أحمد السرساوي
أحمد السرساوي


أحمد السرساوي يكتب: مرفوع عنها السرية

أخبار اليوم

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 - 05:16 م

بقلم: أحمد السرساوي

٢٥ عاما فى الوطن العربى قضاها الدبلوماسى «السوڤيتي» فاسيلى كولوشا متنقلا بحقيبته بين العواصم العربية.


 بدأ عمله بالمنطقة سنة ١٩٦٦ مترجما بين القادة الروس والزعماء العرب.. إلى أن تقاعد وهو سفير لبلاده عام ١٩٩١ عقب الغزو العراقى للكويت، وانهيار الاتحاد السوڤيتى السابق.

طوال هذه المدة.. كان الرجل قريبا بما يكفى ليس ليسمع ويرى ويراقب ويرصد فقط كواليس ما يتم حوله من تصرفات وأقوال شخصيات بحجم الزعماء جمال عبدالناصر وأنور السادات ومحمد الخامس وصدام حسين وخروتشوف وياسر عرفات وغيرهم كثيرون.. بل كان أيضا مشاركا فى بعضها!

وأخيرا صدرت فى بيروت عن «دار ابعاد» مذكرات الرجل بعنوان مثير هو «مرفوع عنها السرية.. حكايا ونوادر المترجم العجوز» فيكشف لنا كثيرا من هذه الخفايا والأحداث التى مازال معظم تفاصيلها غامضا، وقيد البحث حتى الآن!

الأكثر إثارة.. أن «كولوشا» لم يكتف بسرد هذه الأسرار.. بل عرض لنا شكل الحياة الاجتماعية ورصد ما عاشه الناس العاديون فى بلادنا بجانب الأحداث السياسية وعلاقة كل ذلك بموسكو خلال تلك الفترة المهمة وبعين خبير.

تصدى لترجمة هذا الكتاب الشيق.. واحد من أبرع المترجمين المصريين من وإلى الروسية وهو د. ماهر أنور سلامة الحاصل على الدكتوراه من جامعة موسكو الحكومية فى فلسفة وآداب اللغة الروسية، وهو من ترجم ١٦ كتابا بين اللغتين إضافة إلى ترجمة وثائق أرشيف روسيا القيصرية كاملا فى الحقبة من نهاية القرن ١٩ ومطلع القرن العشرين.

وتنفرد المدرسة الروسية فى الاستشراق بأنها لا تخرج باحثين ممتازين فى علوم اللغة وكفى.. بل تعد خريجا دارسا بعمق لتاريخ البلاد التى تخصص فى لغتها، فاحصا لأهم قضاياها وتفاعلاتها السياسية والإجتماعية.
وسنرى ذلك فى «مرفوع عنها السرية» فهو كتاب ممتع وشيق ومثير.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة