المهندس هانى سالم سنبل أثناء حواره مع «أخبار اليوم»
المهندس هانى سالم سنبل أثناء حواره مع «أخبار اليوم»


الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة: حجم التعاون بين مصر والمؤسسة بلغ 14 مليار دولار

هانى سنبل: الإصلاحات الاقتصادية والمالية بمصر ساعدتها في تجاوز الأزمات الدولية

أحمد هاشم

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 - 09:54 م

زيــــادة حجــــم التمويلات لمصر بسبب زيادة أسعار السلع الغذائية والمواد البترولية عالميا

مصر تهتم كثيرا بالحرف التراثية .. وهو ما يتفق مع رؤى الرئيس السيسى فى دعم المرأة وتمكينها


تعاون كبير بين  جهات كثيرة بمصر لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة

البرامج التى ننفذها تسعى للمساهمة فى تحقيق 100 مليار دولار صادرات مصرية سنويا


«أكد المهندس هانى سالم سنبل الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أن الاصلاحات المالية والاقتصادية التى نفذتها مصر  خلال السنوات الأخيرة ساعدتها فى تجاوز الأزمات الدولية، مثل أزمة كورونا، وأزمة نقص سلاسل الامداد العالمية، وألأزمة الروسية الاوكرانية، مؤكدا نجاح هذه الاصلاحات التى بدأت مصر فى تنفيذها قبل وقوع هذه الأزمات، مما مكن مصر لتصبح من بين عدد قليل من الدول فى العالم التى حققت معدلات نمو ايجابية أثناء أزمة كورونا. وقال سنبل فى حواره مع « أخبار اليوم» إن حجم التعاون بين مصر والمؤسسة «منذ انشائها فى عام 2008» وحتى الآن وصل الى نحو 14 مليار دولار.»

فى البداية : كم يبلغ حجم التعاون بين مصر والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ؟
أجاب المهندس هانى سالم سنبل الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة قائلا: إن حجم التعاون بين مصر والمؤسسة «منذ انشائها فى عام 2008» وحتى الآن وصل الى نحو 14 مليار دولار.


وأكد سنبل أن العلاقة بين مصر والمؤسسة قديمة وتاريخية، وحظيت المؤسسة خلالها بدعم كبير من مصر، ووقعنا خلالها 5 اتفاقيات اطارية، وتم تنفيذها بشكل ممتاز، كما تم مؤخرا خلال اجتماع مجلس محافظى البنك الاسلامى الموافقة على زيادة حجم السقف التمويلى لمصر بثلاثة ملايين دولار اضافية، لتصبح الاتفاقية الاطارية الخامسة بمبلغ 6 مليارات دولار،، وذلك نظرا لزيادة الاحتياجات من السلع الغذائية.

وأيضا المشروعات التى تتعلق بالطاقة، والمؤسسة تحظى أيضا بتعاون كبير مع عدد من الجهات فى مصر، مثل مجالات دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، بالاضافة الى الكثير من البرامج التى تدعم المرآة والشباب فى مصر.

ومنها مشروع مهم يتم تنفيذه حاليا وهو مشروع المراة والتجارة « She Trade»، وهو برنامج يدعم المرأة المصرية المنتجة فى الصناعات اليدوية والحرف التراثية، لمساعدتها على التصدير، كما ان لدينا دعما كبيرا للشباب المصرى من خلال برامج مختلفة، مثل التدريب.

والحصول على شهادات فى مجال التجارة، وتخرج من هذا البرنامج أكثر من 500 شاب مصري، ويتم استيعابهم بشكل سريع فى سوق العمل، ونحن بصدد تمديد هذا البرنامج، وهناك مشروع دعم 50 سيدة مصدرة فى مصر.

ودعم غيرها من برامج التراث التى تتعلق بالصناعات اليدوية والحرف التراثية، وهى التى تجد اهتماما كبيرا بمصر، وبما يتفق أيضا مع رؤى الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية فى دعم المرأة وتمكينها بشكل كبير من خلال هذه البرامج.

ولدينا برامج أخرى كثيرة استفادت منها مصر فى مجال دعم الصادرات المصرية، فكل هذه البرامج نقوم بها من اجل تمكين مصر من بلوغ الأرقام المستهدفة فى الصناعة، مثل الوصول الى 100 مليار دولار صادرات سنويا، وهذه البرامج عبارة عن وسيلة لتسهيل بلوغ هذه الأهداف.

ومن خلال الارتقاء بمستوى التجارة والعاملين بها فى مصر، ولدينا علاقات جيدة بهيئة تنمية الصادرات، وجمعيات رجال الأعمال، وتمت الموافقة مؤخرا على انشاء أكاديمية للتصدير، وستنطلق فى أقرب فرصة ممكنة، بالاضافة الى أن هناك العديد من المشاريع التى لدينا علاقة بها، والتى تدعم القطاع المالى بمصر، وأتمنى أن تكون الاتفاقيات القادمة بين مصر والمؤسسة أكثر تنوعا، ليكون لها دور أكبر فى دعم مصر.


دعم القطاع الصحى والمالي
ما أهم المجالات الجديدة للتعاون بين مصر والمؤسسة خلال الفترة القادمة؟
قال المهندس هانى سنبل: نحاول الدخول فى دعم القطاع الصحي، وأيضا دعم القطاع المالى مثل البنوك وغيرها، وأيضا التوسع فى القطاع الزراعى لخدمة جهود تحقيق الأمن الغذائى بمصر.


بعد ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد البترولية بشكل غير مسبوق عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، هل هناك اتجاه لتوقيع اتفاقيات تمويلية جديدة بين مصر والمؤسسة فيما يخص هذه السلع؟
أجاب المهندس هانى سنبل: نحن نلبى كل الاحتياجات التى تطلبها مصر فى هذا المجال من خلال الاتفاقيات الموقعة معها، والمؤسسة مستمرة فى تمويل ودعم مصر فيما يخص ذلك، فهناك شراكة استراتيجية وحقيقية بين مصر والمؤسسة، وهذا يعود للدعم الكبير الذى تقدمه مصر للمؤسسة.


مبادرة جسور
كيف ساهمت المؤسسة فى مبادرة جسور التجارة العربية الافريقية؟
قال المهندس هانى سنبل أن المؤسسة ساهمت فى المرحلتين الأولى والثانية من مبادرة المساعدة من اجل التجارة للدول العربية» الإفتياس 1» « والافتياس 2»وهو البرنامج الذى يعمل على تعزيز قدرات الدول التجارية.

وتمكينها من الدخول الى الأسواق الخارجية، ومصر دولة عضو فى هذا البرنامج، ولدينا أيضا برنامج آخر وهو جسور التجارة العربية الافريقية، ومصر داعمة للبرنامج، ومساهمة بشكل كبير فيه.


وأضاف: مصر استفادت من المرحلة الجديدة لبرنامج « الافتياس» كما استفادت مؤخرا بمشروعين، الأول أكاديمية التصدير، والثانى يتعلق بأن مصر لديها برنامج خاص سنوي، نحن نسميه بالبرنامج القطرى لجمهورية مصر العربية.

وهو يتعلق بمشروع جسور التجارة العربية الافريقية، ويضم العديد من البرامج التمويلية، ويضم أيضا برامج بناء القدرات، والمؤسسة مشاركة فى هذا المشروع مع شركاء آخرين، يساهمون معنا فى دعم البرنامج القطرى لجمهورية مصر العربية، تحت مظلة برنامج جسور التجارة العربية الافريقية.


أزمة كورونا
هل تغيرت البرامج التمويلية للمؤسسة بمصر بعد أزمة كورونا التى أثرت سلبيا على اقتصادات العالم؟
أكد المهندس هانى سنبل أن الاحتياجات التمويلية بمصر زادت بعد أزمة كورونا فى القطاعات التى نمولها أساسا، وأصبحت هناك أمور أخرى تحتاج لها مصر، خاصة بمجال بناء المعرفة، والاستفادة ببرامج بناء القدرات بشكل كبير.

وكما ذكرت سابقا هناك أيضا مساعدة المصدرين المصريين خلال هذه الفترة لتجاوز الأزمات التى مرت، والدخول الى الأسواق المالية العالمية بشكل أكبر، ونحن مستمرون فى ذلك.


وأضاف: لا شك أن التأثير الأكبر لهذه الأزمة على معدلات النمو بالدول، وكانت هناك توقعات بمعدلات نمو بالدول الأعضاء، لكنها لم تتحقق، ثم توالت الأزمات، خصوصا أنه بعد أزمة كورونا جاءت ازمة جيوسياسية أخرى، لتلقى بظلالها على القطاعات التى تشهد بطئا، متأثرة بتوقف سلاسل الإمداد، وزيادة أسعار السلع، وغيرها من الأمور التى تؤدى بالعالم للدخول الى مرحلة الركود الاقتصادي.


زيادة التمويلات لمصر
تسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد البترولية بشكل غير مسبوق على مستوى العالم فى ضغوط على الموازنة العامة لمصر، فهل هناك اتجاه لتوقيع اتفاقيات تمويلية جديدة بين مصر والمؤسسة من أجل تخفيف هذه الضغوط؟
أكد المهندس هانى سنبل ان هناك زيادة فى حجم العمليات التمويلية التى تقدمها المؤسسة لمصر، بسبب زيادة أسعار السلع الغذائية والمواد البترولية عالميا، فالكميات التى تحتاجها مصر من هذه السلع معروفة لكنها تزداد، بخلاف وجود نقص فى سلاسل الامداد العالمية.

ولذلك لا بد من تحسن مستوى التخزين للسلع الأساسية، وزيادة الاحتياطى العام منها، حتى لا تتأثر السوق المصرية بأى من هذه الأمور، فمصر تحاول دائما توفير السلع الغذائية والمواد البترولية فى الوقت المناسب، حتى لا يحدث انخفاض فى حجم الاحتياطى منها.

ولذلك أعتقد أن دور المؤسسة مهم فى المساهمة فى استمرار المحافظة على احتياطى جيد من السلع الأساسية بمصر، لمنع حدوث نقص بهذه السلع الاستراتيجية المهمة للمواطن المصرى فى الأسواق المصرية.


الإصلاحات الاقتصادية
رغم تداعيات أزمة كورونا على اقتصاديات جميع الدول، فإن مصر نجحت فى تحقيق معدل نمو ايجابى فى عام كورونا، وكذلك خلال الأعوام التالية، كيف ترى ما حققته مصر فى هذا الصدد؟
أكد المهندس هانى سنبل أنه يمكن ارجاع مقاومة الدول للأزمات من خلال الترتيبات والاصلاحات المالية والاقتصادية التى تفرضها وتنفذها هذه الدول، ليس خلال الأزمات، ولكن قبلها، ونحن شاهدنا العديد من الاجراءات التحفيزية والخطوات الاصلاحية التى قامت بها مصر خلال السنوات الأخيرة، فيما يتعلق بالسياسات المرتبطة بالمال والأعمال.

والقطاعات المختلفة بمصر، فمصر شهدت فى الحقيقة خلال السنوات الماضية العديد من الأمور التى ساعدتها فى تجاوز الأزمات، ولذلك فإنها كانت من بين عدد قليل من الدول فى العالم التى حققت معدلات نمو ايجابية أثناء أزمة كورونا.

وهو مايدل على نجاح السياسات المالية والاقتصادية التى نفذتها وتنفذها مصر، واعتقد أن هذه الاجراءات تساعد الدول على مواجهة الأزمات، بعكس الدول التى لا تكون مستعدة بمثل هذه الاجراءات قبل وقوع الأزمات.


ما أهم أهداف البروتوكول الذى وقعته جامعة الدول العربية مع المؤسسة نهاية الأسبوع الماضى؟
أجاب المهندس هانى سنبل أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الدول العربية والمؤسسة، حول التعاون فى مجال تنمية التجارة الخارجية والبينية للدول العربية، وتهدف المذكرة إلى وضع إطار عام لتطوير التعاون والتنسيق بين الطرفين فيما يتعلق بتنمية التجـارة وتعزيز القدرات فى التجارة الدولية والتجارة العربية البينية على وجه الخصوص.

بما يتلاءم مع أولويات واحتياجات الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية، حيث تم إعداد قائمة بالبرامج والمشاريع ذات الأولوية التى يمكن تنفيذها تحت مذكرة التفاهم فى المرحلة الحالية، منها برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية.

والمرحلة الثانية من برنامج المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الافتياس 2)، ودعم منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتوفير الدعم الملائم للدول العربية الاقل نموا، بما يخدم الارتقاء بالتجارة العربية البينية، بما فى ذلك تطوير المنافذ الجمركية.

والتعاون فى تنظيم مؤتمرات وورش عمل اقليمية عربية فى مختلف مجالات السياسات وتطوير المبادلات التجارية الإقليمية بهدف تعزيز الاستفادة من المزايا التى تمنحها منطقة التجارة الحرة العربية الكبري.

وأضاف سنبل أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تعمل وتتعاون مع مختلف شركائها، لاستغلال كل الفرص المتاحة على الصعيدين الإقليمى والدولي، للمساهمة فى زيادة ورفع مكاسب الدول العربية من التجارة الدولية، مؤكدا أن إجمالى ما قدمته المؤسسة من تمويلات منذ إنشائها عام 2008 يقارب 62 مليار دولار، خصصت منها 40% للدول الأعضاء الأقل نموا، و31% لصالح الدول العربية.

وقال أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تستعد لمناقشة الحزمة الثانية من مشاريع المرحلة الثانية من برنامج «الافتياس» ويأتى ذلك بعد اعتماد الحزمة الأولى والمتمثلة فى 5 مشاريع قُطْريِة لصالح كل من مصر والجزائر وموريتانيا واليمن فى مجالات متعلقة بالتجارة الخارجية ذات الأولوية فى الخطط التنموية لهذه الدول.

كما تم اعتماد 3 مشروعات إقليمية لفائدة كل الدول العربية، اثنين منها بهدف دعم التكامل الاقتصادي، حيث سيتم تنفيذهما من قبل جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والثالث لصالح المنظمة العربية للسياحة.


ما أهم توجيهات المؤسسة الاسلامية لتنمية القطاع الخاص، بعد تكليفكم رئيسا تنفيذيا بالإنابة لها؟
قال المهندس هانى سنبل: هذه المؤسسة تنموية متعددة الأطراف، وتم انشاؤها عام 1999 لتمويل القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات عبر الحدود والمشروعات التدريبية، ونركز فيها حاليا على عدد من المبادرات التى من شأنها خدمة القطاع الخاص.

وخصوصا ما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفتح نوافذ مالية اسلامية فى البنوك التجارية التى تقوم المؤسسة بدعمها، والسعى لدعم مشروعات الشراكة بين  القطاعين العام والخاص،، مضيفا أن المؤسسة تعمل فى 55 دولة.

كما مولت نحو 20 مشروعا فى مصر بنحو 250 مليون دولار، حيث استفاد الكثير من الشركات المصرية فى مجالات الطاقة والتصنيع الغذائي، ونتمنى أن يكون للمؤسسة دور أكبر فى مصر خلال الفترة القادمة، وسنسعى لتحقيق ذلك، لأن طموحنا أكبر فى مصر، وخاصة فى دعم القطاع الخاص، لأن القطاع الخاص له دور كبير فى توفير فرص عمل جديدة، وكلما زاد الدعم المقدم له زادت فرص العمل الجديدة.

اقرأ أيضا| رئيس المؤسسة الدولية للتمويل والتجارة: نواصل مشاركة مصر جهود التنمية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة