قطار الملك فاروق
قطار الملك فاروق


قطار الملك فاروق .. بذخ كلف مصر الضعفين

أحمد صبحي

السبت، 03 سبتمبر 2022 - 12:26 م

قام الملك فاروق باستيراد قطار بمواصفات خاصة لمزاجه الخاص، حيث أراد الملك السابق أن يقتني قطارا فريدا في نوعه فوضع بنفسه التصميمات التي تمثل أعلى مراتب البذخ وطرحت هذه المواصفات في مناقصة لتشترك فيها أكثر من شركة عالمية.

لعب أفراد الحاشية دورهم حتى يستفيدوا من هذه الصفقة وكانت النتيجة قطارا كلف الدولة مائة وثمانين ألف من الجنيهات مع أنه لا يساوى نصف هذا المبلغ.

 

وقامت شركات عالمية من جميع الجنسيات بالتقدم إلى هذه المناقصة ولكن أحد أفراد الحاشية وجد أن مصلحته تتحقق في رسو المزاد على شركة إيطالية فقام بنفس الدور الذي قام به في الأسلحة الفاسدة وهكذا رسا المزاد على هذه الشركة برغم أن إحدى الشركات الإنجليزية تقدمت بعطاء أكثر جودة وأقل سعرا.

 

اقرأ أيضا: الإمبراطورة ثريا.. طليقة شاه إيران تبحث عن عريس لنفسها

ووصل القطار إلى مصر في أواخر عام 1951 وتقدم مهندسين السكة الحديد لاختباره وبعد إجراء التجارب اللازمة رفضوا تسلمه للعيوب الفنية الجسيمة التي وجدت به.

وتدخل الوسيط لإقناع الملك السابق بأن القطار يعد تحفة فنية عالمية وأن رفضه معناه حرمانه من متعة لم تتوافر لأي ملك من قبله.

وأصدر فاروق أمره بتسلم القطار من الشركة وأن يكف المهندسون عن احتجاجهم ومعارضاتهم لاستلام القطار حتى كان له ما أراد.

 

ثم قام بتجربته فركبه من القاهرة إلى الإسكندرية وحدث ما توقعه المختصون ومع أول رحلة احترقت جميع أسلاكه المصنوعة من مادة رديئة. ليكشف هذا القطار الاستهانة والعبث بأموال الدولة ، ودخل بعدها ورش السكة الحديد بالسبتية ليظل هناك طوال ثلاث سنوات.

وقطار الملك فاروق مكون من عربتين فقط تتسعان لحوالي أربعين شخصا وكان القطار بقوة تسعمائة حصان ، وهو مزود بمقاعد مريحة متنقلة يمكن تحويلها إلى صالونات صغيرة.

وكانت العربة الأولى مخصصة للملك والملكة وتتكون من حجرة نوم وبها سريران أحدهم للملك والأخر للملكة ، وقد ضع بجانب سرير الملك زر خاص عن طريقه يستطيع الملك إيقاف القطار في أى وقت بناء على طلبه بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة فى 12 من شهر يناير عام 1955.

وخصصت العربة الثانية للوزراء والضيوف وهى أقل فخامة من العربة الأولى. وقد أطلق الشعب على هذا القطار ألقاب عديدة مثل "قطار الملذات" و"قطار الترفيه".

وبعد نزول الملك فاروق على العرش أصبح القطار موردا من موارد الدولة فقام المهندسون بتعديله حتى يجعلوا منه شيئا ثمينا صالح للاستعمال وليس للزينة فقط والتباهي فقط.

وقاموا باستبدال الأسلاك التالفة التي قدرت بحوالي ستة عشر ألف مترا بالأسلاك الجيدة.

وبعد تعديل القطار تم عمل أول رحلة من القاهرة إلى أسوان ليركب عليه بعض السياح ليروا آثار البلاد وهو في طريقهم إلى أسوان.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة