارة وتفضيل كل ما هو جديد والمخاطرة وتجنب الضرر والاعتماد على نظام المكافئة. الأدوية الترويحية والمخدرات.


ويوضح الطبيب أن الصيام عن هذه الأنشطة المحفزة للنواقل العصبية في المخ، يقلل من اعتماد الشخص على هذه التصرفات من أجل جرعة الدوبامين السريعة، والتي تؤدي في النهاية إلى الاعتمادية والإدمان، ويعتقد أن هذه الطريقة هي "الدواء المضاد للمحفزات المفرطة التي نتعرض لها في عصرنا الحالي".

 

وتقدم هذه التقنية العديد من الفوائد الصحية، ويتصدرها زيادة الصفاء الذهني والتركيز في القيام بالمهام اليومية، مما يزيد من الإنتاجية، إذ يعتبر الدوبامين مشتتًا بصفة عامة، نظرًا لقيام الكثير من الأشخاص بتصرفات مكررة رغبة في تحسين المزاج، ما يجعلهم ينغمسون في ممارسة أي من هذه الأنشطة مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، ناسيين تمامًا ما كانوا يقومون به، فيقلل ذلك من جودة العمل والإنجازات الصغيرة اليومية.

يؤدي الامتناع عن ممارسة هذه الأنشطة إلى تنبيه الشخص إلى وقته فيم يضيع، ويخلق متسعًا من الوقت للقيام بأعمال أكثر فائدة بحيث يعزز من شعوره بالإنجاز، وتفادي تأنيب الضمير في آخر كل يوم من عدم القيام بأي شيء. باختصار، يؤدي الحد من هذه الأنشطة إلى اليقظة الذهنية والحد من التشتت، والذي يأتي بفوائده المدهشة على الصحة النفسية والعقلية، بل والجسدية أيضًا -كما تشير المصادر-؛ إذ يساعد على تقليل التوتر، وخفض ضغط الدم، وتحسين النوم.

اقرأ أيضا | أضرار التنمر الإلكتروني وطرق الحد منه

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة